كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

جَمَلاً كأَنه رَكِبه ولم ينم فيه وفي حديث عاصم لقد أَدركت أَقواماً يتخذون هذا الليل جَمَلاً يشربون النَّبِيذَ ويلبسون المُعَصْفَر منهم زِرُّ بن حُبَيْش وأَبو وائل قال أَبو الهيثم قال أَعرابي الجامِل الحَيّ العظيم وأَنكر أَن يكون الجامل الجِمَال وأَنشد وجامل حَوْم يَرُوح عَكَرهُ إِذا دنا من جُنْحِ ليل مَقْصِرهُ يُقَرْقِر الهَدْرَ ولا يُجَرْجِرُه قال ولم يصنع الأَعرابي شيئاً في إِنكاره أَن الجامل الجِمَال قال الأَزهري وأَما قول طرفة وجاملٍ خَوَّعَ مِن نِيبِه زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفيح فإِنه دل على أَن الجامل يجمع الجِمَال والنُّوق لأَن النِّيب إِناث واحدتها ناب ومن أَمثال العرب اتَّخَذَ الليل جَمَلاً إِذا سَرَى الليل كله واتخذ الليل جَمَلاً إِذا ركبه في حاجته وهو على المثل وقوله إِني لِمَنْ أَنْكَرَني ابنْ اليَثْرِبي قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي إِنما أَراد رجلاً كان من أَصحاب عائشة واَّصل ذلك أَن عائشة غَزَت عَلِيّاً على جَمَل فلما هزم أَصحابها ثبت منهم قوم يَحْمُون الجَمَل الذي كانت عليه وجَمَل أَبو حَيٍّ من مَذْحِجٍ وهو جَمَل بن سعد العشيرة منهم هند بن عمرو الجَمَليُّ وكان مع علي عليه السلام فَقُتِل وقال قاتله قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي قال ابن بري هو لعمرو بن يثربي الضَّبِّي وكان فارس بني ضَبَّة يوم الجَمَل قتله عمار بن ياسر في ذلك اليوم وتمام رجزه قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَمَلِي وابْناً لصُوحانَ على دين علي وحكى ابن بري والجُمَالة الخيل وأَنشد والأُدْم فيه يَعْتَرِكْ نَ بجَوِّه عَرْكَ الجُمَاله ابن سيده وقد أَوقعوا الجَمَل على الناقة فقالوا شربت لبن جَمَلي وهذا نادر قال ولا أُحِقُّه والجَمْع أَجْمال وجِمَال وجُمْل وجِمَالات وجِمالة وجَمَائل قال ذو الرمة وقَرَّبْنَ بالزُّرْق الجَمَائل بعدما تَقَوَّبَ عن غِرْبانِ أَوْراكها الخَطْرُ وفي الحديث هَمَّ الناس بنَحْر بعض جَمَائلهم هي جمع جَمَل وقيل جمع جِمَالة وجِمَالة جمع جَمَل كرِسالة ورَسائل ابن سيده وقيل الجَمَالة الطائفة من الجِمَال وقيل هي القطعة من النوق لا جَمَل فيها وكذلك الجَمَالة والجُمَالة عن ابن الأَعرابي قال ابن السكيت يقال للإِبل إِذا كانت ذُكورة ولم يكن فيها أُنثى هذه جِمالة بني فلان وقرئ كأَنه جِمَالة صُفْر والجامِلُ اسم للجمع كالباقر والكالِب وقالوا الجَمّال والجَمّالة كما قالوا الحَمّار والحَمّارة والخَيَّالة ورَجُل جامِل ذو جَمَل وأَجْمَل القومُ إِذا كثُرت جِمالهم والجَمَّالة أَصحاب الجِمال مثل الخَيّالة والحَمّارة قال عبد مناف بن رِبْع الهذلي حتى إِذا أَسْلكوهم في قُتَائدة شَلاًّ كما تَطْرُد الجَمّالةُ الشُّرُدا واسْتَجْمَل البَعِيرُ أَي صار جَمَلاً واسْتَقْرَم بَكْر فلان أَي صار قَرْماً وفي الحديث لكل أُناس في جَمَلهم خُبْر ويروى جُمَيْلهم على التصغير يريد صاحبهم قال ابن الأَثير هو مثل يُضْرب في معرفة كل قوم بصاحبهم يعني أَن المُسَوَّد يُسَوَّد لمعنى وأَن قومه لم يُسَوِّدوه إِلا لمعرفتهم بشأْنه ويروى لكل أُناس في بَعِيرهم خُبْر فاستعار البعير والجَمَل للصاحب وفي حديث عائشة وسأَلتها امرأَة أَأُوَخِّذ جَمَلي ؟ تريد زوجها أَي أَحبسه عن إِتيان النساء غيري فكَنَتْ بالجَمَل عن الزَّوج لأَنه زوج الناقة وجَمَّلَ الجَمَلَ عَزَله عن الطَّرُوقة وناقة جُمَالية وَثيقة تشبه الجَمَل في خِلْقتها وشدَّتها وعِظَمها قال الأَعشى جُمَالِيَّة تَغْتَلي بالرِّدَاف إِذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيرا وقول هميان وقَرَّبُوا كلَّ جُمَالِيٍّ عَضِه قَرِيبَة نُدْوَتُه من مَحْمَضِه كأَنما يُزْهَم عِرْقا أَبْيَضِه
( * قوله « كأنما يزهم » تقدم في ترجمة بيض ييجع بدل يزهم )
يُزْهَم يُجْعل فيهما الزَّهَم أَراد كل جُمَاليَّة فحَمَل على لفظ كُلّ وذكَّر وقيل الأَصل في هذا تشبيه الناقة بالجمل فلما شاع ذلك واطَّرد صار كأَنه أَصل في بابه حتى عادوا فشَبَّهوا الجَمَل بالناقة في ذلك وهذا كقول ذي الرمة ورَمْلٍ كأَوْراك النِّساءِ قَطَعْتُه إِذا أَظلمته المُظْلِمات الحَنادِسُ وهذا من حملهم الأَصل على الفرع فيما كان الفرع أَفاده من الأَصل ونظائره كثيرة والعرب تفعل هذا كثيراً أَعني أَنها إِذا شبهت شيئاً بشيء مكَّنَتْ ذلك الشبه لهما وعَمَّت به وجه الحال بينهما أَلا تراهم لما شبهوا الفعل المضارع بالاسم فأَعربوه تمموا ذلك المعنى بينهما بأَن شبهوا اسم الفاعل بالفعل فأَعملوه ؟ ورجل جُمَاليٌّ بالضم والياء مشددة ضَخْم الأَعضاء تامُّ الخَلْق على التشبيه بالجَمَل لعظمه وفي حديث فضالة كيف أَنتم إِذا قَعَد الجُمَلاءُ على المَنابر يَقْضون بالهَوَى ويَقْتلون بالغَضَب الجُمَلاءُ الضِّخَام الخَلْق كأَنه جمع جَمِيل وفي حديث الملاعنة فإِن جاءَت به أَوْرَق جَعْداً جُمَالِيّاً فهو لفلان الجُمَاليّ بالتشديد الضَّخم الأَعضاء التامُّ الأَوصال وقوله أَنشده أَبو حنيفة عن ابن الأَعرابي إِنَّ لنا من مالنا جِمَالا من خير ما تَحْوِي الرجالُ مالا يُنْتَجْن كل شَتْوَة أَجْمالا إِنما عَنى بالجَمَل هنا النَّخل شبهها بالجَمَل في طولِها وضِخَمها وإِتَائها ابن الأَعرابي الجَمَل الكُبَع قال الأَزهري أَراد بالجَمَل والكُبَع سمكة بَحريَّة تدعى الجَمَل قال رؤْبة

الصفحة 684