كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

جَمُومُ الشَّدِّ شائلةُ الذُّنابَى تَخالُ بَياضَ غُرَّتِها سِراجَا قوله شائلة الذُّنابى يعني أَنها ترفع ذَنَبها في العَدْو واسْتَجَمَّ الفرسُ والبئر أَي جَمَّ ويقال أَجِمَّ نَفْسَك يوماً أو يومين أَي أَرِحْها وفي الصحاح أَجْمِمْ نَفْسَك ويقال إِني لأَسْتَجِمُّ قلبي بشيء من اللَّهو لأَقْوَى به على الحق وفي حديث طلحة رَمَى إِليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسَفَرْجلة وقال دونكها فإِنها تُجِمُّ الفُؤادَ أَي تُريحه وقيل تَجْمَعه وتُكَمِّلُ صَلاحَه ونَشاطَه ومنه حديث عائشة في التَّلْبِينَةِ فإِنها تُجِمُّ فؤادَ المريض وحديثُها الآخر فإِنها مَجَمَّة أَي مَظِنَّة الاستراحة وفي حديث الحُدَيْبية وإِلاَّ فقد جَمُّوا أَي استراحوا وكثروا وفي حديث أَبي قتادة فأَتى الناسُ الماءَ جامِّينَ رِواءً أَي مُسْتريحين قد رَوُوا من الماء وفي حديث ابن عباس لأَصْبَحْنا غَداً حين نَدْخُل على القوم وبنا جَمامةٌ أَي راحة وشِبَعٌ ورِيٌّ وفي حديث عائشة بَلَغها أَن الأَحْنف قال شعراً يلومها فيه فقالت سبحانَ الله لقد اسْتَفْرَغَ حِلْمَ الأَحْنف هِجاؤُه إِياي أَليَ كان يَسْتَجِمُّ مَثابةَ سَفَهه ؟ أَرادت أَنه كان حليماً عن الناس فلما صار إِليها سَفِه فكأَنه كان يُجِمُّ سَفَهه لها أَي يُريحُه ويَجْمعه ومنه حديث معاوية من أَحَبَّ أَن يَسْتَجِمَّ له الناسُ قِياماً فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه من النار أَي يَجْتَمِعون له في القيام عنده ويَحْبِسون أَنفسَهم عليه ويروى بالخاء المعجمة وسنذكره والمَجَمُّ الصَّدْر لأَنه مُجْتَمَع لما وعاه من علم وغيره قال تميم بن مُقْبِلٍ رَحْبُ المَجَمِّ إِذا ما الأَمر بَيَّته كالسَّيْفِ ليس به فَلٌّ ولا طَبَعُ ابن الأَعرابي فلان واسعُ المَجَمِّ إِذا كان واسعَ الصدر رَحْبَ الذراع وأَنشد رُبَّ ابن عَمٍّ ليس بابن عَمِّ بادي الضَّغِين ضَيِّقِ المَجَمِّ ويقال إِنه لَضَيِّقُ المَجَمِّ إِذا كان ضَيِّقَ الصدر بالأُمور وأَنشد ابن الأَعرابي وما كُنْتُ أَخْشى أَنَّ في الحَدِّ رِيبةً وإِنْ كانَ مَرْدُودُ السَّلام يَضِيرُ وقَفْنا فقلناها السَّلامُ عليكمُ فأَنْكَرها ضَيْقُ المَجَمِّ غَيُورُ أَي ضَيِّقُ الصَّدْر ورجُل رَحْبُ الجَمَمِ واسع الصدر وأَجَمَّ العِنَبَ قَطَعَ كلَّ ما فوق الأَرض من أَغصانه هذه عن أَبي حنيفة والجَمامُ والجِمامُ والجُمامُ والجَمَمُ الكَيْلُ إِلى رأْس المكيال وقيل جُمامه طَِفافُُه وإِناء جَمَّامٌ بلغ الكيلُ جُمامَه ويقال أَجْمَمْتُ الإِناء
( * قوله « ويقال اجممت الاناء » وكذلك جمّمته وجممته مثقلاً ومخففاً كما في القاموس ) وقال أَبو زيد في الإِناء جَمامُه وجَمُّه أَبو العباس في الفصيح عنده جِمام القَدَح وجُمام المَكُّوكِ بالرفع دَقيقاً وجَمَمْتُ المكيالَ جَمّاً الجوهري جِمامُ المَكُّوك وجُمامُه وجَمامُه وجَمَمُه بالتحريك وهو ما علا رأْسَه فوق طَِفافه وجَمَمْتُ المكيالَ وأَجْمَمْتُه فهو جَمّان إِذا بلغ الكيلُ جُمامَه وقال الفراء عندي جِمامُ القَدَحِ ماءً بالكسر أَي مِلْؤُه وجُمامُ المَكُّوم دَقيقاً بالضم وجَمامُ الفرس بالفتح لا غير ولا يقال جُمام بالضم إِلا في الدقيق وأَشباهه وهو ما علا رأْسَه بعد الامتلاء يقال أَعْطِني جُمامَ المَكُّوك إِذا حَطَّ ما يَحْمله رأْسُه فأَعطاه وجُمْجُمَةٌ جَمَّاءُ وقد جَمَّ الإِناءَ وأَجَمَّه التهذيب يقال أَعْطِه جُمامَ المَكُّوك أَي مَكُّوكاً بغير رأْس واشْتُقَّ ذلك من الشاة الجَمّاء هكذا رأَيت في الأَصل ورأَيت حاشية صوابه ما حَمَله رأْسُ المَكُّوكِ وجَمٌّ ملك من الملوك الأَوَّلِين والجَمِيمُ النبت الكثير وقال أَبو حنيفة هو أَن يَنْهَضَ ويَنْتَشِرَ وقد جَمَّم وتَجَمَّمَ قال أَبو وَجْزَةَ وذكر وحشاً يَقْرِمَنْ سَعْدانَ الأَباهِرِ في النَّدى وعِذْقَ الخُزامى والنَّصِيَّ المُجَمَّما قال ابن سيده هكذا أَنشده أَبو حنيفة على الخَرْم لأَنَّ قوله يَقْرِمْ فَعْلُن وحكمه فعولن وقيل إِذا ارتفعت البُهْمى عن البارِضِ قليلاً فهو جَميم قال ذو الرمة يصف حماراً
( * قوله « يصف حماراً » المراد الجنس لقوله رعت وآنفتها وأورد المؤلف كالجوهري هذا البيت كذلك في غير موضع رواه الجوهري في هذه المادة رعى وآنفته قال الصاغاني الرواية
رعت وآنفتها وقبل البيت
طوال الهوادي والحوادي كأنها ... سماحيج قب طار عنها نسالها )
رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جَمِيماً وبُسْرَةً ... وصَمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصالُها
والجمع من كل ذلك أَجِمَّاءُ والجَمِيمَةُ النَّصِيَّةُ إِذا بلغت نصف
شهر فملأَت الفم واسْتَجَمَّتِ الأَرضُ خرج نبتها والجَمِيمُ النبت الذي طال بعَض الطُّول ولم يَتِمَّ ويقال في الأَرض جَمِيمٌ حَسنُ النبت قد غَطَّى الأَرضَ ولم يَتِمَّ بَعْدُ ابن شميل جَمَّمَتِ الأَرضُ تَجْميماً إِذا وفى جَمِيمُها وجَمَّمَ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ إِذا صار لهما جُمَّةٌ وفي حديث خُزيمة اجْتاحَت جَمِيمَ اليَبِيس الجَمِيمُ نبت يطول حتى يصير مثل جُمَّة الشعر والجُمَّةُ بالضم مُجْتَمَعُ شعر الرأْس وهي أَكثر من الوَفْرَةِ وفي الحديث كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جُمَّةٌ جَعْدَةٌ الجُمَّة من شعر الرأْس ما سَقَط على المَنْكِبَيْن ومنه حديث عائشة رضي الله عنها حيث بَنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وقد وَفتْ لي جُمَيْمَةٌ أَي كَثُرت والجُمَيْمَةُ تصغير الجُمَّة وفي حديث ابن زِمْلٍ كأَنما جُمِّمَ شَعَرُه أَي جُعل جُمَّةً ويروى بالحاء وهو مذكور في موضعه وفي الحديث لعن الله المُجَمِّماتِ من

الصفحة 687