كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

حَيِّيَا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا إِن يَكُنْ ذاكما الفِراقُ أَجَمَّا وقال عَدِيّ بن العذير فإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلِكٌ مَنْ أَطاعَها تنافسُ دُنْيا قد أَجَمَّ انْصِرامُها ومثله لساعِدَةَ ولا يُغْني امْرَأً وَلَدٌ أَجمَّتْ مَنِيَّتُه ولا مالٌ أَثِيلُ ومثله لزُهَيرٍ وكنتُ إِذا ما جِئتُ يوماً لحاجةٍ مَضَتْ وأَجَمَّتْ حاجةُ الغَدِ لا تَخْلُو يقال أَجَمَّتِ الحاجةُ إِذا دنت وحانت تُجِمُّ إِجْماماً وجَمَّ قُدُوم فُلانٍ جُمُوماً أَي دنا وحان والجُمُّ ضرب من صَدَف البحر قال ابن دريد لا أَعلم حقيقتها والجُمَّى مَقْصور الباقِلَّى حكاه أَبو حنيفة والجَمَّاء بالفتح والمدّ والتشديد موضع على ثلاثة أميال من المدينة تكرَّر ذكره في الحديث والجَمْجَمةُ أَن لا يُبَيِّنَ كلامَه من غير عِيٍّ وفي التهذيب أَن لا تُبين كلامك من عِيٍّ وأَنشد الليث لعَمْرِي لقد طالَ ما جَمْجَمُوا فما أَخَّروه وما قَدَّموا وقيل هو الكلام الذي لا يُبَيَّنُ من غير أَن يقيد بِعِيٍّ ولا غيره والتَّجَمْجُمُ مثله وجَمْجَمَ في صدره شيئاً أَخفاه ولم يُبْدِه وقال أَبو الهيثم في قوله إِلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ
( * قوله « إلى مطمئن إلخ » صدره كما في معلقة زهير ومن يوف لم يذمم ومن يهد قلبه )
يقول من أَفضى قلبُه إِلى الإِحسان المطمئن الذي لا شبهة فيه لم يَتَجَمْجَمْ لم يشتبه عليه أَمره فيتردّد فيه والبِرُّ ضدّ الفُجور وجَمْجَمَ الرجل وتَجَمْجَمَ إِذا لم يُبَيِّنْ كلامَه والجُمْجُمَةُ عَظْمُ الرأْس المشتملُ على الدماغ ابن سيده والجُمْجُمة القِحْفُ وقيل العظْم الذي فيه الدماغ وجمعه جُمْجُمٌ ابن الأَعرابي عظام الرأْس كلها جُمْجُمة وأَعلاها الهامةُ وقال ابن شميل الهامة هي الجُمْجُمة جمعاً وقيل القِحْفُ القِطْعة من الجُمْجُمة وشحمة الأُذن خَرْقُ القُرْط أَسْفلَ الأُذن أَجمعَ وهو ما لانَ من سُفْله ابن بري والجُمْجُمة رؤساء القوم وجَماجِمُ القوم ساداتهم وقيل جَماجِمُهم القبائلُ التي تَجْمَع البطونَ ويُنسب إِليها دونهم نحو كلْب بن وَبْرة إِذا قلت كَلْبِيٌّ استغنيت أَن تَنْسُب إِلى شيء من بطونه سُمُّوا بذلك تشبيهاً بذلك وفي التهذيب وجَماجم العرب رؤساؤهم وكلُّ بَني أَبٍ لهم عِزٌّ وشَرَف فهم جُمْجُمة والجُمْجُمة أَربعُ قَبائل بين كل قبيلتين شأْنٌ ابن بري والجُمْجُمة ستون من الإِبل عن ابن فارس والجُمْجُمة ضرب من المكاييل وفي حديث عمرو بن أَخْطَبَ أَو عمر بن الخطاب اسْتَسْقَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فأَتَيْتُه بجُمْجُمة فيها ماء وفيها شَعْرة فرفعتها وناولته فنظر إِليَّ وقال اللهم جَمِّلْه قال القُتَيْبيُّ الجُمْجُمَة قَدَح من خَشَب والجمع الجَماجِمُ ودَيْرُ الجَماجِمِ موضع قال أَبو عبيدة سمي دَيْر الجَماجم منه لأَنه يعمل فيها الأَقداح من خشب قال أَبو منصور تُسَوَّى من الزُّجاج فيقال قِحْفٌ وجُمْجمة وبَديْرِ الجَماجم كانت وَقْعَةُ ابن الأَشعث مع الحَجاج بالعراق وقيل سمي دَيْرَ الجَماجم لأَنه بُني من جَماجم القَتْلى لكثرة من قتل به وفي حديث طلحة بن مُصَرِّف رأَى رجلاً يضحك فقال إِن هذا لم يشهد الجَماجِمَ يريد وقعة دَير الجَماجم أَي أَنه لو رأَى كثرة من قتل به من قُرَّاء المسلمين وساداتهم لم يضحك ويقال للسادات جَماجم وفي حديث عمر إِيتِ الكوفة فإِن بها جُمْجُمةَ العرب أَي ساداتها لأَن الجُمْجُمة الرأْس وهو أَشرف الأعَضاء والجَماجم موضع بين الدَّهْناء ومُتالِع في ديار تميم ويوم الجَماجمِ يوم من وقائع العرب في الإسلام معروف وفي حديث يحيى ابن محمد أَنه لم يَزَلْ يرى الناسَ يجعلون الجَماجم في الحَرْث هي الخشبة التي تكون في رأْسها سِكَّةُ الحرث والجُمْجُمَة البئر تُحْفَر في السَّبَخَة والجَمْجَمَة الإِهْلاك عن كراع وجَمْجَمه أَهلكه قال رؤبة كم من عِدىً جَمْجَمَهم وجَحْجَبا
( جمن ) الجُمانُ هَنَواتٌ تُتَّخَذُ على أَشكال اللؤلؤ من فضَّة فارسي معرب واحدته جُمانة وتوهَّمَه لبيدٌ لُؤلُؤَ الصدفِ البَحْرِيِّ فقال يصف بقرة وتُضِيء في وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيرةً كجُمانةِ البَحْريِّ سُلَّ نِظامُها الجوهري الجُمانةُ حبّة تُعْمَل من الفِضّة كالدُّرّة قال ابن سيده وبه سميت المرأَة وربما سميت الدُّرّة جُمانةً وفي صفته صلى الله عليه وسلم يَتَحَدَّرُ منه العَرَقُ مِثْل الجُمان قال هو اللؤلؤُ الصِّغارُ وقيل حَبٌّ يُتَّخذ من الفضة أَمثال اللؤلؤ وفي حديث المسيح على نبينا وعليه الصلاة والسلام إذا رفَع رأْسَه تحدَّر منه جُمانُ اللؤلؤ والجُمانُ سَفيفةٌ من أَدَمٍ يُنْسَج فيها الخَرَزُ من كل لون تَتَوَشَّحُ به المرأَة قال ذو الرمة أَسِيلة مُسْتَنِّ الدُّموعِ وما جَرَى عليه الجُمانُ الجائلُ المُتَوَشَّحُ وقيل الجُمانُ خَرز يُبَيَّضُ بماء الفضة وجُمانٌ اسمُ جملِ العجّاج قال أَمْسَى جُمانٌ كالرَّهينِ مُضْرعا والجُمُن اسم جبل قال تميم بن مُقْبِل

الصفحة 689