كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

قال فإِذا كان مُستقيم الظهرِ ثم أَصابه جَنَأ قيل جَنِئَ يَجْنَأُ جَنَأً فهو أَجْنَأُ الليث الأَجْنَأُ الذي في كاهله انْحِناء على صدره وليس بالأَحْدب أَبو عمرو رجلٌ أَجْنَأُ وأَدنَأُ مهموزان بمعنى الأَقْعَسِ وهو الذي في صدره انكِباب إِلى ظهره وظَلِيمٌ أَجْنَأُ ونَعامة جَنْآءُ ومن حذف الهمزة قال جَنْواء والمصدر الجَنَأُ وأَنشد
أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَجْنَا والمُجْنَأُ بالضم التُّرْس لا حْديدا بهِ قال أَبو قَيْس ابن الأَسلت السُّلَمِي
أَحْفِزُها عنِّي بذِي رَوْنَقٍ ... مُهَنَّدٍ كالمِلْحِ قَطَّاعِ
صَدْقٍ حُسامٍ وادِقٍ حَدُّهُ ... ومُجْنَإٍ أَسْمَرَ قَرّاعِ
والوادِقُ الماضي في الضَّريبةِ وقولُ ساعِدَةَ بن جُؤَيّةَ
إِذا ما زارَ مُجْنَأَةً عَليْها ... ثِقالُ الصَّخْرِ والخَشَبُ القَطِيلُ
انما عنى قَبراً والمُجْنأَةُ حُفْرَةُ القبر قال الهذلي وأَنشد البيت إِذا ما زار مجنأَة عليها
( جنب ) الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ شِقُّ الإِنْسانِ وغيره تقول قعَدْتُ إِلى جَنْب فلان وإِلى جانِبه بمعنى والجمع جُنُوبٌ وجَوانِبُ وجَنائبُ الأَخيرة نادرة وفي حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه في الرجل الذي أَصابَتْه الفاقةُ فخرج إِلى البَرِّية فدَعا فإِذا الرَّحى تَطْحَنُ والتَّنُّورُ مَمْلُوءٌ جُنوبَ شِواءٍ هي جمع جَنْبٍ يريد جَنْبَ الشاةِ أَي إِنه كان في التَّنُّور جُنوبٌ كثيرة لا جَنْبٌ واحد وحكى اللحياني إِنه لمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ قال وهو من الواحد الذي فُرِّقَ فجُعل جَمْعاً وجُنِب الرَّجُلُ شَكا جانِبَه وضَرَبَه فجنَبَه أَي كسَرَ جَنْبَه أَو أَصاب جَنْبَه ورجل جَنِيبٌ كأَنه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً عن ابن الأَعرابي وأَنشد
رَبا الجُوعُ في أَوْنَيْهِ حتَّى كأَنَّه ... جَنِيبٌ به إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ
أَي جاعَ حتى كأَنَّه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً وقالوا الحَرُّ جانِبَيْ سُهَيْلٍ أَي في ناحِيَتَيْه وهو أَشَدُّ الحَرِّ وجانَبَه مُجانَبةً وجِناباً صار إِلى جَنْبِه وفي التنزيل العزيز أَنْ تقولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ قال الفرَّاءُ الجَنْبُ القُرْبُ وقوله على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ أَي في قُرْبِ اللّهِ وجِوارِه والجَنْبُ مُعْظَمُ الشيءِ وأَكثرهُ ومنه قولهم هذا قَليل في جَنْبِ مَوَدّتِكَ وقال ابن الأَعرابي في قوله في جنبِ اللّهِ في قُرْبِ اللّهِ منَ الجَنةِ وقال الزجاج معناه على ما فَرَّطْتُ في الطَّريقِ الذي هو طَريقُ اللّهِ الذي دعاني إِليه وهو توحيدُ اللّهِ والإِقْرارُ بنُبوَّةِ رسوله وهو محمدٌ صلى اللّه عليه وسلم وقولهم اتَّقِ اللّهَ في جَنْبِ أَخِيك [ ص 276 ] ولا تَقْدَحْ في ساقِه معناه لا تَقْتُلْه ( 1 )
( 1 قوله « لا تقتله » كذا في بعض نسخ المحكم بالقاف من القتل وفي بعض آخر منه لا تغتله بالغين من الاغتيال ) ولا تَفْتِنْه وهو على المَثَل قال وقد فُسِّر الجَنْبُ ههنا بالوَقِيعةِ والشَّتمِ وأَنشد ابن الأَعرابي خَلِيليَّ كُفَّا واذكُرا اللّهَ في جَنْبي أَي في الوَقِيعة فيَّ وقوله تعالى والصاحِبِ بالجَنْبِ وابنِ السَّبِيلِ يعني الذي يَقْرُبُ منك ويكونُ إِلى جَنْبِك وكذلك جارُ الجُنُبِ أَي اللاَّزِقُ بك إِلى جَنْبِك وقيل الصاحِبُ بالجَنْبِ صاحِبُك في السَّفَر وابنُ السَّبِيل الضَّيفُ قال سيبويه وقالوا هُما خَطَّانِ جَنابَتَيْ أَنْفِها يعني الخَطَّينِ اللَّذَين اكْتَنَفا جنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيةِ قال كذا وقع في كتاب سيبويه ووقع في الفرخ جَنْبَيْ أَنْفِها والمُجَنِّبتانِ من الجَيْش المَيْمَنةُ والمَيْسَرَةُ والمُجَنَّبةُ بالفتح المُقَدَّمةُ وفي حديث أَبي هريرة رضِي اللّه عنه أَنَّ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَلِيدِ يومَ الفَتْح على المُجَنِّبةِ اليُمْنى والزُّبَيرَ على المُجَنِّبةِ اليُسْرَى واستعمل أَبا عُبَيْدةَ على البَياذِقةِ وهُمُ الحُسَّرُ وجَنَبَتا الوادي ناحِيَتاهُ وكذلك جانِباهُ ابن الأَعرابي يقال أَرْسَلُوا مُجَنِّبَتَينِ أَي كَتيبَتَين أَخَذَتا ناحِيَتَي الطَّريقِ والمُجَنِّبةُ اليُمْنى هي مَيْمَنةُ العسكر والمُجَنِّبةُ اليُسْرى هي المَيْسَرةُ وهما مُجَنِّبَتانِ والنون مكسورة وقيل هي الكَتِيبةُ التي تأْخذ إِحْدَى ناحِيَتي الطَّريق قال والأَوَّل أَصح والحُسَّرُ الرَّجَّالةُ ومنه الحَديث في الباقِياتِ الصَّالحاتِ هُنَّ مُقَدِّماتٌ وهُنَّ مُجَنِّباتٌ وهُنَّ مُعَقِّباتٌ وجَنَبَ الفَرَسَ والأَسيرَ يَجْنُبُه جَنَباً بالتحريك فهو مَجْنُوبٌ وجَنِيبٌ قادَه إلى جَنْبِه وخَيْلٌ جَنائبُ وجَنَبٌ عن الفارسي وقيل مُجَنَّبةٌ شُدِّدَ للكثرة وفَرَسٌ طَوعُ الجِنابِ بكسر الجيم وطَوْعُ الجَنَبِ إِذا كان سَلِسَ القِيادِ أَي إِذا جُنِبَ كان سَهْلاً مُنْقاداً وقولُ مَرْوانَ ( 2 )
( 2 قوله « وقول مروان إلخ » أورده في المحكم بلصق قوله وخيل جنائب وجنب ) بن الحَكَم ولا نَكُونُ في هذا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا لم يفسره ثعلب قال وأُراه من هذا وهو اسم للجمع وقوله
جُنُوح تُباريها ظِلالٌ كأَنَّها ... مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعامِ المُجَنَّب ( 3 )
( 3 قوله « جنوح » كذا في بعض نسخ المحكم والذي في البعض الآخر منه جنوحاً بالنصب )
المُجَنَّبُ المَجْنُوبُ أَي المَقُودُ ويقال جُنِبَ فلان وذلك إِذا
ما جُنِبَ إِلى دَابَّةٍ والجَنِيبَة الدَّابَّةُ تُقادُ واحدة الجَنائِبِ وكلُّ طائِعٍ مُنْقادٍ جَنِيبٌ والأَجْنَبُ الذي لا يَنْقادُ

الصفحة 691