كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

الحيف يكون من كل مَنْ حافَ أَي جارَ ومنه قول بعض التابعين يُرَدُّ من حَيْف النَّاحِل ما يُرَدُّ من جَنَف المُوصِي والناحِلُ إذا نَحَل بعضَ ولدِه دون بعض فقد حافَ وليس بحاكم وفي حديث عروة يُرَدُّ من صدَقةِ الجانِف في مرضه ما يردّ من وصِيَّةِ المُجْنِف عند موته يقال جَنَفَ وأَجْنَفَ إذا مالَ وجارَ فجمع بين اللغتين وقيل الجانِفُ يختصّ بالوصية والمُجْنِفُ المائل عن الحق قال الزجاج فمن خاف من مُوص جَنَفاً أَي ميْلاً أَو إثماً أَي قَصْداً لإثْم وقول أَبي العيال أَلاَّ دَرَأْتَ الخَصْمَ حِينَ رَأَيْتَهُم جَنَفاً عليَّ بأَلْسُنٍ وعُيُونِ يجوز أَن يكون جَنَفاً هنا جمعَ جانِفٍ كرائحٍ ورَوَحٍ وأَن يكون على حذف المضاف كأَنه قال ذوي جَنَف وجَنِفَ عن طريقه وجَنَفَ وتجانَفَ عَدَلَ وتجانف إلى الشيء كذلك وفي التنزيل فمن اضْطُرّ في مَخْمصةٍ غيرَ مُتَجَانِفٍ لإِثم أَي مُتَمايل مُتَعَمّد وقال الأَعشى تَجَانَفُ عن جوِّ اليَمامَةِ ناقَتي وما عَدَلَتْ من أَهلِها لِسَوائِكا وتجانَفَ لإِثمٍ أَي مال وفي حديث عمر وقد أَفْطَر الناسُ في رَمضانَ ثم ظهرت الشمسُ فقال نَقْضيه
( * قوله « نقضيه » كذا بالأصل والذي في النهاية لا نقضيه باثبات لا بين السطور بمداد أحمر وبهامشها ما نصه وفيه لا تقضيه لا رد لما توهمه السائل كأنه قال أثمنا فقال له لاثم قال نقضيه ا ه ) ما تَجانَفْنا لإِثم أَي لم نَمِل فيه لارتكاب إثم وقال أَبو سعيد يقال لَجَّ في جِنافٍ قبيحٍ وجِناب قبيح إذا لَجَّ في مُجانبةِ أَهله وقول عامر الخَصَفيّ هَمُ المَوْلى وإنْ جَنَفُوا عَلَيْنا وإنَّا مِنْ لِقائِهِمُ لَزُورُ قال أَبو عبيدة المَوْلَى ههنا في موضع المَوالي أَي بني العَمّ كقوله تعالى ثم يُخْرِجُكم طِفْلاً قال ابن بري وقال لبيد إني امْرُؤٌ مَنَعَتْ أَرُومة عامِرٍ ضَيْمِي وقد جَنَفَتْ عليّ خُصومي ويقال أَجْنَفَ الرجل أَي جاء بالجَنَف كما يقال أَتى أَي أَتى بما يُلامُ عليه وأَخَسَّ أَتى بخَسِيس قال أَبو كبير ولقد نُقِيمُ إذا الخُصُومُ تَناقَدُوا أَحْلامَهُم صَعَر الخَصِيمِ المُجْنِفِ ويروى تَناقَدُوا ورجل أَجْنَفُ أَي مُنْحَني الظهر وذَكَرٌ أَجْنَفُ وهو كالسَّدَلِ وقَدَح أَجْنَفُ ضَخْمٌ قال عدِيّ بن الرِّقاعِ ويكرُّ العَبْدانِ بالمِحْلَبِ الأَجْنَفِ فيها حتى يَمُجَّ السِّقاء وجُنَفَى مقصور على فُعَلَى بضم الجيم وفتح النون اسم موضع حكاه يعقوب وجَنَفاءُ موضع أَيضاً حكاه سيبويه وأَنشد لزياد بن سَيَّار الفَزاري رَحَلْتُ إليكَ مِنْ جَنَفاء حَتَّى أَنَخْتُ حِيالَ بَيْتِك بالمَطالِ وفي حديث غَزْوَةِ خيبر ذكر جَنْفاء هي بفتح الجيم وسكون النون والمد ماء من مياه بني فزارة
( جنفر ) أَبو عمرو الجَنافِيرُ القبورُ العادِيَّةُ واحدها جُنْفُورٌ
( جنفس ) التهذيب حَنْفسَ إِذا اتَّخَمَ
( جنفلق ) الجَنْفَلِيقُ الضخمة من النساء وهي العظيمة وكذلك الشَّفْشَلِيقُ خماسي
( جنق ) الجُنُق بضم الجيم والنون حجارة المَنْجَنِيق وقال ابن الأَعرابي الجُنُقُ أَصحاب تدبير المَنْجَنِيق يقال جَنَقُوا يَجْنِقُون جَنْقاً حكى الفارسي عن أَبي زيد جَنَّقُونا بالمَنْجَنِيق تَجْنِيقاً أَي رَمَوْنا بأَحجارها ويقال مَجْنَقَ المنجنيقَ وجَنَّق وقيل لأَعرابي كيف كانت حُروبكم ؟ قال كانت بيننا حُروب عُون تُفْقأُ فيها العيون فتارة نُجْنَق وأُخرى نُرْشَق
( جنم ) ابن الأَعرابي الجَنْمة جماعة الشيء قال الأَزهري أَصله الجَلْمة فقلبت اللام نوناً يقال أَخذت الشيء بجَلْمَته إِذا أَخذته كُلَّه
( جنن ) جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً سَتَره وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ بالضم جُنوناً وأَجَنَّه سَتَره قال ابن بري شاهدُ جَنَّه قول الهذلي وماء ورَدْتُ على جِفْنِه وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ وفي الحديث جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم واخْتِفائهم عن الأبصار ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه وقيل اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ قال الهذلي حتى يَجيء وجِنُّ الليل يُوغِلُه والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ ويروى وجُنْحُ الليل وقال دريد بن الصَِّمَّة بن دنيان
( * قوله « دنيان » ) كذا في النسخ وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى عياضَ بنَ ناشب فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب ويروى ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته وعياضُ بن جَبَل من بني ثعلبة بن سعد وقال المبرد عياض بن ناشب فزاري ويروى أَدرَك رَكْضُنا قال ابن بري ومثله لسَلامة بن جندل ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ إلى جَعْفَرٍ سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ وحكي عن ثعلب الجَنانُ الليلُ الزجاج في قوله عز وجل فلما جَنَّ عليه الليلُ رأَى كَوْكباً يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته ويقال لكل ما سَتر

الصفحة 701