كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

جنَّ وأَجنَّ ويقال جنَّه الليلُ والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل قال ذلك أَبو اسحق واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً وأَجَنَّه ستَره قال وقول الأَعشى ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها لها من تِسْعةٍ إلاّع جَنينا فسره ابن دريد فقال يعني مَدْفوناً أَي قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا والجَنَنُ بالفتح هو القبرُ لسَتْرِه الميت والجَنَنُ أَيضاً الكفَنُ لذلك وأَجَنَّه كفَّنَه قال ما إنْ أُبالي إذا ما مُتُّ ما فعَلوا أَأَحسنوا جَنَني أَم لم يُجِنُّوني ؟ أَبو عبيدة جَنَنْتُه في القبر وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه وقد أَجنَّه إذا قبَره قال الأََعشى وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه كآخَرَ في أَهْلِه لم يُجَنُّ والجَنينُ المقبورُ وقال ابن بري والجَنَنُ الميت قال كُثَيّر ويا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها ويا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ قال ابن بري الجَنَنُ ههنا يحتمل أَن يراد به الميتُ والقبرُ وفي الحديث وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وإِجْنانَه عليٌّ والعباسُ أَي دَفْنه وسَتْرَه ويقال للقبر الجَنَنُ ويجمع على أَجْنانٍ ومنه حديث علي رضي الله عنه جُعِل لهم من الصفيح أَجْنانٌ والجَنانُ بالفتح القَلْبُ لاستِتاره في الصدر وقيل لِوَعْيه الأَشْياء وجَمْعِه لها وقيل الجَنانُ رُوعُ القلب وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه وقال ابن دريد سمّيت الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها فأَنَّث الروح والجمع أَجْنانٌ عن ابن جني ويقال ما يستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ وأَجَنَّ عنه واسْتَجَنَّ استَتَر قال شمر وسمي القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه وأَنشد لِعَدِيّ كلُّ حيّ تَقودُه كفُّ هادٍ جِنَّ عينٍ تُعْشِيه ما هو لاقي الهادي ههنا القَدَرُ قال ابن الأَعرابي جِنَّ عينٍ أَي ما جُنَّ عن العين فلم تَرَه يقول المَنيَّةُ مستورةٌ عنه حتى يقع فيها قال الأَزهري الهادي القَدَرُ ههنا جعله هادياً لأَنه تقدّم المنيَّة وسبَقها ونصبَ جِنَّ عينٍ بفعله أَوْقَعَه عليه وأَنشد ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ
( * قوله « ولا جن إلخ » صدره كما في تكملة الصاغاني تحدثني عيناك ما القلب كاتم )
ويروى ولا جَنَّ معناهما ولا سَتْر والهادي المتقدّم أَراد أَن القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة وأَما قول موسى بن جابر الحَنفيّ فما نَفَرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي ولا أَصْبَحَتْ طَيْري من الخَوْفِ وُقَّعا فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ وبالمِبْرَدِ اللسانَ والجَنينُ الولدُ ما دام في بطن أُمّه لاسْتِتاره فيه وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ بإظهار التضعيف وقد جَنَّ الجنينُ في الرحم يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه الحاملُ وقول الفرزذق إذا غابَ نَصْرانِيُّه في جَنِينِها أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم عنى بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة ويروى إذا غاب نَصْرانيه في جنيفها يعني بالنَّصْرانيّ ذكَر الفاعل لها من النصارى وبجَنِيفِها حِرَها وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها وهي جَنيفة وقد أَجَنَّت المرأَة ولداً وقوله أَنشد ابن الأَعرابي وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ يعني الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ يقول وردَت هذه الإبلُ الماءَ فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه يقال جهَرَ البئرَ نزحَها والمِجَنُّ الوِشاحُ والمِجَنُّ التُّرْسُ قال ابن سيده وأُرى اللحياني قد حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً وسنذكره والجمع المَجانُّ بالفتح وفي حديث السرقة القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ هو التُّرْسُ لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره والميم زائدة وفي حديث علي كرَّم الله وجهَه كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ قال ابن الأَثير هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك ابن سيده وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط الحياءَ وفعَل ما شاءَ وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة ملَك أَمرَه واستبدَّ به قال الفرزدق كيف تراني قالِباً مِجَنِّي ؟ أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ وفي حديث أَشراطِ الساعةِ وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة يعني التُّرْكَ والجُنَّةُ بالضم ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه والجُنَّةُ السُّتْرة والجمع الجُنَنُ يقال اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي اسْتَتَر بسُتْرة وقيل كلُّ مستورٍ جَنِينٌ حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ أَنشد ابن الأَعرابي يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ والضِّغْنُ أَسْوَدُ أَو في وجْهِه كَلَفُ يُزَمِّلون يَسْتُرون ويُخْفُون والجَنينُ المَسْتُورُ في نفوسهم يقول فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ وقوله الضِّغْنُ أَسْوَدُ يقول هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم ويقال ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ يُواريني وفي الصحاح ما عليَّ جَنانٌ إلاّ ما تَرى أَي ثوبٌ يُوارِيني والاجْتِنان الاسْتِتار والمَجَنَّة الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه شمر الجَنانُ الأَمر الخفي وأَنشد اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري أَي أَكْنَنْتُه وفي الحديث تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره والجُّنَّةُ الدِّرْعُ وكل ما وَقاك جُنَّةٌ والجُنَّةُ خِرْقةٌ تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصدر وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي البُرْقُع وفي

الصفحة 702