كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

الحديث الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات والجُنَّةُ الوِقايةُ وفي الحديث الإمامُ جُنَّةٌ لأَنه يَقِي المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ وفي حديث الصدقة كمِثْل رجُلين عليهما جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ ويروى بالباء الموحدة تَثْنِية جُبَّةِ اللباس وجِنُّ الناس وجَنانُهم مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم قال ابن أَحمر جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا وروي وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا قال الرِّياشي في معنى بيت ابن أَحمر قوله أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل لك يقول إذا نزلت المدينة فهو خيرٌ لك من جِوار أَقارِبك وقد أَورد بعضهم هذا البيت شاهداً للجَنان السِّتْر ابن الأَعرابي جنَانُهم جماعتُهم وسَوادُهم وجَنانُ الناس دَهْماؤُهم أَبو عمرو جَنانُهم ما سَتَرك من شيء يقول أَكون بين المسلمين خيرٌ لي قال وأَسْلَمُ وغفار خيرُ الناس جِواراً وقال الراعي يصف العَيْرَ وهابَ جَنانَ مَسْحورٍ تردَّى به الحَلْفاء وأْتَزَر ائْتِزارا قال جنانه عينه وما واراه والجِنُّ ولدُ الجانّ ابن سيده الجِنُّ نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن والجمع جِنانٌ وهم الجِنَّة وفي التنزيل العزيز ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون قالوا الجِنَّةُ ههنا الملائكةُ عند قوم من العرب وقال الفراء في قوله تعالى وجعلوا بينَه وبين الجِنَّةِ نَسَباً قال يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة يقول جعلوا بين الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ أَن الذين قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار والجِنِّيُّ منسوبٌ إلى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ والجِنَّةُ الجِنُّ ومنه قوله تعالى من الجِنَّةِ والناسِ أَجمعين قال الزجاج التأْويلُ عندي قوله تعالى قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ الذي هو من الجِن والناس معطوف على الوَسْوَاس المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس الجوهري الجِنُّ خلاف الإنسِ والواحد جنِّيٌّ سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ فهو مجنونٌ ولا تقل مُجَنٌّ وأَنشد ابن بري رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً على نِضْوِ أَسْفارٍ فَجُنَّ جُنونُها فقالت من أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تكن ؟ فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لا يَدِينُها وقال مُدرك بن حُصين كأَنَّ سُهَيْلاً رامَها وكأَنها حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها وقوله ويَحَكِ يا جِنِّيَّ هل بَدا لكِ أَن تَرْجِعِي عَقْلي فقد أَنَى لكِ ؟ إنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا في جمالها وإما في تلَوُّنِها وابتِدالها ولا تكون الجِنِّيَّة هنا منسوبةً إلى الجِنِّ الذي هو خلاف الإنس حقيقة لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسيٌّ والإنسيُّ لا يَتعشَّقُ جنِّيَّة وقول بدر بن عامر ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ أَراد بالإنْسِيَّة التي تقولها الإنْسُ وأَراد بالتَّجْنينِ ما تقولُه الجِنُّ وقال السكري أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ الليث الجِنَّةُ الجُنونُ أَيضاً وفي التنزيل العزيز أَمْ به جِنَّةٌ والاسمُ والمصدرُ على صورة واحدة ويقال به جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة وأَنشد من الدَّارِميّينَ الذين دِماؤُهم شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة والخَبْل والجِنَّةُ طائفُ الجِنِّ وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ قال مُلَيح الهُذَليّ فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً من البَيْن أَو يَبْكي إلى غير واصِلِ وتَجَنَّن عليه وتَجانَّ وتجانَنَ أَرَى من نفسِه أَنه مجنونٌ وأَجَنَّه الله فهو مجنون على غير قياس وذلك لأَنهم يقولون جُنَّ فبُني المفعولُ من أَجنَّه الله على هذا وقالوا ما أَجنَّه قال سيبويه وقع التعجبُ منه بما أَفْعَلَه وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بلون في الجسد ولا بِخِلْقة فيه وإنما هو من نقْصان العقل وقال ثعلب جُنَّ الرجلُ وما أَجنَّه فجاء بالتعجب من صيغة فِعل المفعول وإنما التعجب من صيغة فِعْل الفاعل قال ابن سيده وهذا ونحوُه شاذٌّ قال الجوهري وقولهم في المَجْنون ما أَجَنَّه شاذٌّ لا يقاس عليه لأَنه لا يقال في المضروب ما أَضْرَبَه ولا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه والجُنُنُ بالضم الجُنونُ محذوفٌ منه الواوُ قال يصف الناقة مِثْل النَّعامةِ كانت وهي سائمةٌ أَذْناءَ حتى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ جاءت لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه والدَّهْرُ فيه رَباحُ البَيْع والغَبَنُ فقيل إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ اصْطُلِمَتْ إلى الصَّماخِ فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ والمَجَنَّةُ الجُنُونُ والمَجَنَّةُ الجِنُّ وأَرضُ مَجَنَّةٌ كثيرةُ الجِنِّ وقوله على ما أَنَّها هَزِئت وقالت هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قريب أَجَنَّ وقع في مَجَنَّة وقوله هَنُون أَراد يا هنون وقوله مَنْشاذا قريب أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به وما زائدة أَي على أَنها هَزِئَت ابن الأَعرابي باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بمكان خالٍ لا أَنيس به قال الأَخطل في معناه

الصفحة 703