كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

وأَجْهَش كلاهما استعدَّ له واسْتَعْبَرَ والمُجْهِش الباكي نفْسُه وجهَشت إِليه نفسُه جُهوشاً وأَجْهَشتْ كلاهما نَهَضت وفاظَت وجَهَشت نفسي وأَجْهَشت إِذا نَهَضت إِليك وهَمَّت بالبُكاء والجهْش أَن يَفْزَع الإِنشان إِلى غيره وهو مع ذلك كأَنه يريد البكاء كالصبيّ يَفْزَع إِلى أُمه وأَبيه وقد تهيّأَ للبكاء يقال جهَش إِليه يجهَش وفي الحديث أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان بالحُدَيْبِية فأَصاب أَصحابَه عَطش قالوا فجَهَشنا إِلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وكذلك الإِجْهاش قال أَبو عبيد وفيه لغة أُخرى أَجْهَشت إِجْهاشاً ومن ذلك قول لبيد باتَتْ تشكَّى إِليَّ النفْسُ مُجْهِشة وقد حَملْتك سبْعاً بعد سَبْعِينا وقال الأُموي أَجهَش إِذا تهيَّأَ للبُكاء وفي حديث المولد قال فَسابَّني فأَجْهَشْت بالبُكاء أَراد فخَنَقَني فتَهيأْت للبكاء وجهَش للشَّوق والحُزْن تَهيَّأَ وجهَش إِلى القوم جهْشاً أَتاهم والجَهْش الصوت عن كراع والذي رواه أَبو عبيد الجَمْش
( جهض ) أَجْهَضَت الناقةُ إِجْهاضاً وهي مُجْهِضٌ أَلقت ولدها لغير تمام والجمع مَجاهِيضُ قال الشاعر في حَراجِيجَ كالحَنِيِّ مَجاهِي ضَ يَخِدْنَ الوجيفَ وَخْدَ النَّعامِ قال الأَزهري يقال ذلك للناقة خاصة والاسم الجِهَاض والولد جَهِيض قال الشاعر يَطْرَحْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ كلَّ جَهِيضٍ لَثِقِ السِّرْبالِ أَبو زيد إِذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن يَسْتَبِينَ خَلقُه قيل أَجْهَضَت وقال الفراء خِدْجٌ وخَدِيج وجِهْض وجَهِيض للمُجْهَض وقال الأَصمعي في المُجْهَض إِنه يسمى مُجْهَضاً إِذا لم يَسْتَبِنْ خَلقُه قال وهذا أَصح من قول الليث إِنه الذي تمَّ خلقُه ونفخ فيه روحه وفي الحديث فأَجْهَضَت جَنِناً أَي أَسقطت حملها والسَّقْط جَهِيض وقيل الجَهِيض السِّقْط الذي قد تمَّ خلقه ونفخ فيه الروح من غير أَن يعيش والإِجْهاضُ الإِزْلاق والجَهِيض السَّقِيط الجوهري أَجْهَضَت الناقة أَي أَسقَطتْ فهي مُجْهِض فإِن كان ذلك من عادتها فهي مِجْهاضٌ والولد مُجْهَضٌ وجَهِيضٌ وصادَ الجارحُ الصَّيْدَ فأَجْهَضْناه عنه أَي نحّيناه وغَلَبْناه على ما صادَه وقد يكون أَجْهَضْته عن كذا بمعنى أَعْجَلْته وأَجْهَضَه عن الأَمر وأَجْهَشَه أَي أَعْجَلَه وأَجْهَضْته عن أَمره وأَنْكَصْته إِذا أَعْجَلْته عنه وأَجْهَضْته عن مكانه أَزَلْته عنه وفي الحديث فأَجْهَضُوهم عن أَثقالِهم يوم أُحُدٍ أَي نَحَّوهم وأَعجلوهم وأَزالوهم وجَهَضَني فلانٌ وأَجْهَضَني إِذا غَلَبَك على الشيء ويقال قُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عنه القوم أَي غُلِبوا حتى أُخذ منهم وفي حديث محمد بن مسلمة أَنه قَصَدَ يوم أُحُدٍ رجلاً قال فجاهَضَني عنه أَبو سُفْيان أَي مانَعَني عنه وأَزالني وجَهَضَه جَهْضاً وأَجْهَضَه غَلَبَه وقُتِلَ فلانٌ فأُجْهِضَ عنه القوم أَي غُلبوا حتى أُخِذَ منهم والجاهِضُ من الرجال الحديدُ النَّفْس وفيه جُهُوضةٌ وجَهاضةٌ ابن الأَْعرابي الجَهاضُ ثمرُ الأَراك والجِهاضُ الممانعة
( جهضم ) الجَهْضَمُ الضَّخْمُ الجنبين وقيل الضَّخْم الهامة المستديرُها وفي الصحاح الضَّخْم الهامةِ المُسْتَدِىرُ الوجه وقيل هو المُنْتَفِخ الجَنْبين الغليظُ الوَسَطِ التهذيب ابن الأَعرابي الجَهْضَمُ الجَبان فلان جَهْضَمٌ ماهُ القَلْبِ نهايةٌ في الجُبْنِ وتَجَهْضَمَ الفحلُ على أَقرانه علاهم بكَلْكَله وبعير جَهْضَمُ الجَنْبَيْنِ ضخم وفي التهذيب رَحْبُ الجَنْبَيْنِ والجَهْضَم الأَسد والتَّجَهْضُم كالتَّعَظُّمِ والتَّغَطْرُسِ
( جهل ) الجَهْل نقيض العِلْم وقد جَهِله فلان جَهْلاً وجَهَالة وجهِلَ عليه وتَجَاهل أَظهر الجَهْل عن سيبويه الجوهري تَجَاهَل أَرَى من نفسه الجَهْل وليس به واسْتَجْهَله عَدَّه جاهِلاً واسْتَخَفَّه أَيضاً والتجهيل أَن تنسبه إِلى الجَهْل وجَهِل فلان حَقَّ فلان وجَهِلَ فلان عَلَيَّ وجَهِل بهذا الأَمر والجَهَالة أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم ابن شميل إِن فلاناً لَجَاهِل من فلان أَي جاهِلٌ به ورجل جاهِلٌ والجمع جُهْلٌ وجُهُلٌ وجُهَّل وجُهَّال وجُهَلاء عن سيبويه قال شَبَّهوه بِفَعيل كما شبهوا فاعلاً بفَعُول قال ابن جني قالوا جُهَلاء كما قالوا عُلَماء حَمْلاً له على ضدّه ورجل جَهُول كجاهِل والجمع جُهُل وجُهْل أَنشد ابن الأَعرابي جُهْل العَشِيِّ رُجَّحاً لقَسْرِه قوله جُهْل العَشِيِّ يقول في أَول النهار تَسْتَنُّ وبالعَشِيِّ يدعوها لينضمَّ إِليه ما كان منها شاذّاً فيأْمن عليها السِّباع والليل فيَحُوطها فإِذا فعل ذلك رَجَعْن إِليه مخافة قَسْرِه لهيبتها إِياه والمَجْهَلة ما يحملك على الجَهْل ومنه الحديث الولد مَبْخَلة مَجْبَنة مَجْهَلة وفي الحديث إِنكم لتُجَهِّلون وتُبَخِّلون وتُجَبِّنون أَي يَحْمِلون الآباء على الجَهْل بملاعبتهم إِياهم حفظاً لقلوبهم وكل من هذه الأَلفاظ مذكور في موضعه وقول مُضَرِّس بن رِبْعِيٍّ الفَقْعَسِي إِنا لَنَصْفَح عن مَجاهِل قومنا ونُقِيم سالِفَةَ العدوّ الأَصْيَد قال ابن سيده مَجاهِل فيه جمع ليس له واحد مُكَسَّر عليه إِلا قولهم جَهْل وفَعْل لا يُكَسَّر على مَفاعِل فَمَجاهِل ههنا من باب مَلامِح ومَحاسِن وفي حديث ابن عباس أَنه قال من اسْتَجْهَل مؤْمناً فعليه إِثْمه قال ابن المبارك يريد بقوله من اسْتَجْهَل مؤمناً أَي حَمَله على شيء ليس من خُلُقه فيُغْضِبه فإِنما إِثمه على من أَحوجه إِلى ذلك قال وجَهْله أَرجو أَن يكون موضوعاً عنه ويكون على من اسْتَجْهَله قال شمر والمعروف في كلام العرب جَهِلْت

الصفحة 713