كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

الشيء إِذا لم تعرفه تقول مِثْلي لا يَجْهَل مثلك وفي حديث الإِفْك ولكن اجْتَهَلَتْه الحَمِيَّة أَي حَمَلَتْه الأَنَفَة والغَضَب على الجَهْل قال وجَهَّلْته نَسَبته إِلى الجَهْل واسْتَجْهَلْته وجدته جاهِلاً وأَجْهَلْته جَعَلْته جاهِلاً قال وأَما الاسْتِجْهال بمعنى الحمل على الجَهْل فمنه مَثَل للعرب نَزْوَ الفُرارِ اسْتَجْهَل الفُرارَ ومثله اسْتَجْعَلْته حَمَلْته على العَجَلة قال فاسْتَعْجَلونا وكانوا من صَحابتنا يقول تَقدَّمونا فحَمَلونا على العَجَلة واسْتَزَلَّهم الشيطان حَمَلَهم على الزَّلَّة وقوله تعالى يحسبهم الجاهِلُ أَغنياء يعني الجاهِل بحالهم ولم يُرِدِ الجاهِلَ الذي هو ضد العاقل إِنما أَراد الجَهْل الذي هو ضد الخِبْرة يقال هو يَجْهَل ذلك أَي لا يعرفه وقوله عز وجل إِني أَعِظُك أَن تكون من الجاهلين من قولك جَهِل فلان رأْيه وفي الحديث إِن من العِلْم جَهْلاً قيل وهو أَن يتعلم ما لا يحتاج إِليه كالنجوم وعلوم الأَوائل ويَدَعَ ما يحتاج إِليه في دينه من علم القرآن والسنَّة وقيل هو أَن يتكلف العالم إِلى علم ما لا يعلمه فيُجَهِّله ذلك والجاهِلِيَّة زمن الفَتْرة ولا إِسلامَ وقالوا الجاهِلِيَّة الجَهْلاء فبالَغوا والمَجْهَل المَفازة لا أَعْلام فيها يقال رَكِبْتُها على مَجْهولها قال سويد بن أَبي كاهل فَرَكِبْناها على مَجْهُولِها بِصِلابِ الأَرْضِ فيهِنَّ شَجَع وقولهم كان ذلك في الجاهِلِيَّة الجَهْلاء هو توكيد للأَول يشتق له من اسمه ما يؤكد به كما يقال وَتِدٌ واتِدٌ وهَمَجٌ هامِجٌ ولَيْلة لَيْلاء ويَوْمٌ أَيْوَم وفي الحديث إِنك امرؤ فيك جاهِلِيَّة هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإِسلام من الجَهْل بالله سبحانه ورسوله وشرائع الدين والمُفاخَرَة بالأَنساب والكِبْر والتَّجَبُّر وغير ذلك وأَرض مَجْهَل لا يُهْتَدَى فيها وأَرضانِ مَجْهَل أَنشد سيبويه فلم يَبْقَ إِلاَّ كُلُّ صَفْواءَ صَفْوَةٍ بِصَحْراء تِيهٍ بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَجْهَلِ وأَرَضُونَ مَجْهَلٌ كذلك وربما ثَنَّوا وجَمَعوا وأَرض مَجْهولة لا أَعلام بها ولا جِبال وإِذا كان بها معارف أَعلام فليست بمجهولة يقال عَلَوْنا أَرضاً مَجْهولة ومَجْهَلاً سَواءً وأَنشدنا قُلْتُ لصَحْراءَ خَلاءٍ مَجْهَلِ تَغَوَّلي ما شِئْتِ أَن تَغَوَّلي قال ويقال مجهولة ومجهولات ومَجاهِيل وناقة مجهولة لم تُحْلَب قَطُّ وناقة مجهولة إِذا كانت غُفْلة لا سِمَةَ عليها وكل ما اسْتَخفَّكَ فقد استجهلك قال النابغة دَعاك الهَوى واسْتَجْهَلَتْك المَنَازِلُ وكَيْفَ تَصابي المَرءِ والشَّيْبُ شامِلُ ؟ واسْتَجْهَلَتِ الريحُ الغُصْنَ حَرَّكته فاضطرب والمِجْهَل والمِجْهَلة والجَيْهَل والجَيْهَلة الخَشَبة التي يُحَرَّك بها الجَمْر والتَّنُّور في بعض اللغات وصَفاة جَيْهَل عظيمة قال ابن الأَعرابي جَيْهَلُ اسم امرأَة وأَنشد تقول ذاتُ الرَّبَلاتِ جَيهَلُ
( جهلق ) الأَزهري في ترجمة جلهق الجُلاهِقُ الطين المُدَوَّر المُدَمْلَق ويقال جَهْلَقت جُلاهِقاً قدَّم الهاء وأَخّر اللام
( جهم ) الجَهْمُ والجَهِيمُ
( * قوله « والجهيم » كذا بالأصل والمحكم بوزن أمير وفي القاموس الجهم وككتف ) من الوجوه الغليظ المجتمع في سَماجة وقد جَهُم جُهُومةً وجَهامةً وجَهَمَه يَجْهَمُه استقبله بوجه كريه قال عمرو بن الفَضْفاض الجُهَنيُّ ولا تَجْهَمِينا أُمَّ عمرو فإِنما بنا داءُ ظَبْيٍ لم تَخُنه عَوامِلُه
( * قوله « ولا تجهمينا » كذا بالأصل بالواو والذي في الصحاح فلا بالفاء والذي في المحكم والتهذيب لا تجهمينا بالخرم زاد في التكملة الاجتهام الدخول في مآخير الليل ومثله في التهذيب )
داءُ ظبي أَنه إِذا أَراد أَن يَثِب مكث ساعة ثم وَثَب وقيل أَراد أَنه ليس بنا داء كما أَن الظبي ليس به داء قال أَبو عبيد وهذا أَحَبُّ إِليَّ وتَجَهَّمَه وتَجَهَّم له كَجَهِمَه إِذا استقبله بوجه كريه وفي حديث الدعاء إِلى من تَكِلُني إِلى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُني أَي يلقاني بالغِلْظة والوجه الكريه وفي الحديث فتَجَهَّمَني القومُ ورجل جَهْمُ الوجه أَي كالِحُ الوجه تقول منه جَهَمْتُ الرجلَ وتَجَهَّمْتُه إِذا كلَحْتَ في وجهه وقد جَهُم بالضم جُهُومةً إِذا صار باسِرَ الوجه ورجل جَهْمُ الوَجْه وجَهِمُهُ غليظُه وفيه جُهُومة ويقال للأَسد جَهْمُ الوَجْهِ وجَهُمَ الرَّكَبُ غَلُظ ورجل جَهْم وجَهِمٌ وجَهُوم عاجز ضعيف قال وبَلْدةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما زَجَرْتُ فيها عَيْهلاً رَسُوما تَجَهَّمُ الجَهُوما أَي تستقبله بما يكره والجَهْمَةُ والجُهْمَة أَوّلُ مآخير الليل وقيل هي بقيةُ سَوادٍ من آخره ابن السكيت جَهْمَةُ الليل وجُهْمَته بالفتح والضم وهو أَوَّلُ مآخِير الليل وذلك ما بين الليل إِلى قريب من وقت السَّحَر وأَنشد قد أَغْتَدي لِفِتْيَةٍ أَنْجابِ وجُهْمَةُ الليلِ إِلى ذَهابِ وقال الأَسْوَدُ بن يَعْفُر وقَهْوَةٍ صَهْباءَ باكَرْتُها بجُهْمةٍ والدِّيكُ لم يَنْعَب أَبو عبيد مَضى من الليل جُهْمةٌ وجَهْمة والجَهْمَة القِدْر الضَّخْمة قال الأَفْوَهُ ومَذانِبٌ ما تُسْتَعارُ وجَهْمةٌ سَوداءُ عند نَشِيجِها لا تُرْفَعُ والجَهامُ بالفتح السحاب الذي لا ماء

الصفحة 714