كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

والأَزْرُ الظهر والقوّة وقال البعيث شَدْدَتُ له أَزْري بِمِرَّةِ حازمٍ على مَوْقِعٍ من أَمره ما يُعاجِلُهْ ابن الأَعرابي في قوله تعالى اشدد به أَزري قال الأَزر القوّة والأَزْرُ الظَّهْرُ والأَزر الضعف والإِزْرُ بكسر الهمزة الأَصل قال فمن جعل الأَزْرَ القوّة قال في قوله اشدد به أَزري أَي اشدد به قوّتي ومن جعله الظهر قال شدّ به ظهري ومن جعله الضَّعْف قال شدّ به ضعفي وقوِّ به ضعفي الجوهري اشدد به أَزري أَي ظهري وموضعَ الإِزار من الحَقْوَيْن وآزَرَهُ ووازَرَهُ أَعانه على الأَمر الأَخيرة على البدل وهو شاذ والأَوّل أَفصح وأَزَرَ الزَّرْعُ وتَأَزَّرَ قَوَّى بعضه بعضاً فَالْتَفَّ وتلاحق واشتد قال الشاعر تَأَزَّرَ فيه النبتُ حتى تَخايَلَتْ رُباه وحتى ما تُرى الشَّاءُ نُوَّما وآزَر الشيءُ ساواه وحاذاه قال امرؤ القيس بِمَحْنِيَّةٍ قد آزَرَ الضَّالَ نَبْتُها مَضَمِّ جُيوشٍ غانِمين وخُيَّبِ
( * قوله « مضمّ » في نسخة مجر كذا بهامش الأَصل )
أَي ساوى نبتُها الضال وهو السِّدْر البريّ أَراد فآزره الله تعالى فساوى الفِراخُ الطِّوالَ فاستوى طولها وأَزَّرَ النبتُ الأَرضَ غطاها قال الأَعشى يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كوكبٌ شَرِقٌ مُؤُزَّرٌ بعميم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ وآزَرُ اسم أَعجمي وهو اسم أَبي إِبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وأَما قوله عز وجل وإِذ قال إِبراهيم لأَبيه آزر قال أَبو إِسحق يقرأُ بالنصب آزرَ فمن نصب فموضع آزر خفض بدل من أَبيه ومن قرأَ آزرُ بالضم فهو على النداء قال وليس بين النسَّابين اختلاف أَن اسم أَبيه كان تارَخَ والذي في القرآن يدل على أَن اسمه آزر وقيل آزر عندهم ذمُّ في لغتهم كأَنه قال وإِذ قال وإذ قال إِبراهيم لأَبيه الخاطئ وروي عن مجاهد في قوله آزر أَتتخذ أَصناماً قال لم يكن بأَبيه ولكن آزر اسم صنم وإِذا كان اسم صنم فموضعه نصب كأَنه قال إِبراهيم لأَبيه أَتتخذ آزر إِلهاً أَتتخذ أَصناماً آلهة ؟
( أزز ) أزّت القِدْرُ تَؤُزُّ وتَئِزُّ أَزّاً وأَزِيزاً وأَزازاً وائْتَزَّتِ ائْتِزازاً إِذا اشتدّ غليانها وقيل هو غليان ليس بالشديد وفي الحديث عن مُطَرِّفٍ عن أَبيه رضي الله عنه قال أَتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَلِ من البكاءِ يعني يبكي أَي أَن جوفه يَجِيش ويغلي بالبكاءِ وقال ابن الأَعرابي في تفسيره خَنِين بالخاء المعجمة في الجوف إِذا سمعه كأَنه يبكي وأَزَّ بها أَزّاً أَوقد النار تحتها لتغلي أَبو عبيدة الأَزِيزُ الالتهابُ والحركة كالتهاب النار في الحطب يقال أُزَّ قِدْرَك أَي أَلْهِبِ النارَ تحتها والأَزَّةُ الصوتُ والأَزِيزُ النَّشِيشُ والأَزِيزُ صوت غليان القدر والأَزِيزُ صوت الرعد من بعيد أَزَّت السحابةُ تَئِزُّ أَزّاً وأَزِيزاً وأَما حديث سَمُرَة كَسَفَتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت إِلى المسجد فإِذا هو يأْزَزُ فإِن أَبا إِسحق الحَرْبيَّ قال في تفسيره الأَزَزُ الامتلاءُ من الناس يريد امتلاءَ المجلس قال ابن سيده وأُراه مما تقدّم من الصوت لأَن المجلس إِذا امتلأَ كثرت فيه الأَصوات وارتفعت وقوله يأْزَزُ بإظهار التضعيف هو من باب لَحِحَتْ عينُه وأَللَ السِّقاءُ ومَشِشَت الدابةُ وقد يوصف بالمصدر منه فيقال بيت أَزَز والأَزَزُ الجمعُ الكثير من الناس وقوله المسجد يأْزَزُ أَي مُنْغَصٌّ بالناس ويقال البيت منهم بأَزَزٍ إِذا لم يكن فيه مُتَّسَعٌ ولا يشتق منه فعل يقال أَتيت الوالي والمجلسُ أَزَزٌ أَي كثير الزحام ليس فيه متسع والناس أَزَزٌ إِذا انضم بعضهم إِلى بعض وقد جاءَ حديث سَمُرة في سنن أَبي داود فقال وهو بارِزٌ من البُروز والظهور قل وهو خطأٌ من الراوي قاله الخطابي في المعالم وكذا قاله الأَزهري في التهذيب وفي الحديث فإِذا المجلس يَتَأَزَّزُ أَي تموج فيه الناس مأْخوذ من أَزِيزِ المِرْجَل وهو الغليان وبيت أَزَزٌ ممتلئ بالناس وليس له جمع ولا فعل والأَزَزُ الضِّيق أَبو الجَزْلِ الأَعرابي أَتيت السُّوق فرأَيت النساءَ أَزَزاً قيل ما الأَزَزُ ؟ قال كأَزَزِ الرُّمَّانة المحتشية وقال الأَسَدِيُّ في كلامه أَتيت الوالي والمجلس أَزَزٌ أَي ضَيِّق كثير الزِّحام قال أَبو النجم أَنا أَبو النَّجْمِ إِذا شُدَّ الحُجَزْ واجْتَمَع الأَقْدامُ في ضَيْقٍ أَزَزْ والأَزُّ ضَرَبانُ عِرْق يَأْتَزُّ أَو وجَعٌ في خُراج وأَزُّ العروق ضَرَبانُها والعرب تقول اللهم اغفر لي قبل حَشَكِ النَّفْسِ وأَزِّ العروق الحَشَكُ اجتهادها في النَّزْعِ والأَزُّ الاختلاطُ والأَزُّ التَّهْيِيجُ والإِغراءُ وأَزَّهُ يَؤُزُّهُ أَزّاً أَغراه وهيجه وأَزَّهُ حَثَّه وفي التنزيل العزيز إِنا أَرسلنا الشياطين على الكافرين تَؤُزُّهم أَزّاً قال الفراء أَي تُزْعِجُهم إِلى المعاصي وتُغْرِيهم بها وقال مجاهد تُشْليهم إِشْلاءً وقال الضحاك تغريهم إِغراءً ابن الأَعرابي الأُزَّازُ الشياطين الذين يَؤُزُّونَ الكفارَ وأَزَّه أَزَّاً وأَزِيزاً مثل هَزَّه وأَزَّ يَؤُزُّ أَزّاً وهو الحركة الشديدة قال ابن سيده هكذا حكاه ابن دريد وقول رؤْبة لا يأْخُذُ التأْفِيكُ والتَّحَزِّي فينا ولا قَوْلُ العِدَى ذُو الأَزِّ يجوز أَن يكون من التحريك ومن التهييج وفي حديث الأَشْتَرِ كان الذي أَزَّ أُمَّ المؤْمنين على الخروج ابنَ الزبير أَي هو الذي حركها وأَزعجها وحملها على الخروج وقال الحَرْبِيُّ الأَزُّ أَن تحمل إِنساناً على أَمْر بحيلة ورفق حتى يفعله وفي رواية أَنَّ طلحة والزبير رضي الله عنهما أَزَّا عائشة حتى خرجت وغَداةٌ ذاتُ أَزِيزٍ أَي بَرْدٍ وعَمَّ ابنُ الأَعرابي به البَرْدُ فقال الأَزِيزُ البردُ ولم يَخُصَّ بَرْدَ غَداةٍ ولا غيرها فقال وقيل لأَعرابي ولَبِسَ جَوْرَبَيْن لِمَ تَلْبَسُهما ؟ فقال إِذا وجدت أَزِيزاً لبستهما ويومٌ أَزِيزٌ بارد وحكاه ثعلب أَرِيزٌ وأَزَّ الشيءَ يَؤُزُّه إِذا ضم بعضه إِلى بعض أَبو عمرو أَزَّ الكتائبَ إِذا أَضاف بعضها إِلى

الصفحة 72