كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

لأَن العين واواً أَكثر منها ياء وقد يكون مَحاج فَعالاً فيكون من غير هذا الباب فنذكره في موضعه
( جوخ ) جاخَ السيلُ الواديَ يَجُوخُه جَوْخاً جَلَخَه وقلَع أَجرافه قال الشاعر فللصخرِ من جَوْخِ السُّيُولِ وَجِيبُ وجاخَه يَجِيخُه جَيْخاً أَكل أَجرافه وهو مثل جَلَخَه والكلمة يائية وواوية وجَوَّخَ السيلُ الواديَ تجْويخاً إِذا كسر جَنَبَتَيْه وهو الجَوْخُ قال حميد بن ثور أَلَثَّتْ علينا دِيمَةٌ بعدَ وابِلٍ فللجِزْعِ من جَوْخِ السُّيولِ قَسيبُ وهذا البيت استشهد الجوهري بعجزه وتَمَّمه ابن بري بصدره ونسبه إِلى النِّمِرِ بن تَوْلَبٍ وتَجَوَّخَتِ البئر والرَّكِيَّةُ تَجَوُّخاً انهارتْ وسَمَّى جريرٌ مُجاشِعاً بني جَوْخا فقال تَعَشَّى بنو جَوْخا الخَزِيرَ وخَيْلُنا تُشَظِّي قِلالَ الحَزْنِ يومَ تُناقِلُهْ وجَوْخا موضع أَنشد ابن الأَعرابي
( * قوله « انشد ابن الاعربي » أي لزياد بن خليفة الغنوي وقبله كما في
ياقوت
هبطنا بلاداً ذات حمى وحصبة ... وموم واخوان مبين عقوقها
سوى أن أقواماً من الناس وطشوا ... بأشياء لم يذهب ضلالاً
طريقها قال الفراء وطش له إذا هيأ له وجه الكلام أو العلم أو الرأي )
وقالوا عليكم حَبَّ جَوْخا وسُوقَها وما أَنا أَمْ ما حَبُّ جَوخا وسُوقُها ؟ والجَوْخانُ بَيْدَرُ القمح ونحوه بِصرية وجمعها جَواخِينُ على أَن هذا قد يكون فَوْعالاً قال أَبو حاتم تقول العامَّة الجَوْخانُ وهو فارسي معرَّب وهو بالعربية الجَرِينُ والمِسْطَحُ ويقال تَجَوَّخَتْ قَرْحَتُه إِذا انفجرت بالمِدَّة والله أَعلم
( جود ) الجَيِّد نقيض الرديء على فيعل وأَصله جَيْوِد فقلبت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء ثم أُدغمت الياء الزائدة فيها والجمع جِياد وجيادات جمع الجمع أَنشد ابن الأَعرابي كم كان عند بَني العوّامِ من حَسَب ومن سُيوف جِياداتٍ وأَرماحِ وفي الصحاح في جمعه جيائد بالهمز على غير قياس وجاد الشيءُ جُودة وجَوْدة أَي صار جيِّداً وأَجدت الشيءَ فجاد والتَّجويد مثله وقد قالوا أَجْوَدْت كما قالوا أَطال وأَطْوَلَ وأَطاب وأَطْيَبَ وأَلان وأَلْيَن على النقصان والتمام ويقال هذا شيء جَيِّدٌ بَيِّن الجُودة والجَوْدة وقد جاد جَوْدة وأَجاد أَتى بالجَيِّد من القول أَو الفعل ويقال أَجاد فلان في عمله وأَجْوَد وجاد عمله يَجود جَوْدة وجُدْت له بالمال جُوداً ورجل مِجْوادٌ مُجِيد وشاعر مِجْواد أَي مُجيد يُجيد كثيراً وأَجَدْته النقد أَعطيته جياداً واستجدت الشيء أَعددته جيداً واستَجاد الشيءَ وجَده جَيِّداً أَو طلبه جيداً ورجل جَواد سخيّ وكذلك الأُنثى بغير هاء والجمع أَجواد كسَّروا فَعالاً على أَفعال حتى كأَنهم إِنما كسروا فَعَلاً وجاودت فلاناً فَجُدْته أَي غلبته بالجود كما يقال ماجَدْتُه من المَجْد وجاد الرجل بماله يجُود جُوداً بالضم فهو جواد وقوم جُود مثل قَذال وقُذُل وإِنما سكنت الواو لأَنها حرف علة وأَجواد وأَجاودُ وجُوُداء وكذلك امرأَة جَواد ونسوة جُود مثل نَوارٍ ونُور قال أَبو شهاب الهذلي صَناعٌ بِإِشْفاها حَصانٌ بشَكرِها جَوادٌ بقُوت البَطْن والعِرْقُ زاخِر قوله العرق زاخر قال ابن برّي فيه عدّة أَقوال أَحدها أَن يكون المعنى أَنها تجود بقوتها عند الجوع وهيجان الدم والطبائع الثاني ما قاله أَبو عبيدة يقال عرق فلان زاخر إِذا كان كريماً ينمى فيكون معنى زاخر أَنه نامٍ في الكرم الثالث أَن يكون المعنى في زاخر أَنه بلغ زُخارِيَّه يقال بلغ النبت زخاريه إِذا طال وخرج زهره الرابع أَن يكون العرق هنا الاسم من أَعرق الرجل إِذا كان له عرق في الكرم وفي الحديث تجَوَّدْتُها لك أَي تخيرت الأَجود منها قال أَبو سعيد سمعت أَعرابيّاً قال كنت أَجلس إِلى قوم يتجاوبون ويتجاودون فقلت له ما يتجاودون ؟ فقال ينظرون أَيهم أَجود حجة وأَجواد العرب مذكورون فأَجواد أَهل الكوفة هم عكرمة بن ربعي وأَسماء بن خارجة وعتاب بن ورقاء الرياحي وأَجواد أَهل البصرة عبيد الله بن أَبي بكرة ويكنى أَبا حاتم وعمر بن عبدالله بن معمر التيمي وطلحة بن عبدالله بن خلف الخزاعي وهؤلاء أَجود من أَجواد الكوفة وأَجواد الحجاز عبدالله بن جعفر بن أَبي طالب وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهما أَجود من أَجواد أَهل البصرة فهؤلاء الأَجواد المشهورون وأَجواد الناس بعد ذلك كثير والكثير أَجاود على غير قياس وجُود وجُودة أَلحقوا الهاء للجمع كما ذهب إِليه سيبويه في الخؤْولة وقد جاد جُوداً وقول ساعدة إِني لأَهْواها وفيها لامْرِئٍ جادت بِنائلها إِليه مَرْغَبُ إِنما عداه بإِلى لأَنه في معنى مالت إِليه ونساء جُود قال الأَخطل وهُنَّ بالبَذْلِ لا بُخْلٌ ولا جُود واستجاده طلب جوده ويقال جاد به أَبواه إِذا ولداه جواداً وقال الفرزدق قوم أَبوهم أَبو العاصي أَجادَهُمُ قَرْمٌ نَجِيبٌ لجدّاتٍ مَناجِيبِ وأَجاده درهماً أَعطاه إِياه وفرس جواد بَيِّنُ الجُودة والأُنثى جواد أَيضاً قال نَمَتْهُ جَواد لا يُباعُ جَنِينُها

الصفحة 720