كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

فَوْضَى كانت الشركة أَو عِناناً والجارة امرأَة الرجل وهو جارُها والجَارُ فَرْجُ المرأَة والجارَةُ الطِّبِّيجَةُ وهي الاست والجارُ ما قَرُبَ من المنازل من الساحل والجارُ الصِّنَارَةُ السَّيِّءُ الجِوارِ والجارُ الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ والجارُ اليَرْبُوعِيُّ والجار المنافق والجَار البَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ في أَفعاله والجارُ الحَسْدَلِيُّ الذي عينه تراك وقلبه يرعاك قال الأَزهري لما كان الجار في كلام العرب محتملاً لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأَعرابي لم يجز أَن يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِه أَنه الجار الملاصق إِلاَّ بدلالة تدل عليه فوجب طلب الدلالة على ما أُريد به فقامت الدلالة في سُنَنٍ أُخرى مفسرة أَن المراد بالجار الشريك الذي لم يقاسم ولا يجوز أَن يجعل المقاسم مثل الشريك وقوله عز وجل والجارِ ذي القُرْبَى والجارِ الجُنُبِ فالجار ذو القربى هو نسيبك النازل معك في الحِواءِ ويكون نازلاً في بلدة وأَنت في أُخْرَى فله حُرَمَةُ جِوارِ القرابة والجار الجنب أَن لا يكون له مناسباً فيجيء إِليه ويسأَله أَن يجيره أَي يمنعه فينزل معه فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومَنَعَتِه ورُكونه إِلى أَمانه وعهده والمرأَةُ جارَةُ زوجها لأَنه مُؤْتَمَرٌ عليها وأُمرنا أَن نحسن إِليها وأَن لا نعتدي عليها لأَنها تمسكت بعَقْدِ حُرْمَةِ الصِّهْرِ وصار زوجها جارها لأَنه يجيرها ويمنعها ولا يعتدي عليها وقد سمي الأَعشى في الجاهلية امرأَته جارة فقال أَيا جارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ ومَوْمُوقَةٌ ما دُمْتِ فينا ووَامِقَهْ وهذا البيت ذكره الجوهري وصدره أَجارَتَنَا بيني فإِنك طالقه قال ابن بري المشهور في الرواية أَيا جارتا بيني فإِنك طالقه كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ عادٍ وطارِقَهْ ابن سيده وجارة الرجل امرأَته وقيل هواه وقال الأَعشى يا جَارَتَا ما أَنْتِ جَارَهْ بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ وجَاوَرْتُ في بَني هِلالٍ إِذا جاورتهم وأَجارَ الرجلَ إِجَارَةً وجَارَةً الأَخيرة عن كراع خَفَرَهُ واسْتَجَارَهُ سأَله أَن يُجِيرَهُ وفي التنزيل العزيز وإِنْ أَحَدٌ من المشركين استجارك فأَجِرُهُ حتى يعسْمَعَ كلامَ الله قال الزجاج المعنى إِن طلب منك أَحد من أَهل الحرب أَن تجيره من القتل إِلى أَن يسمع كلام الله فأَجره أَي أَمّنه وعرّفه ما يجب عليه أَن يعرفه من أَمر الله تعالى الذي يتبين به الإِسلام ثم أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لئلا يصاب بسوء قبل انتهاه إِلى مأْمنه ويقال للذي يستجير بك جارٌ وللذي يُجِيرُ جَارٌ والجار الذي أَجرته من أَن يظلمه ظالم قال الهذلي وكُنْتُ إِذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ أُشَمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِي وجارُك المستجيرُ بك وهم جارَةٌ من ذلك الأَمر حكاه ثعلب أَي مُجِيرُونَ قال ابن سيده ولا أَدري كيف ذلك إِلاَّ أَن يكون على توهم طرح الزائد حتى يكون الواحد كأَنه جائر ثم يكسر على فَعَلةٍ وإِلاَّ فَلا وجه له أَبو الهيثم الجارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحدٌ ومن عاذ بالله أَي استجار به أَجاره الله ومن أَجاره الله لم يُوصَلْ إِليه وهو سبحانه وتعالى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه أَي يعيذ وقال الله تعالى لنبيه قل لَنْ يُجِيرَني من الله أَحدٌ أَي لن يمنعنى من الله أَحد والجارُ والمُجِيرُ هو الذي يمنعك ويُجْيرُك واستْجَارَهُ من فلان فَأَجَارَهُ منه وأَجارَهُ الله من العذاب أَنقذه وفي الحديث ويُجِيرُ عليهم أَدناهم أَي إِذا أَجار واحدٌ من المسلمين حرّ أَو عبد أَو امرأَة واحداً أَو جماعة من الكفار وخَفَرَهُمْ وأَمنَّهم جاز ذلك على جميع المسلمين لا يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأَمانُه ومنه حديث الدعاء كما تُجِيرُ بين البحور أَي تفصل بينها وتمنع أَحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه وفي حديث القسامة أُحب أَن تُجِيرَ ابْنِي هذا برجل من الخمسين أَي تؤمنه منها ولا تستحلفه وتحول بينه وبينها وبعضهم يرويه بالزاي أَي تأْذن له في ترك اليمين وتجيزه التهذيب وأَما قوله عز وجل وإِذْ زَيَّنَ لهم الشيطانُ أَعْمَالَهُمْ وقال لا غالَب لَكُم اليومَ من الناسِ وإِني جَارٌ لكم قال الفرّاء هذا إِبليس تمثل في صورة رجل من بني كنانة قال وقوله إِني جار لكم يريد أَجِيركُمْ أَي إِنِّي مُجِيركم ومُعيذُكم من قومي بني كنانة فلا يَعْرِضُون لكم وأَن يكونوا معكم على محمد صلى الله عليه وسلم فلما عاين إِبليس الملائكة عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هارباً فقال له الحرثُ بن هشام أَفراراً من غير قتال ؟ فقال إِني بريء منكم إِني أَرَى ما لا تَرَوْنَ إِني أَخافُ الله واللهُ شديدُ العقاب قال وكان سيد العشيرة إِذا أَجار عليها إِنساناً لم يخْفِرُوه وجِوارُ الدارِ طَوَارُها وجَوَّرَ البناءَ والخِبَاءَ وغيرهما صَرَعَهُ وقَلَبهَ قال عُرْوَةُ بْنُ الوَرْدِ قَلِيلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ إِذا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ وتَجَوَّرَ هُوَ تَهَدَّمَ وضَرَبَهُ ضربةً تَجَوَّرَ منها أَي سَقَطَ وتَجَوَّرَ على فِرَاشه اضطجع وضربه فجوّره أَي صَرَعَهُ مثل كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ وقال رجل من رَبِيعةِ الجُوعِ فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا وَسْطَ الغُبارِ خَرِباً مُجَوَّرَا وقول الأَعلم الهذلي يصف رَحِمَ امرأَةٍ هجاها

الصفحة 723