كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

جَوَهٌ فلما تحرَّكت الواو وقبلها فتحة قلبت أَلفاً فقيل جاهٌ وحكى اللحياني أَيضاً جاهٌ وجاهَةٌ وجاهْ جاهِ وجاهٍ جاهْ وجاهِ جاهٍ الجوهري فلان ذو جاه وقد أَوْجَهْتُه أَنا ووَجَّهْتُه أَنا أَي جعلته وَجِيهاً ولو صغرت قلت جُوَيْهَة قال أَبو بكر قولهم لفلان جاهٌ فيهم أَي منزلة وقَدْرٌ فأَخرت الواو من موضع الفاء وجعلت في موضع العين فصارت جَوْهاً ثم جعلوا الواو أَلفاً فقالوا جاه ويقال فلان أَوْجَهُ من فلان ولا يقال أَجْوَه والعرب تقول للبعير جاهِ لا جُهْتَ
( * قوله « لا جهت » أي لا مشيت كذا في التكملة ) وهو زجر للجمل خاصة قال ابن سيده وجُوهْ جُوهْ
( * قوله « وجوه جوه » كذا بضبط الأصل والمحكم بضم الجيمين وسكون الهاءين وضبط في القاموس بفتح الجيمين وكسر الهاءين ) ضربٌ من زجر الإِبل الجوهري جاهِ زجر للبعير دون الناقة وهو مبني على الكسر وربما قالوا جاهٍ بالتنوين وأَنشد إِذا قُلتُ جاهٍ لَجَّ حتى تَرُدَّهُ قُوَى أَدَمٍ أَطْرافُها في السلاسل ويقال جاهَهُ بالمكروه جَوْهاً أَي جَبَهَهُ
( جوا ) الجَوُّ الهَواء قال ذو الرمة والشمسُ حَيْرَى لها في الجَوِّ تَدْوِيمُ وقال أَيضاً وظَلَّ للأَعْيَسِ المُزْجِي نَوَاهِضَه في نَفْنَفِ الجَوِّ تَصْوِيبٌ وتَصْعِيدُ ويروى في نَفْنَفِ اللُّوحِ والجَوُّ ما بين السماء والأَرض وفي حديث علي رضوان الله عليه ثم فتَقَ الأَجْواءَ وشَقَّ الأَرْجاءَ جمع جَوٍّ وهو ما بين السماء والأَرض وجَوُّ السماء الهواء الذي بين السماء والأَرض قال الله تعالى أَلم يروا إِلى الطير مُسَخَّرات في جَوِّ السماء قال قتادة في جَوِّ السماء في كَبِدِ السماء ويقال كُبَيْداء السماء وجَوُّ الماء حيث يُحْفَر له قال تُراحُ إِلى جَوِّ الحِياضِ وتَنْتَمي والجُوَّة القطعة من الأَرض فيها غِلَظ والجُوَّةُ نُقْرة ابن سيده والجَوُّ والجَوَّة المنخفض من الأَرض قال أَبو ذؤيب يَجْري بِجَوَّتِه مَوْجُ السَّرابِ كأَنْ ضاحِ الخزاعى جازت رَنْقَها الرِّيحُ
( * قوله « كأنضاح الخزاعى » هكذا في الأصل والتهذيب )
والجمع جِوَاءٌ أَنشد ابن الأَعرابي إِنْ صابَ ميثاً أُتْئِقَتْ جِوَاؤُه قال الأَزهري الجِوَاءُ جمع الجَوِّ قال زهير عَفَا من آلِ فاطِمة الجِوَاءُ ويقال أَراد بالجواء موضعاً بعينه وفي حديث سليمان إِنَّ لكلِّ امرِئٍ جَوَّانِيّاً وبَرَّانِيّاً فمن أَصلحَ جَوَّانِيَّهُ أَصلحَ الله بَرَّانِيَّهُ قال ابن الأَثير أَي باطناً وظاهراً وسرّاً وعلانية وعنى بجَوَّانِيَّه سرَّه وببرَّانِيَّه عَلانِيَتَه وهو منسوب إِلى جَوِّ البيت وهو داخله وزيادة الأَلف والنون للتأْكيد وجَوُّ كلِّ شيءٍ بَطْنُه وداخله وهو الجَوَّةُ أَيضاً وأَنشد بيت أَبي ذؤيب يَجْرِى بِجَوَّتِه مَوْجُ الفُراتِ كأَنْ ضاحِ الخُزاعى حازَتْ رَنْقَه الرِّيحُ قال وجَوَّته بطنُ ذلك الموضع وقال آخر ليست تَرَى حَوْلَها شخصاً وراكِبُها نَشْوانُ في جَوَّةِ الباغُوتِ مَخْمُورُ والجَوَى الحُرْقة وشدَّة الوَجْدِ من عشق أَو حُزْن تقول منه جَوِيَ الرجل بالكسر فهو جَوٍ مثل دَوٍ ومنه قيل للماء المتغير المُنْتِن جَوٍ قال الشاعر ثم كان المِزاجُ ماءَ سَحَاب لا جَوٍ آجِنٌ ولا مَطْروقُ والآجِنُ المتغيِّر أَيضاً إِلاَّ أَنه دون الجَوِي في النَّتْن والجَوِي الماء المُنْتنِ وفي حديث يأْجوج ومأْجوج فتَجْوَى الأَرضُ من نَتْنِهِم قال أَبو عبيد تُنْتِن ويروى بالهمز وقد تقدم وفي حديث عبد الرحمن بن القاسم كان القاسم لا يدخُل منْزِلَه إِلاَّ تَأَوَّهَ قلْتُ يا أَبَتِ ما أَخْرَجَ هذا منك إِلاَّ جَوىً يريد إِلا داء الجَوْف ويجوز أَن يكون من الجَوَى شِدَّةِ الوَجْدِ من عشق أَو حزن ابن سيده الجَوَى الهَوَى الباطن والجَوَى السُّلُّ وتطاوُل المرض والجَوَى مقصور كل داءٍ يأْخذ في الباطن لا يُسْتَمْرَأُ معه الطعام وقيل هو داءٌ يأْخذ في الصدر جَوِي جَوىٌ فهو جَوٍ وجَوىً وصْفٌ بالمصدر وامرأَة جَوِيَةٌ وجَوِىَ الشيءَ جَوىً واجْتواه كرهه قال فقدْ جعَلَتْ أَكبادُنا تَجْتَوِيكُمُ كما تَجْتَوِي سُوقُ العِضاهِ الكَرازِما وجَوِيَ الأَرضَ جَوىً واجْتَواها لم توافقه وأَرض جَوِيَةٌ وجَوِيَّةٌ غير موافقة وتقول جَوِيَتْ نفسي إِذا لم يُوافِقْكَ البلدُ واجْتَوَيْتُ البلَدَ إِذا كرهتَ المُقامَ فيه وإِن كنت في نِعْمة وفي حديث العُرَنِيِّينَ فاجْتَوَوُا المدينةَ أَي أَصابهم الجَوَى وهو المرض وداءُ الجَوْف إِذا تَطاوَلَ وذلك إِذا لم يوافقهم هواؤُها واسْتَوْخَمُوها واجْتَوَيْتُ البلدَ إِذا كرهتَ المُقام فيه وإِن كنت في نِعْمة وفي الحديث أَن وفْد عُرَيْنَة قدموا المدينة فاجْتَوَوْها أَبو زيد اجْتَوَيْت البلادَ إِذا كرهتها وإِن كانت موافقة لك في بدنك وقال في نوادره الاجْتِواءُ النِّزاع إِلى الوطن وكراهةُ المكان الذي أَنت فيه وإِن كنت في نِعْمة قال وإِن لم تكن نازِعاً إِلى وطنك فإِنك مُجْتَوٍ أَيضاً قال

الصفحة 734