كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

ويكون الاجْتِواءُ أَيضاً أَن لا تسْتَمْرِئَ الطعامَ بالأَرض ولا الشرابَ غيرَ أَنك إِذا أَحببت المُقام بها ولم يوافِقْك طعامُها ولا شرابُها فأَنت مُسْتَوْبِلٌ ولستَ بمُجْتَوٍ قال الأَزهري جعل أَبو زيد الاجْتِواء على وجهين ابن بُزُرْج يقال للذي يَجْتَوِي البلاد به اجْتِواءٌ وجَوىً منقوص وجِيَةٌ قال وحَقَّروا الجِيَة جُيَيَّة ابن السكين رجل جَوِي الجَوْفِ وامرأَة جَوِيَة أَي دَوِي الجَوْفِ وجَوِيَ الطعامَ جَوىً واجْتَواه واسْتَجْواه كرِهَه ولم يوافقه وقد جَوِيَتْ نفسي منه وعنه قال زهير بَشِمْتُ بِنَيِّها فجَوِيتُ عنْها وعِنْدي لو أَشاءُ لها دَوَاءُ أَبو زيد جَوِيَتْ نفسي جَوىً إِذا لم توافقك البلاد والجُوَّةُ مثل الحُوَّةِ وهو لون كالسُّمرة وصَدَإِ الحديد والجِواءُ خِياطَة حياءِ الناقة والجِواءُ البطنُ من الأَرض والجِواء الواسع من الأَوْدية والجِواءُ موضع بالصَّمّان قال الراجز يصف مطراً وسيلاً يَمْعَسُ بالماء الجِواءَ مَعْسا وغَرَّقَ الصَّمّانَ ماءً قَلْسا والجِواءُ الفُرْجَةُ بين بُيوت القوم والجِواءُ موضع والجِواءُ والجِواءَةُ والجِياء والجِياءة والجِياوة على القلب ما توضع عليه القِدْرُ وفي حديث علي رضي الله عنه لأَنْ أَطَّلِيَ بجِواء قِدْرٍ أَحبُّإِليَّ من أَن أَطَّلِيَ بزَعْفران الجِواء وِعاءُ القِدْر أَو شيءٌ توضع عليه من جِلْد أَو خَصَفَةٍ وجمعها أَجْوِيةٌ وقيل هي الجِئاءُ مهموزة وجمعها أَجْئِئَةٌ ويقال لها الجِياءُ بلا همز ويروى بِجِئاوةِ مثل جِعَاوة وجِياوَةُ بطن من باهِلَة وجاوَى بالإِبل دعاها إِلى الماء وهي بعيدة منه قال الشاعر جاوَى بها فهاجَها جَوْجاتُه قال ابن سيده وليست جاوَى بها من لفظ الجَوْجاةِ إِنما هي في معناها قال وقد يكون جاوَى بها من ج و و وجوٌّ اسم اليمامة كأَنها سميت بذلك الأَزهري كانت اليَمامة جَوّاً قال الشاعر أَخْلَق الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا قال الأَزهري الجَوُّ ما اتسع من الأَرض واطْمَأَنَّ وبَرَزَ قال وفي بلاد العرب أَجْوِيَة كثيرة كل جَوٍّ منها يعرف بما نسب إِليه فمنهما جَوُّ غِطْرِيف وهو فيما بين السِّتارَيْن وبين الجماجم ( ) ( قوله « وبين الجماجم » كذا بالأصل والتهذيب والذي في التكملة وبين الشواجن ) ومنها جوُّ الخُزامَى ومنها جَوُّ الأَحْساء ومنها جَوُّ اليَمامة وقال طَرَفة خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي واصْفِري قال أَبو عبيد الجَوُّ في بيت طَرَفة هذا هو ما اتَّسع من الأَوْدية والجَوُّ اسم بلد وهو اليَمامة يَمامةُ زَرْقاءَ ويقال جَوٌّ مُكْلِئٌ أَي كثير الكلإ وهذا جَوٌّ مُمْرِعٌ قال الأَزهري دخلت مع أَعرابي دَحْلاً بالخَلْصاءِ فلما انتهينا إِلى الماء قال هذا جَوٌّ من الماء لا يُوقف على أَقصاه الليث الجِوَاءُ موضع قال والفُرْجَةُ التي بين مَحِلَّة القوم وسط البيوت تسمى جِوَاءً يقال نزلنا في جِواءِ بني فلان وقول أَبي ذؤيب ثم انْتَهَى بَصَرِي عَنْهُم وقَدْ بَلَغُوا بَطْنَ المَخِيمِ فقالُوا الجَوَّ أَو راحُوا قال ابن سيده المَخِيمُ والجَوُّ موضعان فإِذا كان ذلك فقد وضَعَ الخاصَّ موضع العام كقولنا ذَهَبْتُ الشامَ قال ابن دريد كان ذلك اسماً لها في الجاهلية وقال الأَعشى فاسْتَنْزلوا أَهْلَ جَوٍّ من مَنازِلِهِم وهَدّمُوا شاخِصَ البُنْيانِ فَاتَّضَعا وجَوُّ البيت داخِلُه شاميّة والجُوَّة بالضم الرُّقْعَة في السِّقاء وقد جَوَّاهُ وجَوَّيْته تَجْوِيَة إِذا رَقَعْته والجَوْجاةُ الصوتُ بالإِبِل أَصلُها جَوْجَوَةٌ قال الشاعر جاوَى بها فَهاجَها جَوْجاتُه ابن الأَعرابي الجَوُّ الآخِرةُ
( جيأ ) المَجِيء الإِتيان جاء جَيْئاً ومَجِيئاً وحكى سيبويه عن بعض العرب هو يَجِيكَ بحذف الهمزة وجَاء يَجيءُ جَيْئةً وهو من بناء المرّة الواحدة إِلاّ أَنه [ ص 52 ] وُضِع موضع المصدر مثل الرَّجْفةِ والرحْمة والاسم الجِيئَةُ على فِعْلةٍ بكسر الجيم وتقول جئْت مَجِيئاً حَسناً وهو شاذ لأَن المصدر من فعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ بفتح العين وقد شذت منه حروف فجاءت على مَفْعِلٍ كالمَجِيء والمَحِيضِ والمَكيل والمَصِير وأَجَأْتُه أَي جِئتُ به وجايأَني على فاعَلني وجاءاني فَجِئْتُه أَجِيئه أَي غالبَني بكثرة المَجيء فغلَبْتُه قال ابن بري صوابه جايأَنِي قال ولا يجوز ما ذكره إِلاَّ على القلب وجاء به وأَجاءه وإِنه لَجَيَّاءٌ بخير وجَثَّاءٌ الأَخيرة نادرة وحكى ابن جني رحمه اللّه جائِيٌّ على وجه الشذوذ وجايا لغة في جاءا وهو من البَدليّ ابن الأَعرابي جايأَني الرجل من قُرْب أَي قابَلَني ومَرَّ بي مُجايأَة أَي مقابلة قال الأَزهري هو من جِئْتُه مَجيئاً ومَجِيئةً فأَنا جاءٍ أَبو زيد جايَأْتُ فلاناً إِذا وافَقْت مَجِيئَه ويقال لو قد جاوَزْتَ هذا المكان لجايَأْتَ الغَيْث مُجايأَةً وجِياءً أَي وافقته وتقول الحمد للّه الذي جاء بك أَي الحمد للّهِ إذْ جِئتَ ولا تقل الحمد للّه الذي جِئْتَ قال ابن بري الصحيح ما وجدته بخط الجوهري في كتابه عند هذا الموضع وهو الحَمْدُ للّهِ الذي جاء بك والحمدُ للّهِ اذْ جئت هكذا بالواو في قوله والحمد للّه اذ جئت عوضاً من

الصفحة 735