كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

وحَبَبْتُه لغة قال غيره وكَرِهَ
بعضُهم حَبَبْتُه وأَنكر أَن يكون هذا البيتُ لِفَصِيحٍ وهو قول عَيْلانَ بن شُجاع النَّهْشَلِي
أُحِبُّ أَبا مَرْوانَ مِنْ أَجْل تَمْرِه ... وأَعْلَمُ أَنَّ الجارَ بالجارِ أَرْفَقُ
فَأُقْسِمُ لَوْلا تَمْرُه ما حَبَبْتُه ... ولا كانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ
وكان أَبو العباس المبرد يروي هذا الشعر وكان عِياضٌ منه أَدْنَى ومُشْرِقُ وعلى هذه الروايةِ لا كون فيه إِقواء وحَبَّه يَحِبُّه بالكسر فهو مَحْبُوبٌ قال الجوهري وهذا شاذ لأَنه لا يأْتي في المضاعف يَفْعِلُ بالكسر إِلاّ ويَشرَكُه يَفْعُل بالضم إِذا كان مُتَعَدِّياً ما خَلا هذا الحرفَ وحكى سيبويه حَبَبْتُه وأَحْبَبْتُه بمعنى أَبو زيد أَحَبَّه اللّه فهو مَحْبُوبٌ قال ومثله مَحْزُونٌ ومَجْنُونٌ ومَزْكُومٌ ومَكْزُوزٌ ومَقْرُورٌ وذلك أَنهم يقولون قد فُعِلَ بغير أَلف في هذا كله ثم يُبْنَى مَفْعُول على فُعِلَ وإِلاّ فلا وَجْهَ له فإِذا قالوا أَفْعَلَه اللّه فهو كلُّه بالأَلف وحكى اللحياني عن بني سُلَيْم ما أَحَبْتُ ذلك أَي ما أَحْبَبْتُ كما قالوا ظَنْتُ ذلك أَي ظَنَنْتُ ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم ظَلْتُ وقال في ساعةٍ يُحَبُّها الطَّعامُ أَي يُحَبُّ فيها واسْتَحَبَّه كأَحَبَّه والاسْتِحْبابُ كالاسْتِحْسانِ وإِنه لَمِنْ حُبَّةِ نَفْسِي أَي مِمَّنْ أُحِبُّ وحُبَّتُك ما أَحْبَبْتَ أَن تُعْطاهُ أَو يكون لك واخْتَرْ [ ص 290 ] حُبَّتَك ومَحَبَّتَك من الناس وغَيْرِهِم أَي الذي تُحِبُّه والمَحَبَّةُ أَيضاً اسم للحُبِّ والحِبابُ بالكسر المُحابَّةُ والمُوادَّةُ والحُبُّ قال أَبو ذؤيب
فَقُلْتُ لقَلْبي يا لَكَ الخَيْرُ إِنَّما ... يُدَلِّيكَ للخَيْرِ الجَدِيدِ حِبابُها
وقال صخر الغي
إِنّي بدَهْماءَ عَزَّ ما أَجِدُ ... عاوَدَنِي مِنْ حِبابِها الزُّؤُدُ
وتَحَبَّبَ إِليه تَودَّدَ وامرأَةٌ مُحِبَّةٌ لزَوْجِها ومُحِبٌّ أَيضاً عن الفرَّاءِ الأَزهري يقال حُبَّ الشيءُ فهو مَحْبُوبٌ ثم لا يقولون حَبَبْتُه كما قالوا جُنَّ فهو مَجْنُون ثم يقولون أَجَنَّه اللّهُ والحِبُّ الحَبِيبُ مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ قال ابن بري رحمه اللّه الحَبِيبُ يجيءُ تارة بمعنى المُحِبِّ كقول المُخَبَّلِ
أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِراقِ حَبِيبَها ... وما كان نَفْساً بالفِراقِ تَطِيبُ
أَي مُحِبَّها ويجيءُ تارة بمعنى المحْبُوب كقول ابن الدُّمَيْنةِ
وانّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِن جانِبِ الحِمَى ... إِلَيَّ وإِنْ لم آتهِ لحَبِيبُ
أَي لمَحْبُوبٌ والحِبُّ المَحْبُوبُ وكان زَيْدُ بن حارِثةَ رضي اللّه عنه يُدْعَى حِبَّ رَسولِ اللّه صلة اللّه عليه وسلم والأَنثى بالهاءِ وفي الحديث ومن يَجْتَرئُ على ذلك إِلا أُسامةُ حِبُّ رسولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أَي مَحْبُوبُه وكان رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يُحِبُّه كثيراً وفي حديث فاطِمَة رضوان اللّه عليها قال لها رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم عن عائشة إِنَّها حِبَّةُ أَبِيكِ الحِبُّ بالكسر المَحْبُوبُ والأُنثى حِبَّةٌ وجَمْعُ الحِبِّ أَحْبابٌ وحِبَّانٌ وحُبُوبٌ وحِبَبةٌ وحُبٌّ هذه الأَخيرة إِما أَن تكون من الجَمْع العزيز وإِما أَن تكون اسماً للجَمْعِ والحَبِيبُ والحُبابُ بالضم الحِبُّ والأُنثى بالهاءِ الأَزهري يقال للحَبِيب حُبابٌ مُخَفَّفٌ وقال الليث الحِبَّةُ والحِبُّ بمنزلة الحَبِيبةِ والحَبِيب وحكى ابن الأَعرابي أَنا حَبِيبُكم أَي مُحِبُّكم وأَنشد ورُبَّ حَبِيبٍ ناصِحٍ غَيْرِ مَحْبُوبِ والحُبابُ بالضم الحُبُّ قال أَبو عَطاء السِّنْدِي مَوْلى بني أَسَد
فوَاللّهِ ما أَدْرِي وإِنِّي لصَادِقٌ ... أَداءٌ عَراني مِنْ حُبابِكِ أَمْ سِحْرُ
قال ابن بري المشهور عند الرُّواة مِن حِبابِكِ بكسر الحاءِ وفيه وَجْهان أَحدهما أَن يكون مصدر حابَبْتُه مُحابَّةً وحِباباً والثاني أَن يكون جمع حُبٍّ مثل عُشٍّ وعِشاشٍ ورواه بعضهم من جَنابِكِ بالجيم والنون أَي ناحِيَتكِ وفي حديث أُحُد هو جَبَلُّ يُحِبُّنا ونُحِبُّه قال ابن الأَثير هذا محمول على المجاز أَراد أَنه جبل يُحِبُّنا [ ص 291 ] أَهْلُه ونُحِبُّ أَهْلَه وهم الأَنصار ويجوز أَن يكون من باب المَجاز الصَّريح أَي إِنَّنا نحِبُّ الجَبلَ بعَيْنِهِ لأَنه في أَرْضِ مَن نُحِبُّ وفي حديث أَنس رضي اللّه عنه انْظُروا حُبّ الأَنصار التَّمرَ يُروى بضم الحاءِ وهو الاسم من المَحَبَّةِ وقد جاءَ في بعض الرِّوايات باسقاط انظُروا وقال حُبّ الانصار التمرُ فيجوز أَن يكون بالضم كالأَوّل وحذف الفعل وهو مراد للعلم به أَو على جعل التمر نفس الحُبِّ مبالغة في حُبِّهم إِياه ويجوز أَن تكون الحاءُ مكسورة بمعنى المحبوب أَي مَحْبُوبُهم التمرُ وحينئذ يكون التمر على الأَوّل وهو المشهور في الرواية منصوباً بالحُب وعلى الثاني والثالث مَرْفُوعاً على خبر المبتدإِ وقالوا حَبَّ بِفُلان أَي ما أَحَبَّه إِلَيَّ قال أَبو عبيد معناه ( 1 )
( 1 قوله « قال أبو عبيد معناه إلخ » الذي في الصحاح قال الفراء معناه إلخ )
حَبُبَ بِفُلان بضم الباءِ ثم سُكِّن وأُدغم في الثانية

الصفحة 743