كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

الخَيْر عن ذِكْرِ رَبِّي أَي لَصِقْتُ بالأَرض لِحُبّ الخَيْلِ حتى فاتَتني الصلاةُ وهذا غير معروف في الإِنسان وإِنما هو معروف في الإِبل وأَحَبَّ البعِيرُ أَيضاً إِحْباباً أَصابَه كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فلم يَبْرَحْ مكانَه حتى يَبْرأَ أَو يموتَ قال ثعلب ويقال للبَعِيرِ الحَسِيرِ مُحِبٌّ وأَنشد يصف امرأَةً قاسَتْ عَجِيزتها بحَبْلٍ وأَرْسَلَتْ به إِلى أَقْرانِها
جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ ... فَهُنَّ بَعْدُ كُلُّهُنَّ كالمُحِبّْ
أَبو الهيثم الإِحْبابُ أَن يُشْرِفَ البعيرُ على الموت مِن شدّة المَرض فَيَبْرُكَ ولا يَقدِرَ أَن يَنْبَعِثَ قال الراجز ما كان ذَنْبِي في مُحِبٍّ بارِك أَتاهُ أَمْرُ اللّهِ وهو هالِك والإِحْبابُ البُرْءُ من كلّ مَرَضٍ ابن الأَعرابي حُبَّ إِذا أُتْعِبَ وحَبَّ إِذا وقَفَ وحَبَّ إِذا تَوَدَّدَ واسْتحَبَّتْ كَرِشُ المالِ إِذا أَمْسَكَتِ الماء وطال ظِمْؤُها وإِنما يكون ذلك إِذا التقت الطَّرْفُ والجَبْهةُ وطَلَعَ معهما سُهَيْلٌ والحَبُّ الزرعُ صغيراً كان أَو كبيراً واحدته حَبَّةٌ والحَبُّ معروف مُستعمَل في أَشياءَ جَمة حَبَّةٌ مِن بُرّ وحَبَّة مِن شَعير حتى يقولوا حَبَّةٌ من عِنَبٍ والحَبَّةُ من الشَّعِير والبُرِّ ونحوهما والجمع حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ الأَخيرة نادرة لأَنَّ فَعلة لا تجمع على فُعْلانٍ إِلاّ بعد طَرْحِ الزائد وأَحَبَّ الزَّرْعُ وأَلَبَّ إِذا دخَل فيه الأُكْلُ وتَنَشَّأَ فيه الحَبُّ واللُّبُّ والحَبَّةُ السَّوْداءُ والحَبَّة الخَضْراء والحَبَّةُ من الشيءِ القِطْعةُ منه ويقال للبَرَدِ حَبُّ الغَمامِ وحَبُّ المُزْنِ وحَبُّ قُرٍّ وفي صفتِه صلى اللّه عليه وسلم ويَفْتَرُّ عن مِثْلِ حَبّ الغَمامِ يعني البَرَدَ شَبَّه به ثَغْرَه في بَياضِه وصَفائه وبَرْدِه
حبب الحُبُّ نَقِيضُ البُغْضِ والحُبُّ الودادُ والمَحَبَّةُ قال ابن السكيت وهذا جابِرٌ بن حَبَّةَ اسم للخُبْزِ وهو معرفة
وحَبَّةُ اسم امرأَةٍ قال
أَعَيْنَيَّ ساءَ اللّهُ مَنْ كانَ سَرَّه ... بُكاؤُكما أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذاكُما
ولوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أُسْلِما ... لِنَزْعِ القَذَى لَمْ يُبْرِئَا لي قَذاكُما
قال ابن جني حَبَّةُ امرأَةٌ عَلِقَها رجُل من الجِنِّ يقال له مَنْظُور فكانت حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بما يُعَلِّمها مَنْظُور والحِبَّةُ بُزورُ البقُولِ والرَّياحِينِ واحدها حَبٌّ ( 1 )
( 1 قوله « واحدها حب » كذا في المحكم أيضاً ) الأَزهري عن الكسائي الحِبَّةُ حَبُّ الرَّياحِينِ وواحده حَبَّةٌ وقيل إِذا كانت الحُبُوبُ مختلفةً من كلِّ شيءٍ شيءٌ فهي حِبَّةٌ وقيل الحِبَّةُ بالكسر بُزورُ الصَّحْراءِ مما ليس بقوت وقيل الحِبَّةُ نبت يَنْبُتُ في الحَشِيشِ صِغارٌ وفي حديثِ أَهلِ النارِ فَيَنْبُتون كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ قالوا الحِبَّةُ إِذا كانت حُبوب مختلفة من كلّ شيءٍ والحَمِيلُ مَوْضِعٌ يَحْمِلُ فيه السَّيْلُ والجمع حِبَبٌ وقيل ما كان له [ ص 294 ] حَبٌّ من النَّباتِ فاسْمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّة وقال أَبو حنيفة الحِبَّة بالكسر جميعُ بُزورِ النَّباتِ واحدتها حَبَّةٌ بالفتح عن الكسائي قال فأَما الحَبُّ فليس إِلا الحِنْطةَ والشَّعِيرَ واحدتها حَبَّةٌ بالفتح وإِنما افْتَرَقا في الجَمْع الجوهري الحَبَّةُ واحدة حَبِّ الحِنْطةِ ونحوها من الحُبُوبِ والحِبَّةُ بَزْر كلِّ نَباتٍ يَنْبُتُ وحْدَه من غير أَن يُبْذَرَ وكلُّ ما بُذِرَ فبَزْرُه حَبَّة بالفتح وقال ابن دريد الحِبَّةُ بالكسر ما كان مِن بَزْرِ العُشْبِ قال أَبو زياد إِذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ وتَراكَمَ فذلك الحِبَّة رواه عنه أَبو حنيفة قال وأَنشد قَوْلَ أَبي النَّجْمِ وَوَصَفَ إِبِلَه
تَبَقَّلَتْ مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ ... في حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ
قال الأَزهري ويقال لِحَبّ الرَّياحِين حِبَّةٌ وللواحدة منها حَبّةٌ والحِبَّةُ حَبُّ البَقْل الذي ينْتَثِر والحَبَّة حَبَّةُ الطَّعام حَبَّةٌ من بُرٍّ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ وأَرُزٍّ وكل ما يأْكُله الناسُ قال الأَزهري وسمعت العربَ تقول رَعَيْنا الحِبَّةَ وذلك في آخر الصَّيْف إِذا هاجتِ الأَرضُ ويَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ وتَناثَرتْ بُزُورُها وَوَرَقُها فإِذا رَعَتْها النَّعَم سَمِنَتْ عليها قال ورأَيتهم يسمون الحِبَّةَ بعد الانْتثارِ القَمِيمَ والقَفَّ وتَمامُ سِمَنِ النَّعَمِ بعد التَّبَقُّلِ ورَعْيِ العُشْبِ يكون بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيم قال ولا يقع اسم الحِبَّةِ إِلاّ على بُزُورِ العُشْبِ والبُقُولِ البَرِّيَّةِ وما تَناثر من ورَقِها فاخْتَلَطَ بها مثل القُلْقُلانِ والبَسْباسِ والذُّرَق والنَّفَل والمُلاَّحِ وأَصْناف أَحْرارِ البُقُولِ كلِّها وذُكُورها وحَبَّةُ القَلْبِ ثَمَرتُه وسُوَيْداؤُه وهي هَنةٌ سَوْداءُ فيه وقيل هي زَنَمةٌ في جَوْفِه قال الأَعشى فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها الأَزهري حَبَّةُ القَلْب هي العَلَقةُ السَّوْداء التي تكون داخِلَ القَلْبِ وهي حَماطةُ القلب أَيضاً يقال أَصابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلان إِذا شَغَفَ قَلْبَه حُبُّها وقال أَبو عمرو الحَبَّةُ وَسَطُ القَلْبِ وحَبَبُ الأَسْنانِ تَنَضُّدُها قال طرفة
وإِذا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَباً ... كَرُضابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ
قال ابن بري وقال غير الجوهري الحَبَبُ طَرائقُ مِن رِيقِها لأَنّ قَلَّةَ الرِّيقِ تكون عند تغير الفم ورُضابُ المِسْكِ قِطَعُه والحِبَبُ ما جَرَى على الأَسْنانِ من الماءِ كقِطَعِ القَوارِير وكذلك هو من

الصفحة 745