كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

الناسُ أَنه الحِمْيَةُ والإِمساك عن الاستكثار وفي النهاية إِمساك الأَسْنان بعضها على بعض والأَزْمةُ الأَكلة الواحدة في اليوم مرَّة كالوَجْبةِ وفي حديث الصلاة أَنه قال أَيُّكم المُتَكلِّم ؟ فَأَزَمَ القومُ أَي أَمسكوا عن الكلام كما يُمسِك الصائم عن الطَّعام قال ومنه سميت الحِمْيَةُ أَزْماً قال والرواية المشهورة فَأَرَمَّ القوم بالراء وتشديد الميم ومنه حديث السِّواك يستعمله عند تَغَيُّر الفَمِ من الأَزْمِ وأَزِيمٌ جبل بالبادية
( أزن ) الأَزَنِيّة لغةٌ في اليَزَنِيّة يعني الرماحَ والياء أَصل يقال رُمْحٌ أَزَنيٌّ ويَزَنِيٌّ منسوب إلى ذي يَزن أَحد ملوك الأَذْواءِ من اليَمن وبعضهم يقول يَزانيٌّ وأَزانيّ
( أزا ) الأَزْوُ الضيِّق عن كراع وأَزَيْتُ إليه أَزْياً وأُزِيّاً انضممت وآزاني هو ضَمَّني قال رؤبة تَغْرِفُ من ذي غَيِّثٍ وتُوزي وأَزى يأْزي أَزْياً وأُزِيّاً انقبض واجتمع ورَجُل مُتَآزي الخَلْق ومُتَآزِف الخَلْق إذا تَدانى بعضهُ إلى بعض وأَزى الظِّلُّ أُزِيّاً قَلَص وتَقَبَّض ودنا بعضه إلى بعض فهو آزٍ وأَنشد ابن بري لعبد الله بن رِبْعي الأَسدي وغَلَّسَتْ والظِّلُّ آزٍ ما زَحَلْ وحاضِرُ الماء هَجُودٌ ومُصَلّْ وأَنشد لكثير المحاربي ونابحة كَلَّفْتُها العِيسَ بَعْدَما أَزى الظِّلُّ والحِرباءُ مُوفٍ على جِذْل
( * قوله « ونابحة » هكذا في الأصل من غير نقط وفي شرح القاموس نائحة بالنون والهمز والمهملة ولعلها نابخة بالنون والباء والمعجمة وهي الأرض البعيدة وقوله بعد « إذا زاء محلوقاً إلى قوله الليث » هو كذلك في الأصل وشرح القاموس )
ابنُ بُزُرْج أَزى الظِّلُّ يَأْزُو ويَأْزي ويَأْزَى وأَنشد الظِّلُّ آزٍ والسُّقاةُ تَنْتَحي وقال أَبو النجم إذا زاء مَحْلُوقاً أَكَبَّ برأْسه وأَبْصَرْته يأْزي إليَّ ويَزْحَل أَي ينقبض لك ويَنْضَمُّ الليث أَزى الشيءُ بعضهُ إلى بعض يأْزي نحو اكتناز اللحم وما انضَمَّ من نحوه قال رؤبة عَضّ السِّفار فهو آزٍ زِيَمهُ وهو يومٌ أَزٍ إذا كان يَغُمُّ الأَنفاسَ ويُضَيِّقها لشدَّة الحر قال الباهلي ظَلَّ لها يَوْمٌ مِنَ الشِّعْرى أَزي نَعُوذُ منه بِزرانِيقِ الرَّكي قال ابن بري يقال يَوْمٌ آزٍ وأَزٍ مثل آسِنٍ وأَسِنٍ أَي ضَيِّق قليل الخير قال عمارة هذا الزَّمانُ مُوَلٍّ خَيْرُه آزي وأَزى مالُه نَقَصَ وأَزى له أَزْياً أَتاه لِيَخْتِلَه الليث أَزَيْتُ لفلان آزي له أَزْىاً إذا أَتَيته من وجه مَأْمَنِه لِتَخْتِله ويقال هو بإزاء فلان أَي بِحِذائه ممدوادن وقد آزَيْتُه إذا حاذَيْتَه ولا تقل وازَيْتُه وقعَدَ إزاءه أَي قُبالَتَه وآزاه قابَلَه وفي الحديث اختلف مَنْ كان قَبْلنا ثنتين وسبعين فِرْقةً نَجا منها ثَلاثٌ وهلك سائرُها وفِرْقةٌ آزَتِ الملُوكَ فقاتَلَتْهم على دِين الله أَي قاوَمَتْهم مِنْ آزَيْتُه إذا حاذَيْتَه يقال فلان إزاءٌ لفلان إذا كان مُقاوماً له وفي الحديث فرَفَع يديه حتى آزَتا شَحْمة أُذُنيه أَي حاذَتا والإزاءُ المُحاذاةُ والمُقابَلة قال ويقال فيه وازَتا وفي حديث صلاة الخوف فَوازَيْنا العَدوَّ أَي قابلناهم وأَنكر الجوهري أَن يقال وازَيْنا وتَآزى القَوْمُ دَنا بعضُهم إلى بعض قال اللحياني هو في الجلوس خاصة وأَنشد لَمَّا تآزَيْنا إلى دِفْءِ الكُنُفْ وأَنشد ابن بري لشاعر وإنْ أَزى مالُه لم يَأْزِ نائِلُه وإنْ أَصابَ غِنىً لم يُلْفَ غَضْبانا
( * قوله « وإن أزى ماله إلخ » كذا وقع هذا البيت هنا في الأصل ومحله كما صنع شارح القاموس بعد قوله فيما تقدم وأزى ماله نقص فلعله هنا مؤخر من تقديم )
والثوب يَأْزي إذا غُسِل والشَّمْسُ أُزِيّاً دَنَتْ للمَغيب والإزاء سبب العيش وقيل هو ما سُبِّبَ من رَغَدِه وفَضْلِه وإنَّه لإزاءُ مالٍ إذا كان يُحْسِنُ رِعْيَته ويَقُومُ عليه قال الشاعر ولَكِني جُعِلْت إزاءَ مالٍ فأَمْنَع بَعْدَ ذلك أَو أُنِيل قال ابن جني هو فِعالٌ من أَزى الشيءُ يأْزي إذا تَقَبَّض واجتمع فكذلك هذا الراعي يَشُِحُّ عليها ويمنع مِنْ تَسَرُّبِها وكذلك الأُنثى بغير هاء قال حُمَيْدٌ يصف امرأَة تقوم بمعاشها إزاءٌ مَعاشٍ لا يَزالُ نِطاقُها شَديداً وفيها سَوْرةٌ وهي قاعِدُ وهذا البيت في المحكم إزاءُ مَعاشٍ ما تَحُلُّ إزارَها مِنَ الكَيْس فيها سَوْرَةٌ وهْي قاعد وفلان إزاءُ فلان إذا كان قِرْناً له يُقاوِمه وإزاءُ الحَرْب مُقِيمُها قال زهير يمدح قوماً تَجِدْهُمْ على ما خَيَّلَتْ هم إزاءَها وإن أَفْسَدَ المالَ الجماعاتُ والأَزْلُ أَي تجدهم الذين يقومون بها وكلُّ من جُعِل قَيِّماً بأَمر فهو إزاؤه ومنه قول ابن الخَطِيم ثَأَرْتُ عَدِيّاً والخَطِيمَ فلم أُضِعْ وَصِيَّةَ أَقوامٍ جُعِلْتُ إزاءَها أَي جُعِلْتُ القَيِّم بها وإنِّه لإزاءُ خير وشرٍّ أَي صاحبه وهم إزاءٌ لقومهم أَي يُصْلِحُون أَمرهم قال الكميت لقدْ عَلِمَ الشَّعْبُ أَنَّا لهم إزاءٌ وأَنَّا لهُم مَعْقِلُ قال ابن بري البيت لعبد الله بن سليم

الصفحة 75