كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

ما كانوا يحرّمون منها وإِطلاق ما حَبَّسوا بغير أَمر اللَّه منها قال ابن الأَثير وهو في كتاب الهروي باسكان الباء لأَنه عطف عليه الحبس الذي هو الوقف فإِن صح فيكون قد خفف الضمة كما قالوا في جمع رغيف رُغْفٌ بالسكون والأَصل الضم أَو أَنه أَراد به الواحد قال الأَزهري وأَما الحُبُسُ التي وردت السنَّة بتحبيس أَصلها وتسبيل ثمرها فهي جارية على ما سَنَّها المصطفى صلى اللَّه عليه وسلم وعلى ما أَمر به عمر رضي اللَّه عنه فيها وفي حديث الزكاة أَن خالداً جَعَلَ رَقِيقَه وأَعْتُدَه حُبُساً في سبيل اللَّه أَي وقفاً على المجاهدين وغيرهم يقال حَبَسْتُ أَحْبِسُ حَبْساً وأَحْبَسْتُ أُحْبِسُ إِحْباساً أَي وقفت والاسم الحُبس بالضم والأَعْتُدُ جمع العَتادِ وهو ما أَعَدَّه الإِنسان من آلة الحرب وقد تقدم وفي حديث ابن عباس لما نزلت آية الفرائض قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا حُبْسَ بعد سورة النساء أَي لا يُوقَف مال ولا يُزْوَى عن وارثه إِشارة إِلى ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من حَبْس مال الميت ونسائه كانوا إِذا كرهوا النساء لقبح أَو قلة مال حبسوهن عن الأَزواج لأَن أَولياء الميت كانوا أَولى بهن عندهم قال ابن الأَثير وقوله لا حبس يجوز بفتح الحاء على المصدر ويضمها على الاسم والحِبْسُ كلُّ ما سدَّ به مَجْرى الوادي في أَيّ موضع حُبِسَ وقيل الحِبْس حجارة أَو خشب تبنى في مجرى الماء لتحبسه كي يشرب القومُ ويَسقوا أَموالَهُم والجمع أَحْباس سمي الماء به حِبْساً كما يقال له نِهْيٌ قال أَبو زرعة التيمي من كَعْثَبٍ مُسْتَوْفِز المَجَسِّ رَابٍ مُنِيفٍ مثلِ عَرْضِ التُّرْسِ فَشِمْتُ فيها كعَمُود الحِبْسِ أَمْعَسُها يا صاحٍ أَيَّ مَعْسِ حتى شَفَيْتُ نَفْسَها من نَفْسي تلك سُلَيْمَى فاعْلَمَنَّ عِرْسِي الكَعْثَبُ الرَّكَبُ والمَعْسُ النكاح مثل مَعْسِ الأَديم إِذا دبغ ودُلِكَ دَلْكاً شديداً فذلك مَعْسُه وفي الحديث أَنه سأَل أَين حِبْسُ سَيَل فإِنه يوشك أَن يخرج منه نار تضيء منها أَعناق الإِبل ببصري هو من ذلك وقيل هو فلُوقٌ في الحَرَّة يجتمع فيها ماء لو وردت عليه أُمَّة لوسعهم وحِبْسُ سَيَل اسم موضع بِحَرَّةِ بني سليم بينها وبين السَّوارِقيَّة مسيرة يوم وقيل حُبْسُ سَيَل بضم الحاء الموضع المذكور والحُباسَة والحِباسَة كالحِبْس أَبو عمرو الحَِبْس مثل المَصْنَعة يجعل للماء وجمعه أَحْباسٌ والحِبْس الماء المستنقع قال الليث شيء يحبس به الماء نحو الحُِباسِ في المَزْرَفَة يُحْبَس به فُضول الماء والحُباسة في كلام العرب المَزْرَفَة وهي الحُِباسات في الأَرض قد أَحاطت بالدَّبْرَةِ وهي المَشارَةُ يحبس فيها الماء حتى تمتلئَ ثم يُساق الماء إِلى غيرها ابن الأَعرابي الحَبْسُ الشجاعة والحِبْسُ بالكسر
( * قوله « والحبس بالكسر » حكى المجد فتح الحاء أَيضاً ) حجارة تكون في فُوْهَة النهر تمنع طُغْيانَ الماءِ والحِبْسُ نِطاق الهَوْدَج والحِبْسُ المِقْرَمَة والحِبْسُ سوار من فضة يجعل في وسط القِرامِ وهو سِتْرٌ يُجْمَعُ به ليُضِيء البيت وكَلأٌ حابسٌ كثير يَحْبِسُ المالَ والحُبْسَة والاحْتِباس في الكلام التوقف وتحَبَّسَ في الكلام توقَّفَ قال المبرد في باب علل اللسان الحُبْسَةُ تعذر الكلام عند إِرادته والعُقْلَة التواء اللسان عند إِرادة الكلام ابن الأَعرابي يكون الجبل خَوْعاً أَي أَبيض ويكون فيه بُقْعَة سوداء ويكون الجبلُ حَبْساً أَي أَسودَ ويكون فيه بقعة بيضاء وفي حديث الفتح أَنه بعث أَبا عبيدة على الحُبْسِ قال القُتَيبي هم الرَّجَّالة سموا بذلك لتحبسهم عن الركبان وتأَخرهم قال وأَحْسِبُ الواحد حَبيساً فعيل بمعنى مفعول ويجوز أَن يكون حابساً كأَنه يَحْبِسُ من يسير من الرُّكبان بمسيره قال ابن الأَثير وأَكثر ما يروى الحُبَّس بتشديد الباء وفتحها فإِن صحت الرواية فلا يكون واحدها إِلا حابساً كشاهد وشُهَّد قال وأَما حَبيس فلا يعرف في جمع فَعِيل فُعَّلٌ وإِنما يعرف فيه فُعُل كنَذِير ونُذُر وقال الزمخشري الحُبُسُ بضم الباء والتخفيف الرَّجَّالة سموا بذلك لحبسهم الخيالة ببُطْءِ مشيهم كأَنه جمع حَبُوس أَو لأَنهم يتخلفون عنهم ويحتبسون عن بلوغهم كأَنه جمع حَبِيسٍ الأَزهري وقول العجاج حَتْف الحِمام والنُّحُوسَ النُّحْسا التي لا يدري كيف يتجه لها وحابَسَ الناسُ الأُمُورَ الحُبَّسا أَراد وحابَسَ الناسَ الحُبَّسُ الأُمورُ فقلبه ونصبه ومثله كثير وقد سمت حابِساً وحَبِيساً والحَبْسُ موضع وفي الحديث ذكر ذات حَبِيس بفتح الحاء وكسر الباء وهو موضع بمكة وحَبِيس أَيضاً موضع بالرَّقَّة به قبور شهداء صِفِّينَ وحابِسٌ اسم أَبي الأَقرع التميمي
( حبش ) الحَبَش جِنْس من السُّودان وهم الأَحْبُش والحُبنْشان مثل حمَل وحُمْلان والحَبِيش وقد قالوا الحَبَشة على بناء سَفَرة وليس بصحيح في القياس لأَنه لا واحدَ له على مثال فاعِل فيكون مكسراً على فَعَلة قال الأَزهري الحَبَشة خطأٌ في القياس لأَنك لا تقول

الصفحة 753