ويروى مَرِجَ الدِّينُ الأَزهري عن الليث إِنه لمَحْبُوك المتن والعَجُز إِذا كان فيه استواء مع ارتفاع وأَنشد على كُلِّ مَحْبُوكِ السَّراةِ كأَنه عُقابٌ هَوَتْ من مَرْقب وتَعَلَّتِ قال وقال غيره فرس مَحْبوك الكَفَل أَي مُدْمَجُه وأَنشد بيت لبيد على هذه الصورة مشرف الحارك محبوك الكَفَلْ قال ويقال للدابة إِذا كان شديد الخلق مَحْبوك والمَحْبوك الشديد الخلق من الفرس وغيره وجادَ ما حَبَكَهُ إِذا أَجاد نَسْجه وحَبَكَ الثوب يَحْبِكُه ويَحْبُكه حَبْكاً أَجاد نسجه وحسَّن أَثر الصنعة فيه وثوب حَبِيك مَحْبوك وكذلك الوَتَرُ أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي العارم فَهَيَّأْتُ حَشْراً كالشِّهابِ يَسُوقه مُمَرّ حَبِيكٌ عاوَنَتْه الأَشاجِعُ وحبَكَه بالسيف حَبْكاً ضربه على وسطه وقيل هو إِذا قطع اللحم فوق العظم قال ابن الأَعرابي حَبَكه بالسيف يَحْبِكه ويَحْبُكه حَبْكاً ضرب عنقه وقيل هو ضرب في اللحم دون العظم وقيل ضربه به وحَبَك عُروش الكَرْم قطعها والحَبَكُ والحَبَكة جميعاً الأَصل من أُصول الكَرْم والحَبَكة الحبة من السويق قال الليث يقال ما ذقنا عنده حَبَكَة ولا لَبَكة قال وبعض يقول عَبَكَة قال والعبَكة والحَبَكة من السويق واللَّبَكة اللقمة من الثَّرِيد قال الأَزهري ولم نسمع حَبَكة بمعنى عَبَكة لغير الليث قال وقد طلبته في باب العين والحاء لأَبي تراب فلم أَجده والمعروف ما في نِحْيه عَبْكة ولا عَبَقة أَي لطخ من السَّمنِ أَو الرُّبِّ من عَبِق به وعَبِكَ به أَي لصق به
( حبكر ) حَبَوْكَرَى والحَبَوْكَرَى وحَبَوْكَرٌ وأُمُّ حَبَوْكَرٍ وأُم حَبَوكَرَى وأُم حَبَوْكَرَان الداهية وجاء فلانٌ بأُمِّ حَبَوْكَرَى أَي بالداهية وأَنشد لعمرو بن أَحمر الباهلي فلما غَسَا لَيْلِي وأَيْقَنْتُ أَنها هي الأُرَبَى جاءتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى الفراء وقع فلان في أُم حَبَوْكَرَى وَأُمِّ حَبَوْكَرٍ وحَبَوْكَرَان ويُلقى منها أُمّ فيقال وقعوا في حَبَوْكَرٍ الجوهري أُمُّ حَبَوْكَرَى هو أَعظم الدواهي والحَبَوكَرُ رملٌ يَضِلُّ فيه السالك والحَبَوْكَرَى الصبي الصغير والحَبَوْكَرَى أَيضاً معركة الحرب بعد انقضائها ويقال مررتُ على حَبَوْكَرَى من الناس أَي جماعات من أُمَم شَتَّى لا نحور فيهم شيء ولا بسر
( * قوله « نحور إلخ ولا بسر إلخ » كذا بالأصل بدون نقط ) بهم شيء الليث حَبَوْكَرٌ داهية وكذلك الحَبَوْكَرَى ويقال جمل حَبَوْكَرَى والأَلف زائدة بني الاسم عليها لأَنك تقول للأُنثى حَبَوْكَراة وكل أَلف للتأْنيث لا يصح دخول هاء التأْنيث عليها وليست أَيضاً للإِلحاق لأَنه ليس له مثال من الأُصول فيلحق به وفي النوادر يقال تَحَبْكَرُوا في الأَرض إِذا تَحَيَّرُوا وتَحبْكَرَ الرجل في طريقه مثله إِذا تحير الليث في النوادر كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَةً وحَبْكَرْتُه حَبْكَرَة ودَبْكَلْتُهُ دَبْكَلَةً وحَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً وصَرْصَرْتُه وكَرْكَرْتُهُ إِذا جمعته ورددت أَطراف ما انتشر منه وكذلك كَبْكَبْتُه
( حبل ) الحَبْل الرِّباط بفتح الحاء والجمع أَحْبُل وأَحبال وحِبال وحُبُول وأَنشد الجوهري لأَبي طالب أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ لا أَباكَ ضَرَبْتَه بمِنْسَأَة ؟ قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا قال ابن بري صوابه قد جَرَّ حَبْلَك أَحْبُلُ قال وبعده هَلُمَّ إِلى حُكْمِ ابن صَخْرة إِنَّه سَيَحكُم فيما بَيْننا ثم يَعْدِلُ والحبْل الرَّسَن وجمعه حُبُول وحِبال وحَبَل الشيءَ حَبْلاً شَدَّه بالحَبْل قال في الرأْس منها حبُّه مَحْبُولُ ومن أَمثالهم يا حابِلُ اذْكُرْ حَلاًّ أَي يا من يَشُدُّ الحَبْلَ اذكر وقت حَلِّه قال ابن سيده ورواه اللحياني يا حامل بالميم وهو تصحيف قال ابن جني وذاكرت بنوادر اللحياني شيخنا أَبا علي فرأَيته غير راض بها قال وكان يكاد يُصَلِّي بنوادر أَبي زيد إِعْظاماً لها قال وقال لي وقت قراءتي إِياها عليه ليس فيها حرف إِلاَّ ولأَبي زيد تحته غرض مّا قال ابن جني وهو كذلك لأَنها مَحْشُوَّة بالنُّكَت والأَسرار الليث المُحَبَّل الحَبْل في قول رؤبة كل جُلال يَمْلأ المُحَبَّلا وفي حديث قيس بن عاصم يَغْدو الناس بِحبالهم فلا يُوزَع رجل عن جَمَل يَخْطِمُه يريد الحِبال التي تُشَدُّ فيها الإِبل أَي يأْخذ كل إِنسان جَمَلاً يَخْطِمُه بحَبْله ويتملكه قال الخطابي رواه ابن الأَعرابي يغدو الناس بجمالهم والصحيح بحِبالهم والحابُول الكَرُّ الذي يُصْعد به على النخل والحَبْل العَهْد والذِّمَّة والأَمان وهو مثل الجِوار وأَنشد الأَزهري ما زلْتُ مُعْتَصِماً بحَبْلٍ منكُم مَنْ حَلِّ ساحَتَكم بأَسْبابٍ نَجا بعَهْدٍ وذِمَّةٍ والحَبْل التَّواصُل ابن السكيت الحَبْل الوِصال وقال الله عز وجل