وقال أَبو حنيفة لم يَحْبُها لم يتلفت إِلهيا أَي أَنَّهُ شُغِل بنفسه ولولا شغله بنفسه لحازَها ولم يفارقها قال الجوهري وكذلك حَبَّى ما حَوْله تَحْبية وحابَى الرجلَ حِباءً نصره واخْتَصَّه ومالَ إِليه قال اصْبِرْ يزيدُ فقدْ فارَقْتَ ذا ثِقَةٍ واشْكُر حِباءَ الذي بالمُلْكِ حاباكا وجعل المُهَلْهِلُ مَهْرَ المرأَةِ حِباءً فقال أَنكَحَها فقدُها الأَراقِمَ في جَنْبٍ وكان الحِباءُ منْ أَدَمِ أَراد أَنهم لم يكونوا أَرباب نَعَمٍ فيُمْهِروها الإِبِلَ وجعلهم دَبَّاغِين للأَدَمِ ورجل أَحْبَى ضَبِسٌ شِرِّيرٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد والدَّهْرُ أَحْبَى لا يَزالُ أَلَمُهْ تَدُقُّ أَرْكانَ الجِبال ثُلَمُهْ وحَبا جُعَيْرانَ نبات وحُبَيٌّ والحُبَيَّا موضعان قال الراعي جَعلْنا حُبَيّاً باليَمِينِ ونَكَّبَتْ كُبَيْساً لوِرْدٍ من ضَئِيدَةَ باكِرِ وقال القطامي مِنْ عَنْ يَمينِ الحُبَيّا نَظْرةٌ قبَلُ وكذلك حُبَيّات قال عُمر بن أَبي ربيعة أَلمْ تَسل الأَطْلالَ والمُتَرَبَّعا ببَطْنِ حُبَيّاتٍ دَوارِسَ بَلْقَعا الأَزهري قال أَبو العباس فلان يَحْبُو قَصَاهُم ويَحُوطُ قَصاهُمْ بمعنىً وأَنشد أَفْرِغْ لِجُوفٍ وِرْدُها أَفْرادُ عَباهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ يَحْبُو قَصاها مُخْدَِرٌ سِنادُ أَحْمَرُ من ضِئْضِئِها مَيّادُ سِنادٌ مُشْرف ومَيَّاد يجيء ويذهب
( حتأ ) حَتَأْتُ الكِساءَ حَتْأً إِذا فَتَلْتَ هُدْبَه وكَفَفْتَه مُلْزَقاً به يهمز ولا يهمز وحَتَأَ الثوبَ [ ص 54 ] يَحْتَؤُه حَتْأً وأَحْتَأَه بالأَلف خاطَه وقيل خاطَه الخِياطة الثانية وقيل كَفَّه وقيل فَتَلَ هُدْبَه وكَفَّه وقيل فَتَلَه فَتْلَ الأَكْسِيةِ والحِتْءُ ما فَتَلَه منه وحَتَأَ العُقْدةَ وأَحْتَأَها شدَّها وحَتَأْتُه حَتْأً إِذا ضربته وهو الحَتْء بالهمز وحَتَأَ المرأَةَ يَحْتَؤُها حَتْأً نَكَحَها وكذلك خَجَأَها والحِنْتَأْوُ القصير الصغير ملحق بِجِرْ دَحْلٍ وهذه اللفظة أَتى بها الأَزهري في ترجمة حنت رجل حِنْتَأْوٌ وامرأَة حِنْتَأْوةٌ قال وهو الذي يُعْجَب بنفسه وهو في أَعين الناس صغير وسنذكره في موضعه وقال الأَزهري في الرباعي أَيضاً رجل حِنْتَأْوٌ وهو الذي يُعْجِبهُ حُسنه وهو في عيون الناس صغير والواو أَصلية
( حتت ) الحَتُّ فَرْكُكَ الشيءَ اليابسَ عن الثَّوْب ونحوه حَتَّ الشيءَ عن الثوب وغيره يَحُتُّه حَتًّا فَركَه وقَشَره فانْحَتَّ وتَحاتَّ واسمُ ما تَحاتَّ منه الحُتاتُ كالدُّقاقِ وهذا البناء من الغالب على مثل هذا وعامَّتِه الهاءُ وكلُّ ما قُشِرَ فقد حُتَّ وفي الحديث أَنه قال لامرأَة سأَلته عن الدم يُصيب ثَوبَها فقال لها حُتِّيه ولو بضِلَعٍ معناه حُكِّيه وأَزِيليه والضِّلَعُ العُودُ والحَتُّ والحَكُّ والقَشْرُ سواء وقال الشاعر وما أَخَذَ الدِّيوانَ حَتَّى تَصَعْلَكا زَماناً وحَتَّ الأَشْهبانِ غِناهُما حَتَّ قَشَر وحَكَّ وتَصَعْلَك افْتَقَر وفي حديث عمر أَنَّ أَسْلَمَ كانَ يأْتيه بالصاع من التَّمْر فيقول حُتَّ عنه قِشْرَه أَي اقْشِرْه ومنه حديث كَعْب يُبْعَثُ من بَقِيعِ الغَرْقَدِ سبعون أَلفاً هم خِيارُ مَن يَنْحَتُّ عن خَطْمه المَدَرُ أَي يَنْقَشِرُ ويَسْقُط عن أُنوفهم المَدَرُ وهو التُّراب وحُتاتُ كُلّ شيء ما تَحاتَّ منه وأَنشد تَحُتُّ بِقَرنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ وتَعْطُو بِظِلْفَيْها إِذا الغُصْنُ طالَها والحَتُّ دون النَّحْت قال شمر تاَرَكْتُهم حَتًّا فَتًّا بَتًّا إِذا اسْتَأْصَلْتَهم وفي الدُّعاء تَرَكَه اللَّهُ حَتّاً فَتّاً لا يَمْلأُ كَفًّا أَي مَحْتُوتاً أَو مُنْحَتّاً والحَتُّ والانْحِتاتُ والتَّحاتُّ والتَحَتْحُتُ سُقوطُ الورق عن الغُصن وغيره والحَتُوتُ من النَّخْلِ التي يَتَناثَرُ بُسْرُها وهي شجرة مِحْتاتٌ مِنْثارٌ وتَحاتَّ الشيءُ أَي تَناثَرَ وفي الحديث ذاكرُ اللَّهِ في الغافِلينَ مَثَلُ الشَّجرة الخَضْراء وَسَطَ الشَّجَر الذي تَحاتَّ وَرَقُه من الضَّريبِ أَي تَساقَطَ والضَّريبُ الصَّقِيعُ وفي الحديث تَحاتَّتْ عنه ذُنُوبه أَي تَساقَطَتْ والحَتَتُ داء يُصيب الشجر تَحاتُّ أَوراقُها منه وانْحَتَّ شَعَرُه عن رأْسه وانْحَصَّ إِذا تَساقَطَ والحَتَّةُ القَشْرَةُ وحَتَّ اللَّهُ ماله حَتّاً أَذْهَبَه فأَفْقَره على المثل وأَحَتَّ الأَرْطى يَبِسَ والحَتُّ العَجلَةُ في كل شيء وحَتَّه مائةَ سَوْطٍ ضَربَه وعَجَّلَ ضَرْبَه وحَتَّه دراهمه عَجَّل له النَّقْدَ وفرس حَتٌّ جَواد سريع كثير العَدْو وقيل سريعُ العَرَقِ والجمع أَحْتاتٌ لا يُجاوَزُ به هذا البناءُ وبَعِير حَتٌّ وحَتْحَتٌ سريعُ السَّيْرِ خفيفٌ وكذلك الظليم وقال الأَعْلم بن عبد اللَّه الهذلي على حَتِّ البُرايةِ زمْخَرِيِّ السَ واعِدِ ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ وإِنما أَراد حَتّاً عند البُرايةِ أَي سَريع عندما يَبْريه من السَّفَر وقيل أَرادَ حَتَّ البَرْيِ فوضع الاسمَ موضع المصدر وخالف قوم من البصريين تفسير هذا البيت فقالوا