كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

فَشَرِبْنَ ثم سَمِعْنَ حِسّاً دونَه ... شَرَفُ الحِجابِ ورَيْبُ قَرْعٍ يُقْرَعُ
وقِيل إِنما يُريد حِجابَ الصائِدِ لأَنه لا بُدَّ له أَن يَسْتَتر بشيءٍ ويقال احْتَجَبَتِ الحامِلُ من يومِ تاسِعها وبيَومٍ من تاسعها يقال ذلك للمرأَةِ الحامِلِ إِذا مَضَى يومٌ من تاسِعها يقولون أَصْبَحَتْ مُحْتَجِبةً بيومٍ من تاسعها هذا كلام العرب وفي حديث أَبي ذر أَنَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم قال إِن اللّه يَغْفِرُ للعبد ما لم يَقَع الحِجابُ قيل يا رسولَ اللّه وما الحِجابُ ؟ قال أَن تَمُوتَ النفْسُ وهي مُشْرِكةٌ كأَنها حُجِبَتْ بالمَوْت عن الإِيمان قال أَبو عَمرو وشمر حديثُ أَبي ذرّ يَدُل على أَنه لا ذَنْبَ يَحْجُبُ عن العَبْدِ الرحمةَ فيما دون الشِّرْكِ وقال ابن شميل في حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه مَنِ اطَّلعَ الحِجابَ واقَعَ ما وراءَهُ أَي إِذا مات الإِنسانُ واقَعَ ما وراءَ الحجابَينِ حِجابِ الجَنَّةِ وحجابِ النَّارِ لأَنهما قد خَفِيَا وقيل اطِّلاعُ الحِجاب مَدُّ الرأْس لأَن المُطالِعَ يمُدُّ رأْسَه يَنْظُر مِن وراءِ الحجابِ وهو السِّتْرُ والحَجَبةُ بالتحريك رأْسُ الوَرِكِ والحَجَبَتانِ [ ص 300 ] حَرْفا الوَرِكِ اللَّذانِ يُشْرِفانِ على الخاصِرَتَينِ قال طُفيْلٌ
وِراداً وحُوّاً مُشْرِفاً حَجَباتُها ... بَناتُ حِصانٍ قد تُعُولِمَ مُنْجِبِ
وقيل الحَجَبَتانِ العَظْمانِ فَوقَ العانةِ المُشْرِفانِ على مَراقِّ البَطْن مِن يمين وشِمال وقيل الحَجَبَتان رُؤُوسُ عَظْمَي الوَرِكَيْنِ مما يلي الحَرْقَفَتَين والجميعُ الحَجَبُ وثلاثُ حَجَباتٍ قال امرؤُ القيس له حَجَباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفالِ وقال آخر ولم تُوَقَّعْ بِرُكُوبٍ حَجَبُهْ والحَجَبَتانِ من الفرَس ما أَشْرَفَ على صِفاقِ البَطْنِ من وَرِكَيْهِ وحاجِبٌ اسم وقَوْسُ حاجِبٍ هو حاجِبُ بنُ زُرارةَ التَّميمِيّ وحاجِبُ الفِيلِ اسم شاعر من الشُّعراءِ وقال الأَزهريّ في ترجمة عتب العَتَبَةُ في الباب هي الأَعْلى والخَشَبةُ التي فَوْقَ الأَعلى الحاجِبُ والحَجِيبُ موضع قال الأَفْوَهُ
فَلَمَّا أَنْ رأَوْنا في وَغاها ... كآسادِ الغَرِيفةِ والحَجِيبِ ( 1 )
ويروى واللهيب
( حجج ) الحَجُّ القصدُ حَجَّ إِلينا فلانٌ أَي قَدِمَ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً قصده وحَجَجْتُ فلاناً واعتَمَدْتُه أَي قصدته ورجلٌ محجوجٌ أَي مقصود وقد حَجَّ بنو فلان فلاناً إِذا أَطالوا الاختلاف إليه قال المُخَبَّلُ السعدي وأَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كثِيرةً يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا أَي يَقْصِدُونه ويزورونه قال ابن السكيت يقول يُكْثِرُونَ الاختلاف إِليه هذا الأَصل ثم تُعُورِفَ استعماله في القصد إِلى مكة للنُّسُكِ والحجِّ إِلى البيت خاصة تقول حَجَّ يَحُجُّ حَجًّا والحجُّ قَصْدُ التَّوَجُّه إِلى البيت بالأَعمال المشروعة فرضاً وسنَّة تقول حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجًّا إِذا قصدته وأَصله من ذلك وجاء في التفسير أَن النبي صلى الله عليه ولم خطب الناسَ فأَعلمهم أَن الله قد فرض عليهم الحجَّ فقام رجل من بني أَسد فقال يا رسول الله أَفي كلِّ عامٍ ؟ فأَعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاد الرجلُ ثانيةً فأَعرض عنه ثم عاد ثالثةً فقال عليه الصلاة والصلام ما يؤمنك أَن أَقولَ نعم فَتَجِبَ فلا تقومون بها فتكفرون ؟ أَي تدفعون وجوبها لثقلها فتكفرون وأَراد عليه الصلاة والسلام ما يؤمنك أَن يُوحَى إِليَّ أَنْ قُلْ نعم فَأَقولَ ؟ وحَجَّه يَحُجُّه وهو الحجُّ قال سيبويه حجَّه يَحُجُّه حِجًّا كما قالوا ذكره ذِكْراً وقوله أَنشده ثعلب يومَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلوجا وكلَّ أُنثَى حَمَلَتْ خَدُوجا وكلَّ صاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا ويَسْتَخِفُّ الحَرَمَ المَحْجُوجا فسَّره فقال يستخف الناسُ الذهابَ إِلى هذه المدينة لأَن الأَرض دُحِيَتْ من مكة فيقول يذهب الناس إِليها لأَن يحشروا منها ويقال إِنما يذهبون إِلى بيت المقدس ورجلٌ حاجٌّ وقومٌ حُجَّاجٌ وحَجِيجٌ والحَجِيجُ جماعةُ الحاجِّ قال الأَزهري ومثله غازٍ وغَزِيٌّ وناجٍ ونَجِيٌّ ونادٍ ونَدِيٌّ للقومِ يَتَناجَوْنَ ويجتمعون في مجلس وللعادِينَ على أَقدامهم عَدِبٌّ وتقول حَجَجْتُ البيتَ أَحُجُّه حَجًّا فأَنا حاجٌّ وربما أَظهروا التضعيف في ضرورة الشعر قال الراجز بِكُلِّ شَيْخٍ عامِرٍ أَو حاجِجِ ويجمع على حُجٍّ مثل بازلٍ وبُزْلٍ وعائذٍ وعُودٍ وأَنشد أَبو زيد لجرير يهجو الأَخطل ويذكر ما صنعه الجحافُ بن حكيم السُّلمي من قتل بني تَغْلِبَ قوم الأَخطل باليُسُرِ وهو ماءٌ لبني تميم قد كانَ في جِيَفٍ بِدِجْلَةَ حُرِّقَتْ أَو في الذينَ على الرَّحُوبِ شُغُولُ وكأَنَّ عافِيَةَ النُّسُور عليهمُ حُجٌّ بأَسْفَلِ ذي المَجَازِ نُزُولُ

الصفحة 778