كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

يقول لما كثرت قتلى بني تَغْلِبَ جافَتِ الأَرضُ فحُرّقوا لِيَزُولَ نَتْنُهُمْ والرَّحُوبُ ماءٌ لبني تغلب والمشهور في رواية البيت حِجٌّ بالكسر وهو اسم الحاجِّ وعافِيةُ النسور هي الغاشية التي تغشى لحومهم وذو المجاز سُوقٌ من أَسواق العرب والحِجُّ بالكسر الاسم والحِجَّةُ المرَّة الواحدة وهو من الشَّواذِّ لأَن القياس بالفتح وأَما قولهم أَقْبَلَ الحاجُّ والداجُّ فقد يكون أَن يُرادَ به الجِنسُ وقد يكون اسماً للجمع كالجامل والباقر وروى الأَزهري عن أَبي طالب في قولهم ما حَجَّ ولكنه دَجَّ قال الحج الزيارة والإِتيان وإِنما سمي حاجًّا بزيارة بيت الله تعالى قال دُكَين ظَلَّ يَحُجُّ وظَلِلْنا نَحْجُبُهْ وظَلَّ يُرْمَى بالحَصى مُبَوَّبُهْ قال والداجُّ الذي يخرج للتجارة وفي الحديث لم يترك حاجَّةً ولا داجَّة الحاجُّ والحاجَّةُ أَحد الحُجَّاجِ والداجُّ والدَّاجَّةُ الأَتباعُ يريد الجماعةَ الحاجَّةَ ومَن معهم مِن أَتباعهم ومنه الحديث هؤلاء الداجُّ وليْسُوا بالحاجِّ ويقال للرجل الكثير الحجِّ إِنه لحَجَّاجٌ بفتح الجيم من غير إِمالة وكل نعت على فَعَّال فهو غير مُمَالِ الأَلف فإِذا صيَّروه اسماً خاصّاً تَحَوَّلَ عن حالِ النعت ودخلته الإِمالَةُ كاسم الحَجَّاجِ والعَجَّاجِ والحِجُّ الحُجَّاجُ قال كأَنما أَصْواتُها بالوادِي أَصْواتُ حِجٍّ مِنْ عُمانَ عادي هكذا أَنشده ابن دريد بكسر الحاء قال سيبويه وقالوا حَجَّةٌ واحدةٌ يريدون عَمَلَ سَنَةٍ واحدة قال الأَزهري الحَجُّ قَضاءُ نُسُكِ سَنَةٍ واحدةٍ وبعضٌ يَكسر الحاء فيقول الحِجُّ والحِجَّةُ وقرئ ولله على الناسِ حِجُّ البيتِ والفتح أَكثر وقال الزجاج في قوله تعالى ولله على الناس حَِجُّ البيت يقرأُ بفتح الحاء وكسرها والفتح الأَصل والحَجُّ اسم العَمَل واحْتَجَّ البَيْتَ كحَجَّه عن الهجري وأَنشد تَرَكْتُ احْتِجاجَ البَيْتِ حتى تَظَاهَرَتْ عليَّ ذُنُوبٌ بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ وقوله تعالى الحجُّ أَشهُرٌ معلوماتٌ هي شوَّال وذو القعدة وعشرٌ من ذي الحجة وقال الفراء معناه وقتُ الحج هذه الأَشهرُ وروي عن الأَثرم وغيره ما سمعناه من العرب حَجَجْتُ حَجَّةً ولا رأَيتُ رأْيَةً وإِنما يقولون حَجَجْتُ حِجَّةً قال والحَجُّ والحِجُّ ليس عند الكسائي بينهما فُرْقانٌ وغيره يقول الحَجُّ حَجُّ البيْتِ والحِجُّ عَمَلُ السَّنَةِ وتقول حَجَجْتُ فلاناً إِذا أَتَيْتَه مرَّة بعد مرة فقيل حُجَّ البَيْتُ لأَن الناسَ يأَتونه كلَّ سَنَةٍ قال الكسائي كلام العرب كله على فَعَلْتُ فَعْلَةً إِلاّ قولَهم حَجَجْتُ حِجَّةً ورأَيتُ رُؤْيَةً والحِجَّةُ السَّنَةُ والجمع حِجَجٌ وذو الحِجَّةِ شهرُ الحَجِّ سمي بذلك لِلحَجِّ فيه والجمع ذَواتُ الحِجَّةِ وذَواتُ القَعْدَةِ ولم يقولوا ذَوُو على واحده وامرأَة حاجَّةٌ ونِسْوَةٌ حَواجُّ بَيْتِ الله بالإِضافة إِذا كنّ قد حَجَجْنَ وإِن لم يَكُنَّ قد حَجَجْنَ قلت حَواجُّ بَيْتَ الله فتنصب البيت لأَنك تريد التنوين في حَواجَّ إِلا أَنه لا ينصرف كما يقال هذا ضارِبُ زيدٍ أَمْسِ وضارِبٌ زيداً غداً فتدل بحذف التنوين على أَنه قد ضربه وبإِثبات التنوين على أَنه لم يضربه وأَحْجَجْتُ فلاناً إِذا بَعَثْتَه لِيَحُجَّ وقولهم وحَجَّةِ الله لا أَفْعَلُ بفتح أَوَّله وخَفْضِ آخره يمينٌ للعرب الأَزهريُّ ومن أَمثال العرب لَجَّ فَحَجَّ معناه لَجَّ فَغَلَبَ مَنْ لاجَّه بحُجَجِه يقال حاجَجْتُه أُحاجُّه حِجاجاً ومُحاجَّةً حتى حَجَجْتُه أَي غَلَبْتُه بالحُجَجِ التي أَدْلَيْتُ بها قيل معنى قوله لَجَّ فَحَجَّ أَي أَنه لَجَّ وتمادَى به لَجاجُه وأَدَّاه اللَّجاجُ إِلى أَن حَجَّ البيتَ الحرام وما أَراده أُريد أَنه هاجَر أَهلَه بلَجاجه حتى خرج حاجّاً والمَحَجَّةُ الطريق وقيل جادَّةُ الطريق وقيل مَحَجَّة الطريق سَنَنُه والحَجَوَّجُ الطَّرِيقُ تستقيم مَرَّةً وتَعْوَجُّ أُخْرى وأَنشد أَجَدُّ أَيامُك من حَجَوَّجِ إِذا اسْتَقامَ مَرَّةً يُعَوَّجِ والحُجَّة البُرْهان وقيل الحُجَّة ما دُوفِعَ به الخصم وقال الأَزهري الحُجَّة الوجه الذي يكون به الظَّفَرُ عند الخصومة وهو رجل مِحْجاجٌ أَي جَدِلٌ والتَّحاجُّ التَّخاصُم وجمع الحُجَّةِ حُجَجٌ وحِجاجٌ وحاجَّه مُحاجَّةً وحِجاجاً نازعه الحُجَّةَ وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً غلبه على حُجَّتِه وفي الحديث فَحَجَّ آدمُ موسى أَي غَلَبَه بالحُجَّة واحْتَجَّ بالشيءِ اتخذه حُجَّة قال الأَزهري إِنما سميت حُجَّة لأَنها تُحَجُّ أَي تقتصد لأَن القصد لها وإِليها وكذلك مَحَجَّة الطريق هي المَقْصِدُ والمَسْلَكُ وفي حديث الدجال إِن يَخْرُجْ وأَنا فيكم فأَنا حَجِيجُه أَي مُحاجُّهُ ومُغالِبُه بإِظهار الحُجَّة عليه والحُجَّةُ الدليل والبرهان يقال حاجَجْتُه فأَنا مُحاجٌّ وحَجِيجٌ فَعِيل بمعنى فاعل ومنه حديث معاوية فَجَعَلْتُ أَحُجُّ خَصْمِي أَي أَغْلِبُه بالحُجَّة وحَجَّه يَحُجُّه حَجّاً فهو مَحْجوجٌ وحَجِيج إِذا قَدَحَ بالحَديد في العَظْمِ إِذا كان قد هَشَمَ حى يَتَلَطَّخ الدِّماغُ بالجم فيَقْلَعَ الجِلْدَة التي جَفَّت ثم يُعالَج ذلك فَيَلْتَئِمُ بِجِلْدٍ ويكون آمَّةً قال أَبو ذؤَيب يصف امرأَة

الصفحة 779