كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

( حجف ) الحَجَفُ ضَرْب من التِّرَسَةِ واحدتها حَجَفةٌ وقيل هي من الجُلودِ خاصَّة وقيل هي من جلود الإبل مُقَوَّرةً وقال ابن سيده هي من جلودِ الإبل يُطارَقُ بعضُها ببعض قال الأَعشى لَسْنا بِعِيرٍ وبَيْتِ اللّه مائرةٍ لَكِنْ عَلَيْنا دُروعُ القَوْمِ والحَجَفُ ويقال للتُّرْس إذا كان من جلود ليس فيه خشَب ولا عَقَبٌ حَجَفةٌ ودَرَقةٌ والجمع حَجَفٌ قال سُؤْرُ الذِّئْب ما بالُ عَيْنٍ عن كَراها قد جَفَتْ وشَفَّها مِن حُزْنِها ما كَلِفَتْ ؟ كأَنَّ عُوَّاراً بها أَو طُرِفَتْ مسْبَلةً تَسْتَنُّ لَمَّا عَرَفَتْ داراً لِلَيْلى بَعْدَ حَوْلٍ قد عَفَتْ كأَنَّها مَهارِقٌ قد زُخْرِفَتْ تَسْمَعُ لِلحَلْيِ إذا ما انْصَرَفَتْ كَزَجَلِ الرِّيح إذا ما زَفْزَفَتْ ما ضَرَّها أَم ما علَيْها لوْ شَفَتْ مُتَيَّماً بنَظْرةٍ وأَسْعَفَتْ ؟ قد تَبَلَتْ فُؤَادَه وشَغَفَتْ بل جَوْزِ تَيْهاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ قَطَعْتُها إذا المَها تَجَوَّفَتْ مَآرِناً إلى ذَراها أَهْدَفَتْ يريد رُبَّ جَوْزِ تَيْهاء ومن العرب من إذا سكت على الهاء جعلها تاء فقال هذا طلحتْ وخُبز الذُّرتْ وفي حديث بناء الكعبة فَتَطَوَّقَتْ بالبيت كالحَجَفةِ هي التُّرْس والمُحاجِفُ المُقاتِلُ صاحِبُ الحَجَفةِ وحاجَفْتُ فلاناً إذا عارَضْته ودافَعْته واحتَجَفْتُ نفسي عن كذا واحْتَجَنْتها
( * قوله « واحتجنتها » كذا بالأصل والذي في شرح القاموس واجتحفتها ) أَي ظَلَفْتُها والحُجافُ ما يَعْتَري من كثرة الأَكل أَو من أَكل شيء لا يلائم فيأْخذُه البطنُ اسْتِطْلاقاً وقيل هو أَن يقع عليه المَشْيُ والقَيء من التُّخَمةِ ورجل مَحْجُوفٌ قال رؤبةُ يا أَيُّها الدَّارِئُ كالمَنْكُوفِ والمُتَشكِّي مَغْلَة المَحْجُوفِ الدَّارِئُ الذي دَرَأَت غُدّتُه أَي خرجت والمَنْكُوفُ الذي يَتَشَكَّى نَكَفَته وهما الغُدّتانِ اللَّتانِ في رَأْدي اللَّحْيَيْنِ وقال الأَزهري هي أَصل اللِّهْزِمةِ وقال المَحْجُوفُ والمَجْحُوفُ واحد قال وهو الحُجاف والجُحاف مَغَسٌ في البطن شديد وحَجَفةُ أَبو ذَرْوة بن حَجَفةَ قال ثعلب هو من شعرائهم
( حجل ) الحَجَل القَبَج وقال ابن سيده الحَجَل الذكور من القَبَج الواحدة حَجَلة وحِجْلانٌ والحِجْلى اسم للجمع ولم يجيء الجمع على فِعْلى إلا حرفان هذا والظِّرْبي جمع ظَرِبَان وهي دُوَيَّبة منتنة الريح قال عبد الله بن الحجاج الثعلبي من بني ثعلبة بن سعد بن ذُبْيان يخاطب عبد الملك بن مروان ويعتذر إِليه لأَنه كان مع عبد الله بن الزبير فارحم أُصَيْبِيَتي الذين كأَنهم حِجْلى تَدَرَّجُ بالشَّرَبَّة وُقَّعُ أَدْنُو لِتَرْحَمَني وتَقَبَل تَوْبتي وأَراك تَدْفَعُني فأَيْنَ المَدْفَع ؟ فقال عبد الملك إِلى النار الأَزهري سمعت بعض العرب يقول قالت القَطَا للحَجَل حَجَلْ حَجَلْ تَفِرُّ في الجَبَل من خَشْية الوَجَل فقالت الحَجَل للقَطا قَطا قَطا بَيْضُك ثِنْتا وبَيْضِي مائتا الأَزهري الحَجَل إِناث اليَعَاقِيب واليَعَاقِيب ذكورُها وروى ابن شميل حديثاً أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إِني أَدعو قريشاً وقد جعلوا طَعَامي كطَعام الحَجَل قال النضر الحَجَل يأْكل الحَبَّة بعد الحبة لا يُجِدُّ في الأَكل قال الأَزهري أَراد أَنهم لا يُجِدُّون في إِجابتي ولا يدخل منهم في اللّه دين إِلا الخَطِيئة بعد الخَطِيئة يعني النادر القليل وفي الحديث فاصطادوا حَجَلاً هو القَبَج الأَزهري حَجَل الإِبل صغَار أَولادها ابن سيده الحَجَل صِغارُ الإِبل وأَوْلادُها قال لبيد يصف الإِبل بكثرة اللبن وأَن رؤوس أَولادها صارت قُرْعاً أَي صُلْعاً لكثرة ما يسيل عليها من لبنها وتَتَحلَّب أُمهاتُها عليها لها حَجَلٌ قد قَرَّعَتْ من رُؤوسها لها فوقها مما تولف واشل
( * قوله « تولف » كذا في الأصل هنا وسبق في ترجمة قرع تحلب بدل تولف ولعل ما هنا محرف عن تو كف بالكاف أَي سال وقطر )
قال ابن السكيت استعار الحَجَل فجعلها صغَار الإِبل قال ابن بري وجدت هذا البيت بخط الآمدي قَرَّعت أَي تَقَرَّعت كما يقال قَدَّم بمعنى تَقَدَّم وخَيَّل بمعنى تَخَيَّل ويَدُلُّكَ على صحته أَن قولهم قُرِّع الفَصِيلُ إِنما معناه أُزِيل قَرَعُه بَجَرِّه على السَّبَخَة مثل مَرَّضْته فيكون عكس المعنى ومثله للجعدي لها حَجَل قُرْعُ الرؤوس تَحَلَّبت على هامِه بالصَّيْف حتى تَمَوّرا قال ابن سيده وربما أَوقعوا ذلك على فَتَايا المَعَزِ قال لقمان العاديُّ يَخْدَع ابْنَيْ تِقْن بغنمه عن إِبلهما اشْتَرِياها يا ابْنَي تِقْن إِنها لَمِعزى حَجَل بأَحْقِيها عِجَل يقول إنها فَتِيَّة كالحَجَل من الإِبل وقوله بأَحقِيها عِجَل أَي أَن ضُروعها تضرب إِلى أَحْقِيها فهي كالقِرَب المملوءة كل ذلك عن ابن الأَعرابي قال ورواه بعضهم أَنها لمِعْزَى حِجَل بكسر الحاء ولم يفسره ابن الأَعرابي ولا ثعلب قال ابن سيده وعندي أَنهم إِنما قالوا حِجَل فيمن رواه بالكسر إِتباعاً لعِجَل والحَجَلة مثل القُبَّة وحَجَلة

الصفحة 787