كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

المُؤَسَّس وهو عيب في الشعر غير أَنه ربما اضطر بعضهم قال وأَحسن ما يكون ذلك إِذا كان الحرف الذي بعده مفتوحاً لأَن فتحه يغلب على فتحة الأَلف كأَنها تزال من الوَهم قال العجّاج مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَمُ مُعَلِّمٌ آيَ الهُدى مُعَلَّمُ ولو قال خاتِم بكسر التاء لم يحسن وقيل إن لغة العجاج خأْتم بالهمزة ولذلك أَجازه وهو مثل السَّأْسَم وهي شجرة جاء في قصيدة المِيسَم والسَّأْسَم وفي المحكم التأْسيس في القافية الحرف الذي قبل الدخيل وهو أَول جزء في القافية كأَلف ناصب وقيل التأْسيس في القافية هو الأَلف التي ليس بينها وبين حرف الروي إِلا حرف واحد كقوله كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيْمَة ناصِبِ فلا بد من هذه الأَلف إِلى آخر القصيدة قال ابن سيده هكذا سماء الخليل تأْسيساً جعل المصدر اسماً له وبعضهم يقول أَلف التأْسيس فإِذا كان ذلك احتمل أَن يريد الاسم والمصدر وقالوا في الجمع تأْسيسات فهذا يؤْذن بأَن التأْسيس عندهم قد أَجروه مجرى الأَسماء لأَن الجمع في المصادر ليس بكثير ولا أَصل فيكون هذا محمولاً عليه قال ورأى أَهل العروض إِنما تسمحوا بجمعه وإِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر والمصدر قلما يجمع إِلا ما قد حدّ النحويون من المحفوظ كالأَمراض والأَشغال والعقول وأَسَّسَ بالحرف جعله تأْسيساً وإِنما سمي تأْسيساً لأَنه اشتق من أُسِّ الشيء قال ابن جني أَلف التأْسيس كأَنها أَلف وأَصلها أُخذ من أُسِّ الحائط وأَساسه وذلك أَن أَلف التأْسيس لتقدّمها والعناية بها والمحافظة عليها كأَنها أُسُّ القافية اشتق
( * قوله « كأنها اس القافية اشتق إلخ » هكذا في الأصل ) من أَلف التأْسيس فأَما الفتحة قبلها فجزء منها والأَسُّ والإِسُّ والأُسُّ الإِفساد بين الناس أَسَّ بينهم يَؤُس أَسّاً ورجل أَسَّاسٌ نَمّام مفسد الأُمَويُّ إِذا كانت البقية من لحم قيل أَسَيْتُ له من اللحم أَسْياً أَي أَبْقَيْتُ له وهذا في اللحم خاصة والأُسُّ بقية الرَّماد بين الأَثافيّ والأُسُّ المُزَيِّن للكذب وإِسْ إِسْ من زجر الشاة أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً وقال بعضهم نَسّاً وأَسَّ بها زجرها وقال إِسْ إِسْ وإِسْ إِسْ زجر للغنم كإِسَّ إِسَّ وأُسْ أُسْ من رُقى الحَيَّاتِ قال الليث الرَّاقون إِذا رقَوا الحية ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه قال لها أُسْ فإِنها تخضَع له وتَلين وفي الحديث كتب عمر إِلى أَبي موسى أَسَّسْ بين الناس في وَجْهِك وعَدْلِك أَي سَوِّ بينهم قال ابن الأَثير وهو من ساس الناسَ يَسوسُهم والهمزة فيه زائدة ويروى آسِ بين الناس من المُواساة
( أسف ) الأَسَفُ المُبالغةُ في الحُزْنِ والغَضَبِ وأَسِفَ أَسَفاً فهو أَسِفٌ وأَسْفان وآسِفٌ وأَسُوفٌ وأَسِيفٌ والجمع أُسَفاء وقد أَسِفَ على ما فاتَه وتأَسَّفَ أَي تَلَهَّفَ وأَسِفَ عليه أَسَفاً أَي غَضِبَ وآسَفَه أَغْضَبَه وفي التنزيل العزيز فلما آسَفُونا انْتَقَمْنا منهم معنى آسفُونا أَغْضَبُونا وكذلك قوله عز وجل إلى قومه غَضْبانَ أَسِفاً والأَسِيفُ والآسِف الغَضْبانُ قال الأَعشى رحمه اللّه تعالى أَرَى رَجُلاً منهم أَسِيفاً كأَنَّمَا يَضُمُّ إلى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا يقول كأَنَّ يدَه قُطِعَتْ فاخْتَضَبَتْ بِدَمِها ويقال لِمَوْتِ الفَجْأَةِ أَخذةُ أَسَفٍ وقال المبرد في قول الأَعشى أَرى رجلاً منهم أَسِيفاً هو من التَّأَسُّفِ لقطع يده وقيل هو أَسيرٌ قد غُلَّت يدُه فجَرحَ الغُلُّ يَدَه قال والقولُ الأَوَّلُ هو المجتمَع عليه ابن الأَنباري أَسِفَ فلان على كذا وكذا وتأَسَّفَ وهو مُتَأَسِّفٌ على ما فاته فيه قولان أَحدهما أَن يكون المعنى حَزِن على ما فاته لأَن الأَسف عند العرب الحزن وقيل أَشدُّ الحزن وقال الضحاك في قوله تعالى إن لم يُؤمِنوا بهذا الحديث أَسَفاً معناه حُزْناً والقولُ الآخرُ أَن يكون معنى أَسِفَ على كذا وكذا أَي جَزِعَ على ما فاته وقال مجاهد أَسفاً أَي جَزَعاً وقال قتادة أَسفاً غَضَباً وقوله عز وجل يا أَسفي على يوسف أَسي يا جَزَعاه والأَسِيفُ والأَسُوفُ السريعُ الحُزْنِ الرَّقِيقُ قال وقد يكون الأَسِيفُ الغضْبانَ مع الحزن وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها أَنها قالت للنبيّ صلى اللّه عليه وسلم حين أَمر أَبا بكر بالصلاة في مرضه إن أَبا بكر رجلُ أَسِيفٌ فمَتَى ما يقُمْ مَقامَك يَغْلِبْه البكاء أَي سريعُ البكاء والحزن وقيل هو الرقيق قال أَبو عبيد الأَسِيفُ السريع الحزن والكآبة في حديث عائشة قال وهو الأَسُوفُ والأَسِيفُ قال وأَما الأَسِفُ فهو الغَضْبانُ المُتَلَهِّفُ على الشيء ومنه قوله تعالى غَضْبانَ أَسِفاً الليث الأَسَفُ في حال الحزن وفي حال الغَضَب إذا جاءك أَمرٌ ممن هو دونَك فأَنت أَسِفٌ أَي غَضْبانُ وقد آسَفَك إذا جاءك أَمر فَحَزِنْتَ له ولم تُطِقْه فأَنت أَسِفٌ أَي حزين ومُتَأَسِّفٌ أَيضاً وفي حديث مَوتُ الفَجْأَةِ راحةٌ للمُؤمِن وأَخْذةُ أَسَفٍ للكافر أَي أَخْذةُ غَضَبٍ أَو غَضْبانَ يقال أَسِفَ يأْسَفُ أَسَفاً فهو أَسِفٌ إذا غَضِبَ وفي حديث النخعي إن كانوا ليَكْرَهُون أَخْذةً كأَخْذةِ الأَسَفِ ومنه الحديث آسَفُ كما يَأْسَفُون ومنه حديث مُعاوِية بن الحكم فأَسِفْتُ عليها وقد آسَفَه وتأَسَّفَ عليه والأَسِيفُ العبد والأَجيرُ ونحو ذلك لِذُلِّهِم وبُعْدِهم والجمع كالجمع والأُنثى أَسِيفَةٌ وقيل العسِيفُ الأَجير وفي الحديث لا تقتلوا عَسِيفاً ولا أَسيفاً الأَسِيفُ الشيخ الفاني وقيل العبد وقيل الأَسير والجمع الأُسفاء وأَنشد ابن بري تَرَى صُواهُ قُيَّماً وجُلَّسا كما رأَيتَ الأُسَفاءَ البُؤَّسا

الصفحة 79