كأَنْ لم يكن بين الحَجونِ إلى الصَّفا أَنِيسٌ ولم يَسْمُر بمكَّة سامِرُ بَلى نحن كُنّا أَهلَها فأَبادَنا صُروفُ الليالي والجُدودُ العواثِرُ وفي الحديث أَنه كان على الحَجُون كَئيباً وقال ابن الأَثير الحَجُونُ الجبلُ المُشْرِف مما يَلي شِعْب الجَزَّارين بمكة وقيل هو موضع بمكة فيه اعْوِجاج قال والمشهور الأَوَّل وهو بفتح الحاء والحَوْجَنُ بالنون الوَرْدُ الأَحمر عن كراع وقد سمَّوْا حَجْناً وحُجَيْناً وحَجْناءَ وأَحْجَنَ وهو أَبو بَطْنٍ منهم ومِحْجَناً وهو مِحْجَن بن عُطارِد العَنْبَريّ شاعر معروف وذكر ابن بري في هذه الترجمة ما صورته والحَجِنُ المرأَةُ القليلةُ الطَّعْم قال الشمّاخ وقد عَرِقَتْ مَغابِنُها وجادَتْ بِدرَّتِها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ قال والقَتِينُ مثل الحَجِين أَيضاً أَراد بالحَجِن قُراداً وجعل عَرَق هذه الناقة قُوتاً له وهذا البيت بعينه ذكره الأَزهري وابن سيده في ترجمة جحن بالجيم قبل الحاء فإِما أَن يكون الشيخ ابن بري وجد له وجهاً فنقله أَو وَهم فيه
( حجا ) الحِجَا مقصور العقل والفِطْنة وأَنشد الليث للأَعشى إِذْ هِيَ مِثْلُ الغُصْنِ مَيَّالَةٌ تَرُوقُ عَيْنَيْ ذِي الحِجَا الزائِر والجمع أَحْجاءٌ قال ذو الرمة ليَوْم من الأَيَّام شَبَّهَ طُولَهُ ذَوُو الرَّأْي والأَحْجاءِ مُنْقَلِعَ الصَّخْرِ وكلمة مُحْجِيَةٌ مخالفة المعنى للفظ وهي الأُحْجِيَّةُ والأُحْجُوَّة وقد حاجَيْتُه مُحاجاةً وحِجاءً فاطَنْتُه فَحَجَوْتُه وبينهما أُحْجِيَّة يَتَحاجَوْنَ بها وأُدْعِيَّةٌ في معناها وقال الأَزهري حاجَيْتُه فَحَجَوْتُه إِذا أَلقيتَ عليه كلمة مُحْجِيَةً مخالفةَ المعنى للفظ والجَواري يَتَحاجَيْنَ وتقول الجاريةُ للأُخْرَى حُجَيَّاكِ ما كان كذا وكذا والأُحْجِيَّة اسم المُحاجاة وفي لغة أُحْجُوَّة قال الأَزهري والياء أَحسن والأُحْجِيّة والحُجَيَّا هي لُعْبة وأُغْلُوطة يَتَعاطاها الناسُ بينهم وهي من نحو قولهم أَخْرِجْ ما في يدي ولك كذا الأَزهري والحَجْوَى أَيضاً اسم المُحاجاة وقالت ابنةُ الخُسِّ قالت قالَةً أُخْتِي وحَجْوَاها لها عَقْلُ تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْلِ وما يُدْريك ما الدَّخْلُ ؟ وتقول أَنا حُجَيَّاك في هذا أَي من يُحاجِيكَ واحْتَجَى هو أَصاب ما حاجَيْتَه به قال فنَاصِيَتي وراحِلَتي ورَحْلي ونِسْعا ناقَتي لِمَنِ احْتَجَاها وهم يَتَحاجَوْنَ بكذا وهي الحَجْوَى والحُجَيَّا تصغير الحَجْوى وحُجَيَّاك ما كذا أَي أُحاجِيكَ وفلان يأْتينا بالأَحاجِي أَي بالأَغاليط وفلان لا يَحْجُو السِّرَّ أَي لا يحفظه أَبو زيد حَجا سِرَّه يَحْجُوه إِذا كتمه وفي نوادر الأَعراب لا مُحاجاةَ عندي في كذا ولا مُكافأَة أَي لا كِتْمان له ولا سَتْر عندي ويقال للراعي إِذا ضيع غنمه فتفرَّقت ما يَحْجُو فلانٌ غَنَمه ولا إِبِلَه وسِقاء لا يَحْجُو الماءَ لا يمسكه ورَاعٍ لا يَحْجُو إِبله أَي لا يحفظها والمصدر من ذلك كله الحَجْو واشتقاقه مما تقدم وقول الكميت هَجَوْتُكُمْ فَتَحَجَّوْا ما أَقُول لكم بالظّنِّ إِنكُمُ من جارَةِ الجار قال أَبو الهيثم قوله فَتَحَجَّوْا أَي تفَطَّنوا له وازْكَنُوا وقوله من جارة الجار أَراد إِن أُمَّكم ولدتكم من دبرها لا من قبلها أَراد إِن آباءكم يأْتون النساء في مَحاشِّهِنَّ قال هو من الحِجَى العقلِ والفطنة قال والدبر مؤنثة والقُبل مذكر فلذلك قال جارة الجار وفي الحديث مَن بات على ظَهر بيتٍ ليس عليهِ حَجاً فقد بَرِئَتْ منه الذِّمّة هكذا رواه الخطَّابي في مَعالِمِ السُّنن وقال إِنه يروى بكسر الحاء وفتحها ومعناه فيهما معنى السِّتر فمن قال بالكسر شبهه بالحجى العقل لأَنه يمنع الإِنسان من الفساد ويحفظه من التعرض للهلاك فشبه الستر الذي يكون على السطح المانع للإنسان من التردِّي والسقوط بالعقل المانع له من أَفعال السوء المؤدّبة إِلى التردّي ومن رواه بالفتح فقد ذهب إِلى الناحية والطرف وأَحْجاء الشيء نواحيه واحدها حَجاً وفي حديث المسأَلة حتى يقولَ ثلاثةٌ من ذَوِي الحِجَى قد أَصابَتْ فلاناً فاقةٌ فحَلَّت له المسأَلة أَي من ذوي العقل والحَجا الناحية وأَحْجاءُ البلادِ نَواحيها وأَطرافُها قال ابن مُقْبل لا تُحْرِزُ المَرْءَ أَحْجاءُ البلادِ ولا تُبْنَى له في السماواتِ السلالِيمُ ويروى أَعْناءُ وحَجا الشيء حَرْفُه قال وكأَنَّ نَخْلاً في مُطَيْطةَ ثاوِياً والكِمْعُ بَيْنَ قَرارِها وحَجاها ونسب ابن بري هذا البيت لابن الرِّقَاع مستشهداً به على قوله والحَجَا ما أَشرف من الأَرض وحَجا الوادي مُنْعَرَجُهُ والحَجا الملجأُ وقيل الجانب والجمع أَحجاء اللحياني ما له مَلْجأ ولا مَحْجَى بمعنى واحد قال أَبو زيد إِنه لَحَجِيٌّ إِلى بني فلان أَي لاجئٌ إِليهم وتحجَّيت الشيءَ تعمَّدته قال ذو الرمة فجاءت بأَغْباش تَحَجَّى شَرِيعَةً تِلاداً عليها رَمْيُها واحْتِبالُها قال تحَجَّى تَقْصِدُ حَجاهُ وهذا البيت