أَو القذف أَو تعاطى السرقة قال الأَزهري فَحُدود الله عز وجل ضربان ضرب منها حُدود حَدَّها للناس في مطاعمهم ومشاربهم ومناكحهم وغيرها مما أَحل وحرم وأَمر بالانتهاء عما نهى عنه منها ونهى عن تعدّيها والضرب الثاني عقوبات جعلت لمن ركب ما نهى عنه كحد السارق وهو قطع يمينه في ربع ديناءِ فصاعداً وكحد الزاني البكر وهو جلد مائة وتغريب عام وكحدّ المحصن إِذا زنى وهو الرجم وكحد القاذف وهو ثمانون جلدة سميت حدوداً لأَنها تَحُدّ أَي تمنع من إِتيان ما جعلت عقوبات فيها وسميت الأُولى حدوداً لأَنها نهايات نهى الله عن تعدّيها قال ابن الأَثير وفي الحديث ذكر الحَدِّ والحدُود في غير موضع وهي محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب وأَصل الحَدِّ المنع والفصل بين الشيئين فكأَنَّ حُدودَ الشرع فَصَلَت بين الحلال والحرام فمنها ما لا يقرب كالفواحش المحرمة ومنه قوله تعالى تلك حدود الله فلا تقربوها ومنه ما لا يتعدى كالمواريث المعينة وتزويج الأَربع ومنه قوله تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها ومنها الحديث إِني أَصبحت حدّاً فأَقمه عليّ أَي أَصبت ذنباً أَوجب عليّ حدّاً أَي عقوبة وفي حديث أَبي العالية إِن اللَّمَمَ ما بين الحَدَّيْن حَدِّ الدنيا وحَدِّ الآخرة يريد بِحِدِّ الدنيا ما تجب فيه الحُدود المكتوبة كالسرقة والزنا والقذف ويريد بِحَدِّ الآخرة ما أَوعد الله تعالى عليه العذاب كالقتل وعقوق الوالدين وأَكل الربا فأَراد أَن اللمم من الذنوب ما كان بين هذين مما لم يُوجِبْ عليه حدّاً في الدنيا ولا تعذيباً في الآخرة وما لي عن هذا الأَمر حَدَدٌ أَي بُدٌّ والحديد هذا الجوهر المعروف لأَنه منيع القطعة منه حديدة والجمع حدائد وحَدائدات جمع الجمع قال الأَحمر في نعت الخيل وهن يَعْلُكْن حَدائِداتها ويقال ضربه بحديدة في يده والحدّاد معالج الحديد وقوله إِنِّي وإِيَّاكمُ حتى نُبِيءَ بهِ مِنْكُمُ ثمانَيةً في ثَوْبِ حَدَّادِ أَي نغزوكم في ثياب الحَديد أَي في الدروع فإِما أَن يكون جعل الحدّاد هنا صانع الحديد لأَن الزرّاد حَدّادٌ وإِما أَن يكون كَنَى بالحَدَّادِ عن الجوهر الذي هو الحديد من حيث كان صانعاً له والاسِتحْداد الاحتلاق بالحديد وحَدُّ السكين وغيرها معروف وجمعه حُدودٌ وحَدَّ السيفَ والسِّكِّينَ وكلَّ كليلٍ يَحُدُّها حدّاً وأَحَدَّها إِحْداداً وحَدَّدها شَحَذَها ومَسَحها بحجر أَو مِبْرَدٍ وحَدَّده فهو مُحدَّد مثله قال اللحياني الكلام أَحدَّها بالأَلف وقد حَدَّثْ تَحِدُّ حِدَّةً واحتَدَّتْ وسكين حديدة وحُدادٌ وحَديدٌ بغير هاء من سكاكين حَديداتٍ وحَدائدَ وحِدادٍ وقوله يا لَكَ من تَمْرٍ ومن شِيشاءِ يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللَّهاءِ أَنْشَبَ من مآشِرٍ حِداءِ فإِنه أَراد حِداد فأَبدل الحرف الثاني وبينهما الأَلف حاجزة ولم يكن ذلك واجباً وإِنما غير استحساناً فساغ ذلك فيه وإِنها لَبَيِّنَةُ الحَدِّ وحَدَّ نابُهُ يَحِدُّ حِدَّة ونابٌ حديدٌ وحديدةٌ كما تقدّم في السكين ولم يسمع فيها حُدادٌ وحَدّ السيفُ يَحِدُّ حِدَّة واحتدّ فهو حادّ حديدٌ وأَحددته وسيوفٌ حِدادٌ وأَلْسِنَةٌ حِدادٌ وحكى أَبو عمرو سيفٌ حُدّادٌ بالضم والتشديد مثل أَمر كُبَّار وتحديدُ الشَّفْرة وإِحْدادُها واسِتحْدادُها بمعنى ورجل حَديدٌ وحُدادٌ من قوم أَحِدَّاءَ وَأَحِدَّةٍ وحِدادٍ يكون في اللَّسَنِ والفَهم والغضب والفعل من ذلك كله حَدَّ يَحِدُّ حِدّةً وإِنه لَبَيِّنُ الحَدِّ أَيضاً كالسكين وحَدَّ عليه يَحدُّ حَدَداً واحْتَدَّ فهو مُحْتَدٌّ واستَحَدَّ غَضِبَ وحاددته أَي عاصيته وحادَّه غاصبه مثل شاقَّه وكأَن اشتقاقه من الحدِّ الذي هو الحَيّزُ والناحية كأَنه صار في الحدّ الذي فيه عدوّه كما أَن قولهم شاقَّه صار في الشّق الذي فيه عدوّه وفي التهذيب استحَدَّ الرجلُ واحْتَدَّ حِدَّةً فهو حديد قال الأَزهري والمسموع في حِدَّةِ الرَّجلِ وطَيْشِهِ احْتَدَّ قال ولم أَسمع فيه استَحَدَّ إِنما يقال استحدّ واستعان إِذا حلق عانته قال الجوهري والحِدَّةُ ما يعتري الإِنسان من النَّزقِ والغضب تقول حَدَدْتُ على الرجل أَحِدُّ حِدَّةً وحَدّاً عن الكسائي يقال في فلان حِدَّةٌ وفي الحديث الحِدَّةُ تعتري خيار أُمتي الحِدَّةُ كالنشاط والسُّرعة في الأُمور والمَضاءة فيها مأْخوذ من حَدِّ السيف والمراد بالحِدَّةِ ههنا المَضاءُ في الدين والصَّلابة والمَقْصِدُ إِلى الخير ومنه حديث عمر كنت أُداري من أَبي بكر بعضَ الحَدِّ الحَدُّ والحِدَّةُ سواء من الغضب وبعضهم يرويه بالجيم من الجِدِّ ضِدِّ الهزل ويجوز أَن يكون بالفتح من الحظ والاستحدادُ حلقُ شعر العانة وفي حديث خُبيبٍ أَنه استعار موسى استحدّ بها لأَنه كان أَسيراً عندهم وأَرادوا قتله فاستَحَدَّ لئلا يظهر شعر عانته عند قتله وفي الحديث الذي جاء في عَشْرٍ من السُّنَّةِ الاستحدادُ من العشر وهو حلق العانة بالحديد ومنه الحديث حين قدم من سفر فأَراد الناس أَن يطرقوا النساء ليلاً فقال أَمْهِلوا كي تَمْتَشِذَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ أَي تحلق عانتها قال أَبو عبيد وهو استفعال من الحديدة يعني الاستحلاف بها استعمله على طريق