الكناية والتورية الأَصمعي استحدَّ الرجلُ إِذا أَحَدَّ شَفْرته بحديدة وغيرها ورائحة حادَّةٌ ذَكِيَّةً على المثل وناقة حديدةُ الجِرَّةِ توجد لِجِرَّتها ريح حادّة وذلك مما يُحْمَدُ وَحَدُّ كل شيء طَرَفُ شَبَاتِهِ كَحَدِّ السكين والسيف والسّنان والسهم وقيل الحَدُّ من كل ذلك ما رق من شَفْرَتِهِ والجمع حُدُودٌ وحَدُّ الخمر والشراب صَلابَتُها قال الأَعشى وكأْسٍ كعين الديك باكَرْت حَدَّها بِفتْيانِ صِدْقٍ والنواقيسُ تُضْرَبُ وحَدُّ الرجُل بأْسُه ونفاذُهُ في نَجْدَتِهِ يقال إِنه لذو حَدٍّ وقال العجاج أَم كيف حدّ مطر الفطيم وحَدَّ بَصَرَه إِليه يَحُدُّه وأَحَدَّه الأُولى عن اللحياني كلاهما حَدَّقَهُ إِليه ورماه به ورجل حديد الناظر على المثل لا يهتم بريبة فيكون عليه غَضاضَةٌ فيها فيكون كما قال تعالى ينظرون من طرف خفيّ وكما قال جرير فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنك من نُمَيْرٍ قال ابن سيده هذا قول الفارسي وحَدَّدَ الزرعُ تأَخر خروجه لتأَخر المطر ثم خرج ولم يَشْعَبْ والحَدُّ المَنْعُ وحدَّ الرجلَ عن الأَمر يَحُدُّه حَدّاً منعه وحبسه تقول حَدَدْتُ فلاناً عن الشر أَي منعته ومنه قول النابغة إِلاَّ سُلَيْمانَ إِذْ قال الإِلهُ لَهُ قُمْ في البرية فاحْدُدْها عن الفَنَدِ والْحَدَّادُ البَوَّابُ والسَّجَّانُ لأَنهما يمنعان من فيه أَن يخرج قال الشاعر يقول ليَ الحَدَّادُ وهو يقودني إِلى السجن لا تَفْزَعْ فما بك من باس قال ابن سيده كذا الرواية بغير همز باس على أَن بعده ويترك عُذْري وهو أَضحى من الشمس وكان الحكم على هذا أَن يهمز بأْساً لكنه خفف تخفيفاً في قوّة فما بك من بأْس ولو قلبه قلباً حتى يكون كرجل ماش لم يجز مع قوله وهو أَضحى من الشمس لأَنه كان يكون أَحد البيتين بردف وهو أَلف باس والثاني بغير ردف وهذا غير معروف ويقال للسجان حَدَّادٌ لأَنه يمنع من الخروج أَو لأَنه يعالج الحديد من القيود وفي حديث أَبي جهل لما قال في خزَنة النار وهم تسعة عشر ما قال قال له الصحابة تقيس الملايكة بالْحَدَّادين يعني السجانين لأَنهم يمنعون المُحْبَسينَ من الخروج ويجوز أَن يكون أَراد به صُنَّاع الحديد لأَنهم من أَوسخ الصُّنَّاع ثوباً وبدناً وأَما قول الأَعشى يصف الخمر والخَمَّار فَقُمْنَا ولمَّا يَصِحْ ديكُنا إِلى جُونَةٍ عند حَدَّادِها فإِنه سمى الخَمَّار حَدَّاداً وذلك لمنعه إِياها وحفظه لها وإِمساكه لها حتى يُبْدَلَ له ثمنها الذي يرضيه والجونة الخابية وهذا أَمر حَدَدٌ أَي منيع حرام لا يحل ارتكابه وحُدَّ الإِنسانُ مُنِعَ من الظفَر وكلُّ محروم محدودٌ ودون ما سأَلت عنه حَدَدٌ أَي مَنْعٌ ولا حَدَدَ عنه أَي لا مَنْعَ ولا دَفْعَ قال زيد بن عمرو بن نفيل لا تَعْبُدُنّ إِلهاً غيرَ خالقكم وإِن دُعِيتُمْ فقولوا دونَهُ حَدَدُ أَي مَنْعٌ وأَما قوله تعالى فبصرك اليوم حديد قال أَي لسان الميزان ويقال فبصرك اليوم حديد أَي فرأْيك اليوم نافذ وقال شمر يقال للمرأَة الحَدَّادَةُ وحَدَّ الله عنا شر فلان حَدّاً كفه وصرفه قال حِدَادِ دون شرها حِدادِ حداد في معنى حَدَّه وقول معقل بن خويلد الهذلي عُصَيْمٌ وعبدُ الله والمرءُ جابرٌ وحُدِّي حَدادِ شَرَّ أَجنحةِ الرَّخَم أَراد اصرفي عنا شر أَجنحة الرخم يصفه بالضعف واستدفاع شر أَجنحة الرخم على ما هي عليه من الضعف وقيل معناه أَبطئي شيئاً يهزأُ منه وسماه بالجملة والحَدُّ الصرف عن الشيء من الخير والشر والمحدود الممنوع من الخير وغيره وكل مصروف عن خير أَو شر محدود وما لك عن ذلك حَدَدٌ ومَحْتَدٌ أَي مَصْرَفٌ ومَعْدَلٌ أَبو زيد يقال ما لي منه بُدُّ ولا محتد ولا مُلْتَدٌّ أَي ما لي منه بُدٌّ وما أَجد منه مَحتداً ولا مُلْتَدّاً أَي بُدٌّاً الليث والحُدُّ الرجلُ المحدودُ عن الخير ورجل محدود عن الخير مصروف قال الأَزهري المحدود المحروم قال لم أَسمع فيه رجل حُدٌّ لغير الليث وهو مثل قولهم رجل جُدٌّ إِذا كان مجدوداً ويدعى على الرجل فيقال اللهم احْدُدْهُ أَي لا توقفه لإِصابة وفي الأَزهري تقول للرامي اللهم احْدُدْهُ أَي لا توقفه للإِصابة وأَمر حَدَدٌ ممتنع باطل وكذلك دعوة حَدَدٌ وأَمر حَدَدٌ لا يحل أَن يُرْتَكَبَ أَبو عمرو الحُدَّةُ العُصبةُ وقال أَبو زيد تَحَدَّدَ بهم أَي تَحَرَّشَ ودعوةٌ حَدَدٌ أَي باطلة والحِدادُ ثياب المآتم السُّود والحادُّ والمُحِدُّ من النساء التي تترك الزينة والطيب وقال ابن دريد هي المرأَة التي تترك الزينة والطيب بعد زوجها للعدة حَدَّتْ تَحِدُّ وتَحُدُّ حدّاً وحِداداً وهو تَسَلُّبُها على زوجها وأَحَدَّتْ وأَبى الأَصمعي إِلا أَحَدَّتْ تُحِدُّ وهي مُحِدٌّ ولم يَعْرِفْ حَدَّتْ والحِدادُ تركُها ذلك وفي الحديث لا تُحِدُّ المرأَةُ فوق ثلاث ولا تُحِدُّ إِلاَّ على زوج وفي الحديث لا يحل لأَحد أَن يُحِدَّ على ميت أَكثر من ثلاثة أَيام