أَكيلكم بالسيف كيل السندره أَضرب بالسيف رقاب الكفره وقال أَراد بقوله « أَنا الذي سمتني أُمي الحيدره » أَنا الذي سمتني أُمي أَسداً فلم يمكنه ذكر الأَسد لأَجل القافية فعبر بحيدرة لأَن أُمه لم تسمه حيدرة وإِنما سمته أَسداً باسم أَبيها لأَنها فاطمة بنت أَسد وكان أَبو طالب غائباً حين ولدته وسمته أَسداً فلما قدم كره أَسداً وسماه عليّاً فلما رجز عليّ هذا الرجز يوم خيبر سمى نفسه بما سمته به أُمه قلت وهذا العذر من ابن بري لا يتم له إِلاَّ إِن كان الرجز أَكثر من هذه الأَبيات ولم يكن أَيضاً ابتدأَ بقوله « أَنا الذي سمتني أُمي الحيدرة » وإِلاَّ فإِذا كان هذا البيت ابتداء الرجز وكان كثيراً أَو قليلاً كان رضي الله عنه مخيراً في إِطلاق القوافي على أَي حرف شاء مما يستقيم الوزن له به كقوله « أَنا الذي سمتني أُمي الأَسدا » أَو أَسداً وله في هذه القافية مجال واسع فنطقه بهذا الاسم على هذه القافية من غير قافية تقدمت يجب اتباعها ولا ضرورة صرفته إِليه مما يدل على أَنه سمي حيدرة وقد قال ابن الأَثير وقيل بل سمته أُمه حيدرة والقَصَرَة أَصل العنق قال وذكر أَبو عمرو المطرز أَن السندرة اسم امرأَة وقال ابن قتيبة في تفسير الحديث السندرة شجرة يعمل منها القِسِيُّ والنَّبْلُ فيحتمل أَن تكون السندرة مكيالاً يتخذ من هذه الشجرة كما سمي القوس نَبْعَةً باسم الشجرة ويحتمل أَن تكون السندرة امرأَة كانت تكيل كيلاً وافياً وحَيْدَرٌ وحَيْدَرَةُ اسمان والحُوَيْدُرَة اسم شاعر وربما قالوا الحادرة والحادُورُ القُرْطُ في الأُذن وجمعه حَوادِير قال أَبو النجم العجلي يصف امرأَة خِدَبَّةُ الخَلْقِ على تَخْصِيرها بائِنَةُ المَنْكِبِ مِنْ حادُورِها أَراد أَنها ليست بِوَقْصاء أَي بعيدة المنكب من القُرْط لطول عنقها ولو كانت وقصاء لكانت قريبة المنكب منه وخِدَبَّةُ الخلق على تحصيرها أَي عظيمة العجز على دقة خصرها يَزِينُها أَزْهَرُ في سُفُورِها فَضَّلَها الخالِقُ في تَصْوِيرِها الأَزهر الوجه ورَغِيفٌ حادِرٌ أَي تامٌّ وقيل هو الغليظ الحروف وأَنشد كَأَنَّكِ حادِرَةُ المَنْكِبَيْ نِ رَصْعاءُ تَسْتَنُّ في حائِرِ يعني ضفدعة ممتلئة المنكبين الأَزهري وروي عبدالله بن مسعود أَنه قرأَ قول الله عز وجل وإِنا لجميع حاذرون بالدال وقال مُؤْدُونَ في الكُراعِ والسِّلاح قال الأَزهري والقراءة بالذال لا غير والدال شاذة لا تجوز عندي القراءة بها وقرأَ عاصم وسائر القراء بالذال ورجل حَدْرَدٌ مستعجل والحَيْدارُ من الحصى ما صَلُبَ واكتنز ومنه قول تميم بن أَبي مقبل يَرْمِي النِّجادَ بِحَيْدارِ الحَصى قُمَزاً في مِشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفانِينَا وقال أَبو زيد رماه الله بالحَيْدَرَةِ أَي بالهَلَكَةِ وحَيٌّ ذو حَدُورَةٍ أَي ذو اجتماع وكثرة وروى الأَزهري عن المُؤَرِّج يقال حَدَرُوا حوله ويَحْدُرُون به إِذا أَطافوا به قال الأَخطل ونَفْسُ المَرْءِ تَرْصُدُها المَنَايا وتَحْدُرُ حَوْلَه حتى يُصارَا الأَزهري قال الليث امرأَة حَدْراءُ ورجل أَحدر قال الفرزدق عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفُ وأَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنتَ تَعْرِفُ قال وقال بعضهم الحدراء في نعت الفرس في حسنها خاصة وفي الحديث أَن أُبيّ بن خلف كان على بعير له وهو يقول يا حَدْرَاها يريد هل رأَى أَحد مثل هذا ؟ قال ويجوز أَن يريد يا حَدْراءَ الإِبل فقصر وهي تأْنيث الأَحدر وهو الممتلئ الفخذ والعجز الدقيق الأَعلى وأَراد بالبعير ههنا الناقة وهو يقع على الذكر والأُنثى كالإِنسان وتَحَدُّرُ الشيء إِقبالهُ وقد تَحَدَّرَ تَحَدُّراً قال الجعدي فلما ارْعَوَتْ في السَّيْرِ قَضَّيْنَ سَيْرَها تَحَدُّرَ أَحْوَى يَرْكَبُ الدّرَّ مُظْلِم الأَحوى الليل وتحدّره إِقباله وارعوت أَي كفت وفي ترجمة قلع الانحدار والتقلع قريب بعضه من بعض أَرد أَنه كان يستعمل التثبيت ولا يبين منه في هذه الحال استعجال ومبادرة شديدة وحَدْراءُ اسم امرأَة
( حدرج ) الحُدْرُجُ والحُدْرُوجُ والمُحَدْرَجُ كله الأَمْلَسُ والمُحَدْرَجُ المفتول ووتَرٌ مُحَدْرَجُ المَسِّ شُدَّ فَتْلُه ابن شميل هو الجَيِّدُ الغارة المُسْتَوي وسَوْطٌ مُحَدْرَجٌ مُغَارٌ وحَدْرَجَه أَي فَتَلَهُ وأَحكمه قال الفرزدق أَخافُ زِياداً أَن يكونَ عطاؤُهُ أَدَاهِمَ سُوداً أَو مُحَدْرَجَةً سُمْرا يعني بالأَداهِم القيودَ وبالمُحَدْرَجَةِ السياطَ وقول القُحَيْفِ العُقَيْليّ صَبَحْناها السِّيَاطَ مُحَدْرَجاتٍ فَعَزَّتْها الضَّلِيعَةُ والضَّلِيعُ يجوز أَن تكون المُلْسَ ويجوز أَن تكون المفتولة وبالمفتولة فسرها ابن الأَعرابي وحَدْرَجَ الشيءً دَحْرَجَه والحِدْرِجانُ بالكسر القصير مَثَّل به سيبويه وفسره السيرافي وحِدْرِجانُ اسم عن السيرافيّ خاصة التهذيب أَنشَدَ الأَصمعِي لِهمْيان أَزامِجاً وزَجَلاً هُزامِجَا يَخْرُجُ مِنْ أَجْوافِها هَزالِجَا تَدْعُو بِذاكَ الدَّجَجَانَ الدَّارِجا