إِذا أَتَى مَعْرَكاً منها تعرّفُه ... مُحْرَنْبِياً عَلَّمَتْه المَوْتَ فانْقَفَلا
قال المُحْرَنْبِي المُضْمِر على داهيةٍ في ذاتِ نَفْسِه ومثل للعرب ترَكْته مُحْرَنْبِياً لِيَنْباق وقوله عَلَّمَتْه يعني الكِلابَ علَّمتِ الثَّورَ كيف يَقْتُلُ ومعنى عَلَّمَتْه جَرَّأَتْه على المَثَلِ لَمَّا قَتَلَ واحِداً بعد واحد اجْتَرَأَ على قَتْلِها انْقَفَلَ أَي مَضَى لِما هُوَ فيه وانْقَفَل الغُزاةُ إِذا رَجَعُوا
( حربث ) الحُثْرُبُ والحُرْبُثُ بالضم نبت وفي المحكم نَبات سُهْلِيٌّ وقيل لا يَنْبُتُ إِلا في جَلَدٍ وهو أَسود وزَهْرته بيضاء وهو يتَسَطَّحُ قُضْباناً أَنشد ابن الأَعرابي غَرَّكَ مِنِّي شَعَثِي ولَبَثِي ولِمَمٌ حَوْلَكَ مِثْلُ الحُرْبُثِ قال شَبَّه لِمَمَ الصِّبيانِ في سَوادها بالحُرْبُث والحُرْبُثُ بقلة نحو الأَيْهُقانِ صَفراء غَبْرَاء تُعْجِبُ المالَ وهي من نَبات السَّهْل وقال أَبو حنيفة الحُرْبُث نبت يَنْبَسِطُ على الأَرض له وَرَق طوالٌ وبين ذلك الطُّوَال وَرَقٌ صغارٌ وقال أَبو زياد الحُرْبُثُ عُشْبٌ من أَحْرار البَقل الأَزهري الحُرْبُثُ من أَطْيَب المراعي ويقال أَطْيَبُ الغَنم لبناً ما أَكلَ الحُرْبُثُ والسَّعْدانَ ( حربج ) إِبِلٌ حَرَابِجُ ضِخَامٌ وبعير حُرْبُجٌ ( حربس ) أَرض حَرْبَسِيسٌ صُلْبَة كعَرْبَسيس ( حربش ) أَفْعى حِرْبِشٌ وحِرْبيشٌ كثيرة السّمّ خَشِنة المسّ شديدة صوتِ الجسدِ إِذا حَكَّت بعضها ببعض مُتَحَرِّشة والحِرْبِيش حية كالأَفعى ذاتُ قَرْنَين قال رؤبة غَضْبى كأَفعى الرِّمْثة الحِرْبِيش ابن الأَعرابي هي الخَشْناء في صوتِ مشيها الأَزهري الحِرْبِش والحِرْبِشة الأَفعى وربما شدَّدُوا فقالوا حِرِبِّش وحِرِبِّشة أَبو خيرة من الأَفاعي الحِرْفش والحَرافش وقد يقول بعضُ العرب الحِرْبِش قال ومن ثم قالوا هل بلد الحِرْبِشِ إِلاَّ حِرْبِشا ؟ ( حربص ) حَرْبَصَ الأَرضَ أَرْسلَ فيها الماءَ ويقال ما عليه حَرْبَصِيصةٌ ولا خَرْبَصِيصةٌ بالحاء والخاء أَي شيء من الحليّ قال أَبو عبيد والذي سمعناه خَرْبَصِيصة بالخاء عن أَبي زيد والأَصمعي ولم يعرف أَبو الهيثم بالحاء ( حربق ) حَرْبَقَ عمله أفسده ( حرث ) الحَرْثُ والحِراثَةُ العَمل في الأَرض زَرْعاً كان أَو غَرْساً وقد يكون الحَرْثُ نفسَ الزَّرْع وبه فَسَّر الزجاجُ قوله تعالى أَصابت حَرْثَ قوم ظَلَمُوا أَنْفُسَهم فأَهْلَكَتْه حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثاً الأَزهري الحَرْثُ قَذْفُكَ الحَبَّ في الأَرض لازْدِراعٍ والحَرْثُ الزَّرْع والحَرَّاثُ الزَّرَّاعُ وقد حَرَث واحْتَرثَ مثل زَرَعَ وازْدَرَع والحَرْثُ الكَسْبُ والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر وهو أَيضاً الاحْتِراثُ وفي الحديث أَصْدَقُ الأَسماءِ الحارِثُ لأَن الحارِثَ هو الكاسِبُ واحْتَرَثَ المالَ كَسَبه والإِنسانُ لا يخلو من الكَسْب طبعاً واخْتياراً الأَزهري والاحْتِراثُ كَسْبُ المال قال الشاعر يخاطب ذئباً ومن يَحْتَرِثْ حَرْثي وحَرْثَكَ يُهْزَلِ والحَرْثُ العَمَلُ للدنيا والآخرة وفي الحديث احْرُثْ لدُنْياك كأَنك تَعيش أَبداً واعْمل لآخرتك كأَنك تَموتُ غَداً أَي اعْمَلْ لدُنْياك فخالَفَ بين اللفظين قال ابن الأَثير والظاهر من لفظ هذا الحديث أَمّا في الدنيا فالحَثُّ على عمارتها وبقاء الناس فيها حتى يَسْكُنَ فيها ويَنْتَفِع بها من يجيءُ بعدك كما انْتَفَعْتَ أَنتَ بعمل مَن ان قبلك وسَكَنْتَ فيما عَمَر فإِن الإِنسان إِذا عَلِمَ أَنه يَطُول عُمْرُه أَحْكَم ما يَعْمله وحَرَصَ على ما يَكْتَسبه وأَما في