كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

وأَسا بينهم أَسْواً أَصْلَح ويقال أَسَوْتُ الجُرْحَ فأَنا آسُوه أَسْواً إذا داويته وأَصلحته وقال المُؤَرِّج كان جَزْءُ بن الحرث من حكماء العرب وكان يقال له المُؤَسِّي لأَنه كان يُؤَسِّي بين الناس أَي يُصْلِح بينهم ويَعْدِل وأَسِيتُ عليه أَسىً حَزِنْت وأَسِيَ على مصيبته بالكسر يأْسى أَسً مقصور إذا حَزِن ورجل آسٍ وأَسْيانُ حزين ورجل أَسْوان حزين وأَتْبَعوه فقالوا أَسْوان أَتْوان وأَنشد الأَصمعي لرجل من الهُذَلِيِّين ماذا هُنالِكَ من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ وساهِفٍ ثَمِل في صَعْدةٍ حِطَمِ وقال آخر أَسْوانُ أَنْتَ لأَنَّ الحَيَّ مَوْعِدُهم أُسْوانُ كلُّ عَذابٍ دُونَ عَيْذاب وفي حديث أُبيّ بن كعب والله ما عَلَيْهِم آسى ولكن آسى على مَنْ أَضَلُّوا الأَسى مفتوحاً مقصوراً الحُزْن وهو آسٍ وامرأَة آسِيةٌ وأَسْيا والجمع أَسْيانون وأَسْيانات
( * قوله « وأسيانات » كذا في الأصل وهو جمع اسيانة ولم يذكره وقد ذكره في القاموس ) وأَسْيَيات وأَسايا وأَسِيتُ لفلان أَي حَزِنْت له وسَآني الشيءُ حَزَنَني حكاه يعقوب في المقلوب وأَنشد بيت الحرث ابن خالد المخزومي مرَّ الحُمُولُ فما سَأَوْنَك نَقْرةً ولقد أَراكَ تُساءُ بالأَظْعان والأُسْوَةُ والإسْوَةُ القُدْوة ويقال ائتَسِ به أي اقتدَ به وكُنْ مثله الليث فلان يَأْتَسِي بفلان أَي يرضى لنفسه ما رضيه ويَقْتَدِي به وكان في مثل حاله والقوم أُسْوةٌ في هذا الأَمر أَي حالُهم فيه واحدة والتَّأَسِّي في الأُمور الأُسْوة وكذلك المُؤَاساة والتَّأْسِية التعزية أسَّيْته تأْسِيةً أَي عَزَّيته وأَسَّاه فَتَأَسَّى عَزَّاه فتَعزَّى وتَأَسَّى به أَي تعزَّى به وقال الهروي تَأَسّى به اتبع فعله واقتدى به ويقال أَسَوْتُ فلاناً بفلان إذا جَعَلْته أُسْوته ومنه قول عمر رضي الله عنه لأَبي موسى آسِ بين الناس في وَجْهك ومَجْلِسك وعَدْلِك أَي سَوِّ بَينَهم واجْعل كل واحد منهم إسْوة خَصْمه وتآسَوْا أَي آسَى بعضُهم بعضاً قال الشاعر وإنَّ الأُلَى بالطَّفِّ من آلِ هاشمٍ تَأَسَوْا فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِيا قال ابن بري وهذا البيت تَمَثَّل به مُصْعَب يوم قُتِل وتَآسَوْا فيه من المُؤَاساة كما ذكر الجوهري لا من التَّأَسِّي كما ذكر المبرد فقال تآسَوْا بمعنى تَأَسَّوْا وتَأَسّوْا بمعنى تَعَزَّوا ولي في فلان أُسْوة وإسْوة أَي قُدْوَة وقد تكرر ذكر الأُسْوة والإسْوة والمُواساة في الحديث وهو بكسر الهمزة وضمها القُدْوة والمُواساة المشاركة والمُساهَمة في المعاش والرزق وأَصلها الهمزة فقلبت واواً تخفيفاً وفي حديث الحُدَيْبِيةَ إن المشركين وَاسَوْنا للصُّلْح جاء على التخفيف وعلى الأَصل جاء الحديث الآخر ما أَحَدٌ عندي أَعْظَمُ يَداً من أَبي بكر آساني بنفسه وماله وفي حديث عليّ عليه السلام آسِ بَيْنَهم في اللَّحْظَة والنَّظْرة وآسَيْت فلاناً بمصيبته إذا عَزَّيته وذلك إذا ضَربْت له الأُسَا وهو أَن تقول له مالَك تَحْزَن وفلان إسْوَتُك أَي أَصابه ما أَصابك فصَبَر فَتأَسَّ به وواحد الأُسَا والإسَا أُسْوَة وإسْوة وهو إسْوَتُك أَي أَنت مثله وهو مثلك وأْتَسَى به جَعَله أُسْوة وفي المثل لا تَأْتَسِ بمن ليس لك بأُسْوة وأَسْوَيْته جعلت له أُسْوة عن ابن الأَعرابي فإن كان أَسْوَيْت من الأُسْوة كما زعم فوزنه فَعْلَيْتُ كَدَرْبَيْتُ وجَعْبَيْتُ وآساهُ بمالِه أنالَه منه وجَعَله فيه أُسْوة وقيل لا يكون ذلك منه إلا من كَفافٍ فإن كان من فَضْلةٍ فليس بمؤَاساة قال أَبو بكر في قولهم ما يؤَاسِي فلان فلاناً فيه ثلاثة أَقوال قال المفضل بن محمد معناه ما يُشارِك فلان فلاناً والمؤَاساة المشاركة وأَنشد فإنْ يَكُ عَبْدُ الله آسَى ابْنَ أُمِّه وآبَ بأَسْلابِ الكَمِيِّ المُغاوِر وقال المُؤَرِّج ما يُؤَاسِيه ما يُصِيبه بخير من قول العرب آسِ فلاناً بخير أَي أَصِبْه وقيل ما يُؤَاسيه من مَوَدَّته ولا قرابته شيئاً مأْخوذ من الأَوْسِ وهو العَوْض قال وكان في الأَصل ما يُؤَاوِسُه فقدَّموا السين وهي لام الفعل وأَخروا الواو وهي عين الفعل فصار يؤَاسِوهُ فصارت الواو ياء لتحركها وإنكسار ما قبلها وهذا من المقلوب قال ويجوز أَن يكون غير مقلوب فيكون يُفاعِل من أَسَوْت الجُرْح وروى المنذري عن أَبي طالب أَنه قال في المؤاساة واشتقاقها إن فيها قولين أَحدهما أَنها من آسَى يُؤاسِي من الأُسْوة وهي القُدْوة وقيل إنها من أَساه يَأْسُوه إذا عالجه وداواه وقيل إنها من آسَ يَؤُوس إذا عاض فأَخَّر الهمزة ولَيَّنهاولكلٍّ مقال ويقال هو يؤاسِي في ماله أَي يساوِي ويقال رَحِم اللهُ رَجُلاً أَعْطى من فَضْلٍ وآسَى من كَفافٍ من هذا الجوهري آسَيْتُه بمالي مُؤاساةً أَي جعلته أُسْوتي فيه وواسَيْتُه لغة ضعيفة والأُسْوة والإسْوة بالضم والكسر لغتان وهو ما يَأْتَسِي به الحَزينُ أَي يَتَعَزَّى به وجمعها أُساً وإساً وأَنشد ابن بري لحُرَيْث بن زيد الخيل ولَوْلا الأُسِى ما عِشتُ في الناس ساعة ولكِنْ إذا ما شئْتُ جاوَبَني مِثْلي ثم سُمِّي الصبر أُساً وَأْتَسَى به أَي اقتدى به ويقال لا تَأْتَسِ بمن ليس لك بأُسْوة أَي لا تقتد بمن ليس لك بقدوة والآَسِيَة البناء المُحْكَم والآسِيَة الدِّعامة والسارية والجمع الأَواسِي قال النابغة فإنْ تَكُ قَدْ وَدَّعْتَ غيرَ مُذَمَّمٍ أَواسِيَ مُلْكٍ أَثْبَتَتها الأَوائلُ قال ابن بري وقد تشدّد أَواسِيّ للأَساطين فيكون جمعاً لآسِيٍّ ووزنه فاعُولٌ مثل آرِيٍّ وأوارِيّ قال الشاعر فَشَيَّدَ آسِيّاً فيا حُسْنَ ما عَمَر قال ولا يجوز أَن يكون آسِيٌّ فاعِيلاً لأَنه لم يأْت منه غير آمِين وفي حديث ابن مسعود يُوشِك أَن تَرْمِيَ الأَرضُ بأَفلاذ كبدها أَمثال الأَواسِي هي السَّواري والأَساطينُ وقيل هي الأَصل واحدتها آسِيَة لأَنها

الصفحة 83