كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

شقَّه وخرقه بالدَّقّ وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي الحَرْصةُ والشَّقْفة والرَّعْلة والسَّلْعَة الشّجَّة والحَريصةُ والحارِصةُ السحابةُ التي تَحْرِصُ وجه الأَرض بقَشْرِه وتُؤَثِّرُ فيه بمطرها من شدة وَقعها قال الحُوَيْدرة ظَلَمَ البِطاحَ له انْهِلالُ حَرِيصة فصَفا النِّطافُ له بَعِيدَ المُقْلَعِ يعني مَطَرتْ في غير وقت مَطَرِها فلذلك ظَلَم قال الأَزهري أَصلُ الحَرْصِ القَشْرُ وبه سميت الشَّجّة حارِصةً وقد ورد في الحديث كما فسرناه وقيل للشَّرِه حَرِيصٌ لأَنه يَقْشِرُ بِحرْصِه وُجُوه الناس والحِرْصِيَان فِعْلِيانٌ من الحَرْصِ وهو القَشْر وعلى مثاله حِذْرِيان وصِلِّيان قال ابن الأَعرابي يقال لِباطنِ جِلْد الفِيل حِرْصِيان وقيل في قوله تعالى في ظُلُمات ثلاث هي الحِرْصِيانُ والغِرْسُ والبَطْن قال والحِرصِيان باطنُ جلْد البطْن والغِرْسُ ما يكون فيه الولد وقال في قول الطِّرِمَّاح وقد ضُمِّرتْ حتى انْطَوَى ذُو ثَلاثِها إِلى أَبْهَرَيْ دَرْماءَ شَعْبِ السنَّاسِن قال ذُو ثلاثها أَراد الحِرْصِيانَ والغِرْس والبطْن وقال ابن السكيت الحِرْصِيانُ جلدةٌ حمراءُ بين الجلد الأَعْلى واللحمِ تُقْشَر بعد السَّلْخ قال ابن سيده والحِرْصِيانُ قشْرة رقيقة بين الجلد واللحم يَقْشِرها القَصّاب بعد السَّلْخ وجمعُها حِرْصِياناتٌ ولا يُكَسَّر وقيل في قوله ذو ثلاثها في بيت الطرماح عَنى به بطْنَها والثلاثُ الحِرْصِيانُ والرَّحِم والسابِياءُ وأَرض مَحْروصةٌ مَرْعِيّة مُدَعْثرة ابن سيده والحَرْصَةُ كالعَرْصة زاد الأَزهري إِلا أَن الحَرْصةُ مُسْتَقِرّ وسطِ كل شيء والعَرْصةُ الدارُ وقال الأَزهري لم أَسمع حَرْصة بمعنى العَرْصة لغير الليث وأَما الصَّرْحةُ فمعروفة
( حرض ) التَّحْرِيض التَّحْضِيض قال الجوهري التَّحْرِيضُ على القتال الحَثُّ والإِحْماءُ عليه قال اللّه تعالى يا أَيها النبيُّ حَرِّض الكؤمنين على القِتال قال الزجاج تأْويله حُثَّهم على القتال قال وتأْويل التَّحْرِيض في اللغة أَن تحُثَّ الإِنسان حَثّاً يعلم معه أَنه حارِضٌ إِنْ تَخَلَّف عنه قال والحارِضُ الذي قد قارب الهلاك قال ابن سيده وحَرَّضَه حَضَّه وقال اللحياني يقال حارَضَ فلان على العمل وواكَبَ عليه وواظَبَ وواصَبَ عليه إِذا داوَمَ القتال فمعنى حَرِّض المؤمنين على القتال حُثَّهم على أَن يُحارِضُوا أَي يُداوِمُوا على القتال حتى يُثْخِنُوهم ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ لا يرجى خيره ولا يخاف شرُّه الواحد والجمع والمؤنث في حَرَض سواء وقد جمع على أَحْراض وحُرْضان وهو أَعْلى فأَما حَرِضٌ بالكسر فجمعه حَرضُون لأَن جمع السلامة في فَعِل صفةً أَكثرُ وقد يجوز أَن يكسَّر على أَفعال لأَن هذا الضرب من الصفة ربما كُسِّر عليه نحو نَكِدٍ وأَنْكاد الأَزهري عن الأَصمعي ورجل حارَضة للذي لا خير فيه والحُرْضان كالحَرِضِ والحَرَض والحَرِضُ والحَرَضُ الفاسد حَرَضَ الرجلُ نفْسَه يَحْرِضُها حَرْضاً أَفسدها ورجل حَرِضٌ وحَرَضٌ أَي فاسد مريض في بنائه واحدُه وجمعه سواء وحَرَضه المرضُ وأَحْرَضَه إِذا أَشفى منه على شرف الموت وأَحْرَضَ هو نفسَه كذلك الأَزهري المُحْرَضُ الهالك مَرَضاً الذي لا حيٌّ فيُرْجَى ولا ميت فيُوأَس منه قال امرؤ القيس أَرى المرءَ ذا الأَذْوادِ يُصْبِحُ مُحْرَضاً كإِحْراضِ بكْرٍ في الديارِ مَرِيض ويروى مُحْرِضاً وفي الحديث ما مِنْ مُؤمِنٍ يَمْرَضُ مَرَضاً حتى يُحْرِضَه أَي يُدْنِفَه ويُسْقِمَه أَحْرَضَه المرض فهو حَرِضٌ وحارِضٌ إِذا أَفسد بدنه وأَشْفى على الهلاك وحَرَضَ يَحْرِضُ ويَحْرُضُ حَرْضاً وحُرُوضاً هلك ويقال كَذَبَ كِذْبةً فأَحْرَضَ نفسَه أَي أَهلكها وجاءَ بقول حَرَضٍ أَي هالك وناقة حُرْضان ساقطة وجمل حُرْضان هالك وكذلك الناقة بغير هاء وقال الفراء في قوله تعالى حتى تكونَ حَرَضاً أَو تكونَ من الهالكين يقال رجل حَرَضٌ وقوم حَرَضٌ وامرأَة حَرَضٌ يكون مُوَحّداً على كل حال الذكر والأُنثى والجمع فيه سواء قال ومن العرب من يقول للذكر حارِضٌ وللأُنثى حارِضة ويثنَّى ههنا ويجمع لأَنه خرج على صورة فاعل وفاعلٌ يجمع قال والحارِضُ الفاسد في جسمه وعقله قال وأَما الحَرَضُ فترك جمعه لأَنه مصدر بمنزلة دَنَفٍ وضَنىً قوم دَنَفٌ وضَنىً ورجل دَنَفٌ وضَنىً وقال الزجاج من قال رجل حَرَضٌ فمعناه ذو حَرَضٍ ولذلك لا يثنَّى ولا يجمع وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ وكذلك كل ما نعت بالمصدر وقال أَبو زيد في قوله حتى تكونَ حَرَضاً أَي مُدْنَفاً وهو مُحْرَض وأَنشد أَمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى غَرْبَةً أَنْ نأَتْ بها كأَنَّكَ حَمٌّ للأَطِبّاءِ مُحْرَضُ ؟ والحَرَضُ الذي أَذابه الحزن أَو العشق وهو في معنى مُحْرَض وقد حَرِضَ بالكسر وأَحْرَضَه الحُبُّ أَي أَفسده وأَنشد للعَرْجِيّ إِني امرؤ لَجَّ بي حُبٌّ فأَحْرَضَني حتى بَلِيتُ وحتى شَفَّني السَّقَم أَي أَذابَني والحَرَضُ والمُحْرَضُ

الصفحة 836