كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

حرف أَي على غير طمأْنينة على أَمر أَي لا يدخل في الدين دخول متمكن وحَرَفَ عن الشيء يَحْرِفُ حَرْفاً وانْحَرَفَ وتَحَرَّفَ واحْرَوْرَفَ عَدَلَ الأَزهري وإذا مالَ الإنسانُ عن شيء يقال تَحَرَّف وانحرف واحرورف وأَنشد العجاج في صفة ثور حَفَرَ كِناساً فقال وإنْ أَصابَ عُدَواء احْرَوْرَفا عنها وولاَّها ظُلُوفاً ظُلَّفا أَي إِن أَصابَ مَوانِع وعُدَواءُ الشي مَوانِعُه وتَحْرِيفُ القلم قَطُّه مُحَرَّفاً وقَلمٌ مُحَرَّفٌ عُدِلَ بأَحد حَرفَيْه عن الآخر قال تَخالُ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفا خافِيةً أَو قَلَماً مُحَرَّفا وتَحْرِيفُ الكَلِم عن مواضِعِه تغييره والتحريف في القرآن والكلمة تغيير الحرفِ عن معناه والكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه كما كانت اليهود تُغَيِّرُ مَعانَي التوراة بالأَشباه فوصَفَهم اللّه بفعلهم فقال تعالى يُحَرِّفُون الكَلِمَ عن مواضعه وقوله في حديث أَبي هريرة آمَنْتُ بمُحَرِّفِ القلوب هو المُزِيلُ أَي مُمِيلُها ومُزيغُها وهو اللّه تعالى وقال بعضهم المُحَرِّكَ وفي حديث ابن مسعود لا يأْتون النساء إلا على حرف أَي على جَنْب والمُحَرَّفُ الذي ذَهَب مالُه والمُحارَفُ الذي لا يُصيبُ خيراً من وجْهٍ تَوَجَّه له والمصدر الحِرافُ والحُرْفُ الحِرْمان الأَزهري ويقال للمحزوم الذي قُتِّرَ عليه رزقُه مُحارَفٌ وجاء في تفسير قوله والذين في أَموالهم حَقٌّ مَعْلوم للسائل والمَحْرُوم أَن السائل هو الذي يسأَل الناس والمحروم هو المُحارَفُ الذي ليس له في الإسلام سَهْم وهو مُحارَفٌ وروى الأَزهري عن الشافعي أَنه قال كلُّ من اسْتَغنَى بِكَسْبه فليس له أَن يسأَل الصدقةَ وإذا كان لا يبلُغُ كسبُه ما يُقِيمُه وعيالَه فهو الذي ذكره المفسِّرون أَنه المحروم المُحارَف الذي يَحْتَرِفُ بيدَيه قد حُرِم سَهْمَه من الغنيمة لا يَغْزُو مع المسلمين فَبَقِيَ محْروماً يُعْطى من الصدقة ما يَسُدُّ حِرْمانَه والاسم منه الحُرْفة بالضم وأَما الحِرفةُ فهو اسم من الاحتِرافِ وهو الاكْتِسابُ يقال هو يَحْرِفُ لعِيالِه ويحترف ويَقْرِشُ ويَقْتَرِشُ بمعنى يكتسب من ههنا وههنا وقيل المُحارفُ بفتح الراء هو المحروم المحدود الذي إذا طَلَب فلا يُرْزَق أَو يكون لا يَسْعَى في الكسب وفي الصحاح رجل مُحارَف بفتح الراء أَي محدود محروم وهو خلاف قولك مُبارَكٌ قال الراجز مُحارَفٌ بالشاء والأَباعِرِ مُبارَكٌ بالقَلَعِيِّ الباتِرِ وقد حُورِفَ كَسْبُ فلان إذا شُدِّد عليه في مُعاملَته وضُيِّقَ في مَعاشِه كأَنه مِيلَ بِرِزْقه عنه من الانْحِرافِ عن الشيء وهو الميل عنه وفي حديث ابن مسعود موتُ المؤمن بعَرَقِ الجبين تَبْقَى عليه البقِيّةُ من الذُّنوبِ فَيُحارَفُ بها عند الموت أَي يُشَدَّد عليه لتُمَحَّصَ ذنوبه وُضِعَ وَضْعَ المُجازاةِ والمُكافأَة والمعنى أَن الشدَّة التي تَعْرِض له حتى يَعْرَقَ لها جَِبينُه عند السِّياقِ تكون جزاء وكفارةً لما بقي عليه من الذنوب أَو هو من المُحارَفةِ وهو التشْديدُ في المَعاش وفي التهذيب فيُحارَفُ بها عند الموت أَي يُقايَسُ بها فتكون كفارة لذنوبه ومعنى عَرَقِ الجبين شدَّةُ السّياق والحُرْفُ الاسم من قولك رجل مُحارَفٌ أَي مَنْقُوصُ الحَظِّ لا ينمو له مال وكذلك الحِرْفةُ بالكسر وفي حديث عمر رضي اللّه عنه لَحِرْفةُ أَحدِهم أَشَدُّ عليَّ من عَيْلَتِه أَي إغْناءُ الفَقِير وكفايةُ أَمْرِه أَيْسَرُ عليَّ من إصْلاحِ الفاسدِ وقيل أَراد لَعَدم حِرْفةِ أَحدِهم والاغْتِمامُ لذلك أَشَدُّ عليَّ من فَقْرِه والمُحْتَرِفُ الصانِعُ وفلان حَريفي أَي مُعامِلي اللحياني وحُرِفَ في ماله حَرْفةً ذهَب منه شيء وحَرَفْتُ الشيء عن وجْهه حَرْفاً ويقال ما لي عن هذا الأَمْرِ مَحْرِفٌ وما لي عنه مَصْرِفٌ بمعنى واحد أَي مُتَنَحًّى ومنه قول أَبي كبير الهذلي أَزُهَيْرُ هَلْ عن شَيْبةٍ من مَحْرِفِ أَمْ لا خُلُودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ ؟ والمُحْرِفُ الذي نَما مالُه وصَلَحَ والاسم الحِرْفةُ وأَحْرَفَ الرجلُ إحرافاً فهو مُحْرِفٌ إذا نَما مالُه وصَلَحَ يقال جاء فلان بالحِلْقِ والإحْراف إذا جاء بالمال الكثير والحِرْفةُ الصِّناعةُ وحِرفةُ الرجلِ ضَيْعَتُه أَو صَنْعَتُه وحَرَفَ لأَهْلِه واحْتَرَف كسَب وطلَب واحْتالَ وقيل الاحْتِرافُ الاكْتِسابُ أَيّاً كان الأَزهري وأَحْرَفَ إذا اسْتَغْنى بعد فقر وأَحْرَفَ الرجلُ إذا كَدَّ على عِياله وفي حديث عائشة لما اسْتُخْلِفَ أَبو بكر رضي اللّه عنهما قال لقد عَلِم قومي أَن حِرْفَتي لم تكن تَعْجِز عن مؤونة أَهلي وشُغِلْتُ بأَمر المسلمين فسيأْكل آلُ أَبي بكر من هذا ويَحْتَرِفُ للمسلمين فيه الحِرْفةُ الصِّناعةُ وجِهةُ الكَسْب وحَرِيفُ الرجل مُعامِلُه في حِرْفَتِه وأَراد باحترافِه للمسلمين نَظَره في أُمورهم وتَثْميرَ مَكاسِبهمْ وأَرْزاقِهم ومنه الحديث إني لأَرى الرجل يُعْجِبُني فأَقول هل له حِرْفة ؟ فإن قالوا لا سَقَطَ من عيني وقيل معنى الحديث الأَوَّل هو أَن يكون من الحُرْفة والحِرْفة بالضم والكسر ومنه قولهم حِرْفة الأَدَبِ بالكسر ويقال لا تُحارِفْ أَخاكَ بالسوء أَي تُجازِه بسوء صنِيعِه تُقايِسْه وأَحْسِنْ إذا أَساء واصْفَحْ عنه ابن الأَعرابي أَحْرَفَ الرجلُ إذا جازى على خَيْر أَو شرّ قال ومنه الخَبرُ إن العبد لَيُحارَفُ عن عمله الخير أَو الشرّ أَي يُجازى وقولهم في الحديث

الصفحة 839