سَلِّطْ عليهم مَوْتَ طاعُونٍ دَفِيفٍ يُحَرِّفُ القُلوبَ أَي يُمِيلها ويَجْعَلُها على حرْفٍ أَي جانب وطَرَفٍ ويروى يَحُوفُ بالواو وسنذكره ومنه الحديث ووصف سُفيانُ بكفه فَحَرَفَها أَي أَمالَها والحديث الآخر وقال بيده فحرّفها كأَنه يريد القتل ووصف بها قطْع السيفِ بحَدِّه وحَرَفَ عَيْنَه كَحَلها أَنشد ابن الأَعرابي بِزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ولَمَّا يُصِبْها عائِرٌ بشَفير ماقِ أَراد لم تُحْرَفا فأَقام الواحد مُقام الاثْنين كما قال أَبو ذُؤَيب نامَ الخَلِيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتَجِراً كأَنَّ عيْنَيَّ فيها الصَّابُ مَذْبوحُ والمِحْرَفُ والمِحْرافُ المِيلُ الذي تقاسُ به الجِراحات والمِحْرَفُ والمِحْرافُ أَيضاً المِسْبارُ الذي يُقاسُ به الجُرح قال القطامي يذكر جِراحةً إذا الطَّبيبُ بمِحْرافَيْه عالَجَها زادَتْ على النَّقْرِ أَو تَحْريكها ضَجَما ويروى على النَّفْرِ والنَّفْرُ الوَرَمُ ويقال خروج الدّم وقال الهذلي فإنْ يَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بسَهْمِه حَشاه فَعَنَّاه الجَوى والمَحارِفُ والمُحارَفةُ مُقايَسَةُ الجُرْحِ بالمِحْرافِ وهو المِيل الذي تُسْبَرُ به الجِراحاتُ وأَنشد كما زَلَّ عن رأْسِ الشَّجِيجِ المحارفُ وجمعه مَحارِفُ ومَحاريفُ قال الجَعْدي ودَعَوْتَ لَهْفَك بعد فاقِرةٍ تُبْدي مَحارِفُها عن العَظْمِ وحارَفَه فاخَرَه قال ساعِدةُ بن جُؤَيَّة فإنْ تَكُ قَسْرٌ أَعْقَبَتْ من جُنَيْدِبٍ فقد عَلِمُوا في الغَزْوِ كيْفَ نُحارِفُ والحُرْفُ حَبُّ الرَّشادِ واحدته حُرْفةٌ الأَزهري الحُرْفُ جَبٌّ كالخَرْدَلِ وقال أَبو حنيفة الحُرف بالضم هو الذي تسميه العامّة حبَّ الرَّشاد والحُرْفُ والحُرافُ حَيّةٌ مُظْلِمُ اللَّوْنِ يَضْرِبُ إلى السَّواد إذا أَخذ الإنسانَ لم يبق فيه دم إلا خرج والحَرافةُ طَعْم يُحْرِقُ اللِّسانَ والفَمَ وبصل حِرِّيفٌ يُحْرِقُ الفم وله حَرارةٌ وقيل كل طعام يُحْرِقُ فم آكله بحَرارة مَذاقِه حِرِّيف بالتشديد للذي يَلْذَعُ اللسانَ بحَرافَتِه وكذلك بصل حِرّيف قال ولا يقال حَرِّيف
( حرفد ) الحَرافِدُ كِرامُ الإِبل ( حرفش ) احْرَنْفش الدِّيكُ تَهَيَّأَ للقتال وأَقام ريشَ عُنُقِه وكذلك الرجُل إِذا تهيَّأَ للقتال والغضب والشرّ وربما جاء بالخاء المعجمة وقال هرم بن زيد الكلبي إِذا أَحيا النَّاسُ فَأَخْصَبُوا قلنا قد أَكْلأَت الأَرضُ وأَخْصَبَ الناسُ واحْرَنْفَشَت العَنْزُ لأُخْتها ولَحِسَ الكلبُ الوَضَرَ قال واحْرِنْفاشُ العنْزِ ازبِيرارُها وتَنَصُّبُ شَعرِها وزيفَانُها في أَحد شِقَيْها لتَنْطَحَ صاحبتَها وإِنما ذلك من الأَثَرِ حِينَ ازْدَهَت وأَعْجَبَتْها نفسُها وتَلَحُّسُ الكلب الوَضَر لما يُفْضِلُون منه ويَدعُون من خِلاصِ السَّمْن فلا يأْكلونه من الخِصْبِ والسَّنَقِ واحْرَنْقَشَ الكلبُ والهرُّ تهيَّأَ لمثل ذلك واحْرَنْفَشَتِ الرجال إِذا صرع بعضهم بعضاً والمُحْرَنْفِشُ المُتَقَبِّضُ الغضبان واحْرَنْفَش للشرّ تهيّأَ له أَبو خيرة من الأَفاعي الحِرْفش والحرافش
( حرفض ) الحِرْفِضةُ الناقة الكريمة عن ابن دريد قال الشاعر وقُلُص مَهْرِيَّة حَرافِض شمر إِبل حَرافِضُ مهازِيلُ ضوامر
( حرق ) الحَرَقُ بالتحريك النار يقال في حَرَقِ الله قال شدّاً سَريعاً مِثلَ إضرامِ الحَرَقْ وقد تَحرَّقَتْ والتحريقُ تأْثيرها في الشيء الأَزهري والحَرَقُ من حَرَق النار وفي الحديث الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَقُ شهادة ابن الأَعرابي حرَقُ النار لهَبُه قال وهو قوله ضالَّةُ المُؤمِن حرَقُ النارِ أي لَهَبُها قال الأَزهري أَراد أَن ضالةَ المؤمن إذا أَخذها إنسان ليتملَّكها فإنها تؤدّيه إلى حرَق النار والضالةُ من الحيوان الإبل والبقر وما أشبهها مما يُبْعِد ذهابه في الأَرض ويمتنع من السِّباع ليس لأَحد أَن يَعْرِض لها لأَن النبي صلى الله عليه وسلم أوعد مَن عرض لها ليأْخذها بالنار وأحْرقَه بالنار وحَرَّقه شدّد للكثرة وفي الحديث الحَرِقُ شهيد بكسر الراء وفي رواية الحَريقُ أي الذي يقَع في حرَق النار فيَلْتَهِب وفي حديث المُظاهِر احْتَرَقْت أي هلكْت ومنه حديث المُجامِع في نهار رمضان احْترقْت شبها ما وقَعا فيه من الجِماع في المُظاهرة والصَّوْم بالهَلاك وفي الحديث إنه أُوحي إليَّ أن أُحْرِقَ قريشاً أَي أُهْلِكَهم وحديث قتال أَهل الردة فلم يزل يُحَرِّقُ أعْضاءهم حتى أدخلهم من الباب الذي خَرجوا منه قال وأُخذ من حارقة الوَرِك وأَحرقته النار وحَرّقَتْه فاحترق وتحرّقَ والحُرْقةُ حَرارتها أبو مالك هذه نارٌ حِراقٌ وحُراق تُحْرِق كل شيء وأَلقى الله الكافر في حارِقَتِه أي في نارِه وتحرّقَ الشيءُ بالنار واحْترقَ والاسم الحُرْقةُ والحَريقُ وكان عمرو بن هِند يلقَّب بالمُحَرِّق لأنه حرَّق مائة من بني تميم تسعة وتسعين من بني دارِم وواحداً من البَراجِم وشأْنه مشهور ومُحَرِّق أَيضاً لقب الحرث بن عمرو ملِك الشام من آلِ جَفْنةَ وإِنما سمي