كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

بذلك لأَنه أَوّل من حرَّق العرب في ديارهم فهم يُدْعَوْن آلَ مُحَرِّق وأَما قول أسودَ بن يَعْفُر ماذا أُؤَمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ تركوا منازِلَهم وبعدَ إيادِ ؟ فإنما عنى به امرأَ القيس بن عمرو بن عَدِيّ اللخْمِيّ لأنه أَيضاً يُدعَى محرّقاً قال ابن سيده محرِّق لقب ملِك وهما مُحرِّقان محرّق الأَكبر وهو امرؤ القيس اللخمي ومحرّق الثاني وهو عَمرو بن هند مُضَرِّطُ الحجارة سمي بذلك لتحريقه بني تميم يوم أوارةَ وقيل لتحريقه نخل مَلْهَمٍ والحُرْقةُ ما يجده الإنسان من لَذْعةِ حُبّ أو حزن أو طعم شيء فيه حرارة الأَزهري عن الليث الحُرقة ما تجد في العين من الرمَد وفي القلب من الوجَع أو في طعم شيء مُحرِق والحَرُوقاء والحَرُوقُ والحُرّاقُ والحَرُّوقُ ما يُقْدَح به النار قال ابن سيده قال أبو حنيفة هي الخُرَقُ المُحرًقة التي يقع فيها السّقْط وفي التهذيب هو الذي تُورَى فيه النارُ ابن الأَعرابي الحَرُوقُ والحَرُّوقُ والحُراقُ ما نتقت به النار من خِرْقة أو نَبْجٍ قال والنَّبْجُ أصُول البَرْدِيّ إذا جفّ الجوهري الحُراق والحُراقة ما تقع فيه النارُ عند القَدْح والعامة تقوله التشديد قال ابن بري حكى أبو عبيد في الغريب المصنف في باب فَعُولاء عن الفراء أنه يقال الحَرُوقاء للتي تُقْدَحُ منه النار والحَرُوقُ والحُرّاقُ والحَرُّوقُ قال والذي ذكره الجوهري الحُراقُ والحُراقةُ فعدَّتها ست لغات ابن سيده والحَرّاقاتُ سفُن فيها مَرامِي نِيران وقيل هي المَرامِي أنفُسها الجوهري الحَرّاقة بالفتح والتشديد ضرب من السفن فيها مرامي نيران يُرمى بها العدوّ في البحر وقول الراجز يصف إبلاً حَرًقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ وغَتْمُ نَجْمٍ غيرِ مُسْتَقِلِّ فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي يعني عَطًشها والغَتْم شدّة الحرّ ويروى وغَيم نجم والغَيْم العطَش والحَرّاقات مواضع القَلاَّيِينَ والفَحّامِين وأَحْرِقْ لنا في هذه القصَبَةِ ناراً أي أقْبِسْنا عن ابن الأَعرابي ونارٌ حِراقٌ لا تُبْقي شيئاً ورجل حُراق وحِراق لا يبقى شيئاً إلا أفسده مثل بذلك ورَمْيٌ حِراقٌ شديد مثل بذلك أيضاً والحَرَقُ أن يُصيب الثوبَ احْتِراقٌ من النار والحَرَقُ احْتراق يُصِيبُه من دَقِّ القَصّار ابن الأَعرابي الحَرَق النَّقْب في الثوب من دق القَصّار جعله مثل الحرَق الذي هو لهَب النار قال الجوهري وقد يسكَّن وعِمامة حَرَقانِيّة وهو ضرب من الوَشْي فيه لون كأَنه مُحْترِق والحرَقُ والحَريقُ اضْطِرام النار وتَحَرُّقها والحَرِيقُ أَيضاً اللَّهَب قال غَيْلانُ الربعي يُثِرْنَ من أَكْدَرِها بالدَّقْعاء مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِيقِ القَصْباء وفي الحديث شَرِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الماء المُحْرقَ من الخاصِرةِ الماء المُحرَقُ هو المُغْلى بالحَرَق وهو النار يريد أنه شربه من وجَع الخاصِرةِ والحَرُوقةُ الماء يُحْرَق قليلاً ثم يُذَرُّ عليه دقِيق قليل فيتنافَت أي يَنتفخ ويتقافَز عند الغَليانِ والحَرِيقةُ النَّفِيتةُ وقيل الحَرِيقةُ الماء يُغْلى ثم يذرُّ عليه الدقيق فيُلْعَق وهو أغلظ من الحَساء وإنما يستعملونها في شدّة الدهْر وغَلاء السِّعر وعجَفِ المال وكلَب الزمان الأَزهري ابن السكيت الحَرِيقة والنَّفِيتة أَن يُذرّ الدقيق على ماء أَو لبن حليب حتى يَنْفِت يُتحسَّى من نَفْتها وهو أَغلظ من السَّخينة فيوسّع بها صاحب العِيال على عِياله إذا غلبه الدهر ويقال وجدت بني فلان ما لهم عيش إلاَّ الحَرائقُ والحَرِيقُ ما أَحرقَ النباتَ من حر أَو برد أَو ريح أو غير ذلك من الآفات وقد احترقَ النَّبات وفي التنزيل فأَصابها إعصار فيه نار فاحترقت وهو يَتحرَّقُ جُوعاً كقولك يَتضرَّم ونَصل حَرِقٌ حديد كأََنه ذو إحراق أَراه على النسب قال أَبو خراش فأَدْرَكَه فأَشْرَعَ في نَساه سِناناً نَصْلُه حَرِقٌ حَدِيدُ وماء حُراقٌ وحُرّاقٌ مِلْح شديدُ المُلُوحةِ وكذلك الجمع ابن الأَعرابي ماء حُراق وقُعاعٌ بمعنى واحد وليس بعد الحُراقِ شيء وهو الذي يُحَرِّق أوبار الإِبل وأَحْرَقَنا فلان بَرَّح بنا وآذانا قال أَحْرَقَني الناسُ بتَكْلِيفِهمْ ما لَقِيَ الناسُ من الناسِ ؟ والحُرْقانُ المَذَحُ وهو اصْطِكاكُ الفخِذين الأَزهري الليث الحَرْقُ حَرْق النابَيْن أَحدهما بالآخر وأنشد أبى الضَّيْمَ والنُّعمانُ يَحرِق نابَه عليه فأفْصى والسيوفُ مَعاقِلُه وحَريقُ النابِ صَريفُه والحَرْقُ مصدر حَرَقَ نابُ البعير وفي الحديث يَحْرقُون أَنيابهم غَيْظاً وحَنَقاً أي يَحُكُّون بعضها ببعض ابن سيده حرَق نابُ البعير يَحْرُقُ ويَحْرِقُ حرْقاً وحَريقاً صرَف بِنابِه وحرَق الإنسانُ وغيرُه نابَه يَحرُقه ويَحْرِقُه حرْقاً وحَرِيقاً وحُروقاً فعل ذلك من غَيْظ وغضَبٍ وقيل الحُروق مُحْدَث وحرَق نابَه يَحْرُقه أي سحَقه حتى سُمع له صَريفٌ وفلان يحرُق عليك الأُرَّمَ غَيظاً قال الشاعر

الصفحة 841