كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

المرأة تَحْرُمُ حُروماً وحَرُمَتِ المرأةُ على زوجها تَحْرُمُ حُرْماً وحَراماً وحَرُمَ عليه السَّحورُ حُرْماً وحَرِمَ لغةٌ والحَرامُ ما حَرَّم اللهُ والمُحَرَّمُ الحَرامُ والمَحارِمُ ما حَرَّم اللهُ ومَحارِمُ الليلِ مَخاوِفُه التي يَحْرُم على الجَبان أَن يسلكها عن ابن الأَعرابي وأَنشد مَحارِمُ الليل لهُنَّ بَهْرَجُ حين ينام الوَرَعُ المُحَرَّجُ
( * قوله « المحرج » كذا هو بالأصل والصحاح وفي المحكم المزلج كمعظم )
ويروى مخارِمُ الليل أَي أَوائله وأَحْرَمَ الشيء جَعله حَراماً والحَريمُ ما حُرِّمَ فلم يُمَسَّ والحَريمُ ما كان المُحْرِمون يُلْقونه من الثياب فلا يَلْبَسونه قال كَفى حَزَناً كَرِّي عليه كأَنه لَقىً بين أَيْدي الطائفينَ حَريمُ الأَزهري الحَريمُ الذي حَرُمَ مسه فلا يُدْنى منه وكانت العرب في الجاهلية إذا حَجَّت البيت تخلع ثيابها التي عليها إذا دخلوا الحَرَمَ ولم يَلْبسوها ما داموا في الحَرَم ومنه قول الشاعر لَقىً بين أَيدي الطائفينَ حَريمُ وقال المفسرون في قوله عز وجل يا بني آدم خذوا زينَتكم عند كل مَسْجد كان أَهل الجاهلية يطوفون بالبيت عُراةً ويقولون لا نطوف بالبيت في ثياب قد أَذْنَبْنا فيها وكانت المرأة تطوف عُرْيانَةً أَيضاً إلاّ أنها كانت تَلْبَس رَهْطاً من سُيور وقالت امرأة من العرب اليومَ يَبْدو بعضُه أَو كلُّهُ وما بَدا منه فلا أُْحِلُّهُ تعني فرجها أَنه يظهر من فُرَجِ الرَّهْطِ الذي لبسته فأَمَرَ اللهُ عز وجل بعد ذكره عُقوبة آدمَ وحوّاء بأَن بَدَتْ سَوْآتُهما بالإستتار فقال يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد قال الأَزهري والتَّعَرِّي وظهور السوءة مكروه وذلك مذ لَدُنْ آدم والحَريمُ ثوب المُحْرم وكانت العرب تطوف عُراةً وثيابُهم مطروحةٌ بين أَيديهم في الطواف وفي الحديث أَن عِياضَ بن حِمار المُجاشِعيّ كان حِرْميَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا حج طاف في ثيابه كان أشراف العرب الذي يتَحَمَّسونَ على دينهم أَي يتشدَّدون إذا حَج أحدهم لم يأكل إلاّ طعامَ رجلٍ من الحَرَم ولم يَطُفْ إلاَّ في ثيابه فكان لكل رجل من أَشرافهم رجلٌ من قريش فيكون كل واحدٍ منهما حِرْمِيَّ صاحبه كما يقال كَرِيٌّ للمُكْري والمُكْتَري قال والنَّسَبُ في الناس إلى الحَرَمِ حِرْمِيّ بكسر الحاء وسكون الراء يقال رجل حِرْمِيّ فإذا كان في غير الناس قالوا ثوب حَرَمِيّ وحَرَمُ مكة معروف وهو حَرَمُ الله وحَرَمُ رسوله والحَرَمانِ مكة والمدينةُ والجمع أَحْرامٌ وأَحْرَمَ القومُ دخلوا في الحَرَمِ ورجل حَرامٌ داخل في الحَرَمِ وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث وقد جمعه بعضهم على حُرُمٍ والبيت الحَرامُ والمسجد الحَرامُ والبلد الحَرام وقوم حُرُمٌ ومُحْرِمون والمُحْرِمُ الداخل في الشهر الحَرام والنَّسَبُ إلى الحَرَم حِرْمِيٌّ والأُنثى حِرْمِيَّة وهو من المعدول الذي يأتي على غير قياس قال المبرد يقال امرأة حِرْمِيَّة وحُرْمِيَّة وأَصله من قولهم وحُرْمَةُ البيت وحِرْمَةُ البيت قال الأَعشى لا تأوِيَنَّ لحِرْمِيٍّ مَرَرْتَ به بوماً وإنْ أُلْقِيَ الحِرْميُّ في النار وهذا البيت أَورده ابن سيده في المحكم واستشهد به ابن بري في أَماليه على هذه الصورة وقال هذا البيت مُصَحَّف وإنما هو لا تَأوِيَنَّ لِجَرْمِيٍّ ظَفِرْتَ به يوماً وإن أُلْقِيَ الجَرْميُّ في النّار الباخِسينَ لِمَرْوانٍ بذي خُشُبٍ والدَّاخِلين على عُثْمان في الدَّار وشاهد الحِرْمِيَّةِ قول النابغة الذبياني كادَتْ تُساقِطُني رَحْلي ومِيثَرَتي بذي المَجازِ ولم تَحْسُسْ به نَغَما من قول حِرْمِيَّةٍ قالت وقد ظَعنوا هل في مُخْفِّيكُمُ مَنْ يَشْتَري أَدَما ؟ وقال أَبو ذؤيب لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشيلِ كأَنها ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحشَ غارُها قال الأَصمعي أَظنه عَنى به قُرَيْشاً وذلك لأَن أَهل الحَرَمِ أَول من اتخذ الضرائر وقالوا في الثوب المنسوب إليه حَرَمِيّ وذلك للفرق الذي يحافظون عليه كثيراً ويعتادونه في مثل هذا وبلد حَرامٌ ومسجد حَرامٌ وشهر حرام والأَشهُر الحُرُمُ أَربعة ثلاثة سَرْدٌ أَي متتابِعة وواحد فَرْدٌ فالسَّرْدُ ذو القَعْدة وذو الحِجَّة والمُحَرَّمُ والفَرْدُ رَجَبٌ وفي التنزيل العزيز منها أَربعة حُرُمٌ قوله منها يريد الكثير ثم قال فلا تَظْلِموا فيهنَّ أَنفسكم لما كانت قليلة والمُحَرَّمُ شهر الله سَمَّتْه العرب بهذا الإسم لأَنهم كانوا لا يستَحلُّون فيه القتال وأُضيف إلى الله تعالى إعظاماً له كما قيل للكعبة بيت الله وقيل سمي بذلك لأَنه من الأشهر الحُرُمِ قال ابن سيده وهذا ليس بقوي الجوهري من الشهور أَربعة حُرُمٌ كانت العرب لا تستحل فيها القتال إلا حَيّان خَثْعَم وطَيِّءٌ فإنهما كانا يستَحِلاَّن الشهور وكان الذين يَنْسؤُون الشهور أَيام المواسم يقولون حَرّمْنا عليكم القتالَ في هذه الشهور إلاَّ دماء المُحِلِّينَ فكانت العرب تستحل دماءهم خاصة في هذه الشهور وجمع المُحَرَّم مَحارِمُ ومَحاريمُ ومُحَرَّماتٌ الأَزهري كانت العرب تُسَمِّي شهر

الصفحة 845