كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

للضرورة كما أتبع الأَعشى الكسر الكسر أَيضاً فقال أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ إلاَّ أن قول الأَعشى قد يجوز أَن يَتَوَجَّه على الوقف كما حكاه سيبويه من قولهم مررت بالعِدِلْ وحُرَمُ الرجلِ عياله ونساؤه وما يَحْمِي وهي المَحارِمُ واحدتها مَحْرَمَةٌ ومَحْرُمة مَحْرُمة ورَحِمٌ مَحْرَمٌ مُحَرَّمٌ تَزْويجُها قال وجارةُ البَيْتِ أَراها مَحْرَمَا كما بَراها الله إلا إنما مكارِهُ السَّعْيِ لمن تَكَرَّمَا كما بَراها الله أَي كما جعلها وقد تَحَرَّمَ بصُحْبته والمَحْرَمُ ذات الرَّحِم في القرابة أَي لا يَحِلُّ تزويجها تقول هو ذو رَحِمٍ مَحْرَمٍ وهي ذاتُ رَحِمٍ مَحْرَمٍ الجوهري يقال هو ذو رَحِمٍ منها إذا لم يحل له نكاحُها وفي الحديث لا تسافر امرأة إلا مع ذي مَحْرَمٍ منها وفي رواية مع ذي حُرْمَةٍ منها ذو المَحْرَمِ من لا يحل له نكاحها من الأَقارب كالأب والإبن والعم ومن يجري مجراهم والحُرْمَة الذِّمَّةُ وأَحْرَمَ الرجلُ فهو مُحْرِمٌ إذا كانت له ذمة قال الراعي قَتَلوا ابنَ عَفّان الخليفةَ مُحْرِماً ودَعا فلم أَرَ مثلَهُ مَقْتولا ويروى مَخْذولا وقيل أَراد بقوله مُحْرِماً أَنهم قتلوه في آخر ذي الحِجَّةِ وقال أَبو عمرو أَي صائماً ويقال أَراد لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يوقِعُ به فهو مُحْرِمٌ الأزهري روى شمر لعُمَرَ أَنه قال الصيام إحْرامٌ قال وإنما قال الصيامُ إحْرام لامتناع الصائم مما يَثْلِمُ صيامَه ويقال للصائم أَيضاً مُحْرِمٌ قال ابن بري ليس مُحْرِماً في بيت الراعي من الإحْرام ولا من الدخول في الشهر الحَرام قال وإنما هو مثل البيت الذي قبله وإنما يريد أَن عثمان في حُرْمةِ الإسلام وذِمَّته لم يُحِلَّ من نفسه شيئاً يُوقِعُ به ويقال للحالف مُحْرِمٌ لتَحَرُّمِه به ومنه قول الحسن في الرجل يُحْرِمُ في الغضب أَي يحلف وقال الآخر قتلوا كِسْرى بليلٍ مُحْرِماً غادَرُوه لم يُمَتَّعْ بكَفَنْ يريد قَتَلَ شِيرَوَيْهِ أَباه أَبْرَوَيْز بنَ هُرْمُزَ الأَزهري الحُرْمة المَهابة قال وإذا كان بالإنسان رَحِمٌ وكنا نستحي مه قلنا له حُرْمَةٌ قال وللمسلم على المسلم حُرْمةٌ ومَهابةٌ قال أَبو زيد يقال هو حُرْمَتُك وهم ذَوو رَحِمِه وجارُه ومَنْ يَنْصره غائباً وشاهداً ومن وجب عليه حَقُّه ويقال أَحْرَمْت عن الشيء إذا أَمسكتَ عنه وذكر أَبو القاسم الزجاجي عن اليزيدي أَنه قال سألت عمي عن قول النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ مُسْلم عن مسلم مُحْرِمٌ قال المُحْرِمُ الممسك معناه أَن المسلم ممسك عن مال المسلم وعِرْضِهِ ودَمِهِ وأَنشد لمِسْكين الدارميّ أَتتْني هَناتٌ عن رجالٍ كأَنها خَنافِسُ لَيْلٍ ليس فيها عَقارِبُ أَحَلُّوا على عِرضي وأَحْرَمْتُ عنهُمُ وفي اللهِ جارٌ لا ينامُ وطالِبُ قال وأَنشد المفضل لأَخْضَرَ بن عَبَّاد المازِنيّ جاهليّ لقد طال إعْراضي وصَفْحي عن التي أُبَلَّغُ عنكْم والقُلوبُ قُلوبُ وطال انْتِظاري عَطْفَةَ الحِلْمِ عنكمُ ليَرْجِعَ وُدٌّ والمَعادُ قريبُ ولستُ أَراكُمْ تُحْرِمونَ عن التي كرِهْتُ ومنها في القُلوب نُدُوبُ فلا تأمَنُوا مِنّي كَفاءةَ فِعْلِكُمْ فيَشْمَتَ قِتْل أَو يُساءَ حبيبُ ويَظْهَرَ مِنّاً في المَقالِ ومنكُُمُ إذا ما ارْتَمَيْنا في المَقال عُيوبُ ويقال أَحْرَمْتُ الشيء بمعنى حَرَّمْتُه قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ إلى شَجَرٍ أَلْمَى الظِّلالِ كأنها رواهِبُ أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ قال والضمير في كأنها يعود على رِكابٍ تقدم ذكرها وتَحَرَّم منه بحُرْمَةٍ تَحَمّى وتَمَنَّعَ وأََحْرَمَ القومُ إذا دخلوا في الشهر الحَرامِ قال زهير جَعَلْنَ القَنانَ عن يَمينٍ وحَزْنَهُ وكم بالقَنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ وأَحْرَمَ الرجلُ إذا دخل في حُرْمة لا تُهْتَكُ وأَنشد بيت زهير وكم بالقنانِ من مُحِلٍّ ومُحْرِمِ أي ممن يَحِلُّ قتالُه وممن لا يَحِلُّ ذلك منه والمُحْرِمُ المُسالمُ عن ابن الأَعرابي في قول خِداش بن زهير إذا ما أصابَ الغَيْثُ لم يَرْعَ غَيْثَهمْ من الناس إلا مُحْرِمٌ أَو مُكافِلُ هكذا أَنشده أَصاب الغَيْثُ برفع الغيث قال ابن سيده وأَراها لغة في صابَ أَو على حذف المفعول كأنه إذا أَصابَهُم الغَيثُ أَو أَصاب الغيث بلادَهُم فأَعْشَبَتْ وأَنشده مرة أُخرى إذا شَرِبوا بالغَيْثِ والمُكافِلُ المُجاوِرُ المُحالِفُ والكَفيلُ من هذا أُخِذَ وحُرْمَةُ الرجل حُرَمُهُ وأَهله وحَرَمُ الرجل وحَريمُه ما يقاتِلُ عنه ويَحْميه فجمع الحَرَم أَحْرامٌ وجمع الحَريم حُرُمٌ وفلان مُحْرِمٌ بنا أَي في حَريمنا تقول فلان له حُرْمَةٌ أَي تَحَرَّمَ بنا بصحبةٍ أَو بحق وذِمَّةِ الأَزهري والحَريمُ قَصَبَةُ الدارِ والحَريمُ فِناءُ المسجد وحكي عن ابن واصل الكلابي حَريم الدار ما دخل فيها مما يُغْلَقُ عليه بابُها وما خرج منها فهو الفِناءُ قال وفِناءُ البَدَوِيِّ ما يُدْرِكُهُ حُجْرَتُه وأَطنابُهُ وهو من الحَضَرِيّ إذا كانت

الصفحة 847