يَدْعُو في شَبِيبَتِه ثم أَصابه أَمرٌ بعدَما كَبِرَ فبالحَرَى أَن يُسْتجابَ له ومن أَحْرِ به اشْتُقَّ التَّحَرِّي في الأَشياء ونحوها وهو طَلَبُ ما هو أَحْرَى بالاستعمال في غالب الظن كما اشتق التَّقَمُّن من القَمِين وفلان يتَحَرَّى الأَمرَ أَي يتَوَخّاه ويَقْصِده والتَّحَرِّي قصْدُ الأَوْلى والأَحَقِّ مأْخوذ من الحَرَى وهو الخَليقُ والتَّوَخِّي مثله وفي الحديث تحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأَواخِر أَي تعَمَّدوا طلبها فيها والتَّحَرِّي القَصْدُ والاجتهادُ في الطلب والعزمُ على تخصيص الشيء بالفعل والقول ومنه الحديث لا تتَحَرَّوْا بالصلاة طلوعَ الشمسِ وغروبَها وتحَرَّى فلانٌ بالمكان أَي تمكَّث وقوله تعالى فأُولئك تحرَّوْا رَشَداً أَي توَخَّوْا وعَمَدُوا عن أَبي عبيد وأَنشد لامرئ القيس دِيمةٌ هَطْلاء فيها وطَفٌ طَبَقُ الأَرضِ تحَرَّى وتَدُِرْ وحكى اللحياني ما رأَيتُ من حَرَاتِه وحَرََاه لم يزد على ذلك شيئاً وحَرَى أَن يكون ذاك في معنى عسَى وتحَرَّى لك تعَمَّده وحِرَاء بالكسر والمد جبل بمكة معروف يذكر ويؤَنث قال سيبويه منهم من يصرفه ومنهم من لا يصرفه يجعله اسماً للبقعة وأَنشد ورُبَّ وَجْهٍ مِن حِرَاءٍ مُنْحَن وأَنشد أَيضاً ستَعْلم أَيَّنا خيراً قديماً وأَعْظَمَنا ببَطْنِ حِرَاءَ نارا قال ابن بري هكذا أَنشده سيبويه قال وهو لجرير وأَنشده الجوهري أَلسْنا أَكرَمَ الثَّقَلَيْنِ طُرّاً وأَعْظَمَهم ببطْن حِراءَ نارا قال الجوهري لم يصرفه لأَنه ذهب به إِلى البلدة التي هو بها وفي الحديث كان يتَحَنَّثُ بحِراءٍ هو بالكسر والمد جبل من جبال مكة قال الخطابي كثير من المحدّثين يَغْلَطون فيه فيفْتَحون حاءه ويَقْصُرونه ويُميلونه ولا تجوز إِمالته لأَن الراء قبل الأَلف مفتوحة كما لا تجوز إِمالة راشد ورافع ابن سيده الحَرْوةُ حُرْقةٌ يَجِدُها الرجلُ في حَلْقه وصَدْره ورأْسه من الغَيْظ والوَجَع والحَرْوة الرائحة الكريهة مع حِدَّةٍ في الخَياشِيم والحَرْوَةُ والحَراوةُ حَرَافةٌ تكون في طَعْم نحو الخَرْدل وما أَشبهه حتى يقالُ لهذا الكُحْل حَرَاوة ومَضاضَة في العين النضر الفُلْفُل له حَرَاوة بالواو وحَرَارة بالراء يقال إِني لأَجد لهذا الطعام حَرْوة وحَرَاوة أَي حَرارة وذلك من حَرافةِ شيء يؤْكل قال الأَزهري ذكر الليث الحِرَّ في المعتل ههنا وبابُ المضاعف أَولى به وقد ذكرناه في ترجمة حرح وفي ترجمة رحا يقال رَحَاه إِذا عَظَّمه وحَرَاه إِذا أَضاقَه والله أعلم
( حزأ ) حَزَأَ الإِبلَ يَحْزَؤُها حَزْءاً جمعها وساقها واحْزَوْزَأَتْ هي اجتمعت واحْزَوْزأَ الطائر ضَمَّ جناحَيْه وتجافى عن بيضه قال مُحْزَوزِئيْنِ الزِّفَّ عن مَكَوَيْهما وقال رؤبة فلم يهمز
والسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ بنا احْزِيزاؤُه ... ناجٍ وقد زَوْزَى بنا زِيزاؤُه
وحَزَأَ السَّرابُ الشخصَ يَحْزَؤُه حَزْءاً رَفَعَه لغة قي حَزاه يَحْزُوه بلا همز
( حزب ) الحِزْبُ جَماعةُ الناسِ والجمع أَحْزابٌ والأَحْزابُ جُنودُ الكُفَّار تأَلَّبوا وتظاهروا على حِزبْ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وهم قريش وغطفان وبنو قريظة وقوله تعالى يا قوم إِني أَخاف عليكم مثلَ يومِ الأَحزابِ الأَحْزابُ ههنا قوم نوح وعاد وثمود ومن أُهلك بعدهم وحِزْبُ الرجل أَصْحابُه وجُنْدُه الذين على رأْيِه والجَمْعُ كالجمع والمُنافِقُونَ والكافِرُونَ حِزْبُ الشَّيطانِ وكل قوم تَشاكَلَتْ قُلُوبهُم وأَعْمالُهم فهم أَحْزابٌ وإِن لم يَلْقَ بعضُهم بَعْضاً بمنزلة عادٍ وَثُمودَ وفِرعَوْنَ أُولئك الأَحزابُ وكل حِزْبٍ بما لَدَيْهم فَرِحُون كلُّ طائفةٍ هَواهُم واحدٌ والحِزْبُ الوِرْدُ ووِرْدُ الرَّجلِ من القرآن والصلاة حِزبُه والحِزْبُ ما يَجْعَلُه الرَّجل على نَفْسِهِ من قِراءةٍ وصَلاةٍ كالوِرْد وفي الحديث طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبي مِن القُرْآنِ فأَحْبَبْتُ أَن لا أَخْرُج حتى أَقْضِيَه طرأَ عليَّ يريد أَنه بَدأَ في حِزْبه كأَنَّه طَلَعَ عليهِ من قولك طَرَأَ فلان إِلى بلَد كذا وكذا فهو طارئٌ إِليه أَي إِنه طَلَعَ إِليه حديثاً وهو غير تانِئٍ به وقد حَزَّبْتُ القُرْآنَ وفي حديث أَوس بن حذيفة سأَلتُ أَصحابَ رَسُولِ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم كيف تُحزِّبونَ القُرآن ؟ والحِزْبُ النَّصيبُ يقال أَعْطِني حِزْبِي مِن المال أَي حَظِّي ونَصيبي والحِزْبُ النَّوْبةُ في وُرُودِ [ ص 309 ] الماء والحِزْبُ الصِّنْفُ من الناس قال ابن الأَعرابي الحِزْب الجَماعةُ والجِزْبُ بالجيم النَّصيبُ والحازِبُ مِن الشُّغُلِ ما نابَكَ والحِزْبُ الطَّائفةُ والأَحْزابُ الطَّوائفُ التي تَجتمع على مُحارَبة الأَنبِياء عليهم السلام وفي الحديث ذِكْرُ يوم الأَحزاب وهو غَزْوةُ الخَنْدَقِ وحازَبَ القومُ وتَحَزَّبُوا تَجَمَّعوا وصاروا أَحْزاباً وحَزَّبَهم جعلَهم كذلك وحَزَّبَ فُلان أَحْزاباً أَي جَمَعَهُم وقال رُؤْبة
لَقَدْ وَجَدْتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا ... حِينَ رَمَى الأَحْزابَ والمُحَزِّبا