كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

رضي الله عنها وسئلتْ عن امرأَة طلقها زوجها وتزّوجها رجل فَتَحَسَّرَتْ بين يديه أَي قعدت حاسرة مكشوفة الوجه ابن سيده امرأَة حاسِرٌ حَسَرَتْ عنها درعها وكلُّ مكشوفة الرأْس والذراعين حاسِرٌ والجمع حُسَّرٌ وحَواسِر قال أَبو ذؤيب وقامَ بَناتي بالنّعالِ حَواسِراً فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تحتَ القَلائدِ ويقال حَسَرَ عن ذراعيه وحَسَرَ البَيْضَةَ عن رأْسه وحَسَرَتِ الريحُ السحابَ حَسْراً الجوهري الانحسار الانكشاف حَسَرْتُ كُمِّي عن ذراعي أَحْسِرُه حَسْراً كشفت والحَسْرُ والحَسَرُ والحُسُورُ الإِعْياءُ والتَّعَبُ حَسَرَتِ الدابةُ والناقة حَسْراً واسْتَحْسَرَتْ أَعْيَثْ وكَلَّتْ يتعدّى ولا يتعدى وحَسَرَها السير يَحْسِرُها ويَحْسُرها حَسْراً وحُسُوراً وأَحْسَرَها وحَسَّرَها قال إِلاَّ كَمُعْرِضِ المُحَسِّر بَكْرَهُ عَمْداً يُسَيِّبُنِي على الظُّلْمِ أَراد إِلاَّ مُعرضاً فزاد الكاف ودابة حاسِرٌ حاسِرَةٌ وحَسِيرٌ الذكر والأُنثى سواء والجمع حَسْرَى مثل قتيل وقَتْلَى وأَحْسَرَ القومُ نزل بهم الحَسَرُ أَبو الهيثم حَسِرَتِ الدابة حَسَراً إِذا تعبت حتى تُنْقَى واسْتَحْسَرَتْ إِذا أَعْيَتْ قال الله تعالى ولا يَسْتَحْسِروُن وفي الحديث ادْعُوا الله عز وجل ولا تَسْتَخْسِرُوا أَي لا تملوا قال وهو استفعال من حَسَرَ إِذا أَعيا وتعب وفي حديث جرير ولا يَحْسَِرُ صائحها أَي لا يتعب سائقها وفي الحديث الحَسِيرُ لا يُعْقَرُ أَي لا يجوز للغازي إِذا حَسَِرَتْ دابته وأَعيت أَن يَعْقِرَها مخافة أَن يأْخذها العدوّ ولكن يسيبها قال ويكون لازماً ومتعدياً وفي الحديث حَسَرَ أَخي فرساً له يعني النَّمِرَ وهو مع خالد بن الوليد ويقال فيه أَحْسَرَ أَيضاً وحَسِرَتِ العين كَلَّتْ وحَسَرَها بُعْدُ ما حَدَّقَتْ إِليه أَو خفاؤُه يَحْسُرُها أَكَلَّها قال رؤبة يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضاؤُه وحَسَرَ بَصَرُه يَحْسِرُ حُسُوراً أَي كَلَّ وانقطع نظره من طول مَدًى وما أَشبه ذلك فهو حَسِير ومَحْسُورٌ قال قيس بن خويلد الهذلي يصف ناقة إِنَّ العَسِيرَ بها دَاءٌ مُخامِرُها فَشَطْرَها نَظَرُ العينينِ مَحْسُورُ العسير الناقة التي لم تُرَضْ ونصب شطرها على الظرف أَي نَحْوَها وبَصَرٌ حَسير كليل وفي التنزيل ينقلب إِليك البصر خاسئاً وهو حَسِيرٌ قال الفراء يريد ينقلب صاغراً وهو حسير أَي كليل كما تَحْسِرُ الإِبلُ إِذا قُوِّمَتْ عن هُزال وكَلالٍ وكذلك قوله عز وجل ولا تَبْسُطْها كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً قال نهاه أَن يعطي كل ما عنده حتى يبقى محسوراً لا شيء عنده قال والعرب تقول حَسَرْتُ الدابة إِذا سَيَّرتها حتى ينقطع سَيْرُها وأَما البصر فإِنه يَحْسَِرُ عند أَقصى بلوغ النظر وحَسِرَ يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً وحَسَراناً فهو حَسِيرٌ وحَسْرانُ إِذا اشتدّت ندامته على أَمرٍ فاته وقال المرّار ما أَنا اليومَ على شيء خَلا يا ابْنَة القَيْن تَوَلَّى بِحَسِرْ والتَّحَسُّر التَّلَهُّفُ وقال أَبو اسحق في قوله عز وجل يا حَسْرَةً على العباد ما يأْتيهم من رسول قال هذا أَصعب مسأَلة في القرآن إِذا قال القائل ما الفائدة في مناداة الحسرة والحسرة مما لا يجيب ؟ قال والفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما يعقل لأَن النداء باب تنبيه إِذا قلت يا زيد فإِن لم تكن دعوته لتخاطبه بغير النداء فلا معنى للكلام وإِنما تقول يا زيد لتنبهه بالنداء ثم تقول فعلت كذا أَلا ترى أَنك إِذا قلت لمن هو مقبل عليك يا زيد ما أَحسن ما صنعت فهو أَوكد من أَن تقول له ما أَحسن ما صنعت بغير نداء وكذلك إِذا قلت للمخاطَب أَنا أَعجب مما فعلت فقد أَفدته أَنك متعجب ولو قلت واعجباه مما فعلت ويا عجباه أَن تفعل كذا كان دعاؤُك العَجَبَ أَبلغ في الفائدة والمعنى يا عجبا أَقبل فإِنه من أَوقاتك وإِنما النداء تنبيه للمتعجَّب منه لا للعجب والحَسْرَةُ أَشدَّ الندم حتى يبقى النادم كالحَسِيرِ من الدواب الذي لا منفعة فيه وقال عز وجل فلا تَذْهَبْ نَفْسُك عليهم حَسَراتٍ أَي حسرة وتحسراً وحَسَرَ البحرُ عن العِراقِ والساحلِ يَحْسُِرُ نَضَبَ عنه حتى بدا ما تحت الماء من الأَرض قال الأَزهري ولا يقال انْحَسَرَ البحرُ وفي الحديث لا تقوم الساعة حتى يَحْسِرُ الفرات عن جبل من ذهب أَي يكشف يقال حَسَرْتُ العمامة عن رأْسي والثوب عن بدني أَي كشفتهما وأَنشد حتى يقالَ حاسِرٌ وما حَسَرْ وقال ابن السكيت حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بمعنى واحد وأَنشد أَبو عبيد في الحُسُورِ بمعنى الانكشاف إِذا ما القَلاسِي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ فَفِيهنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُورُ قال الأَزهري وقول العجاج كَجَمَلِ البحر إِذا خاضَ جَسَرْ غَوارِبَ اليَمِّ إِذا اليَمُّ هَدَرْ حتى يقالَ حاسِرٌ وما حَسَرْ
( * قوله « كجمل البحر إلخ » الجمل بالتحريك سمكة طولها ثلاثون ذراعاً )
يعني اليم يقال حاسِرٌ إِذا جَزَرَ وقوله إِذا خاض جسر بالجيم أَي اجترأَ

الصفحة 869