كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

وخاض معظم البحر ولم تَهُلْهُ اللُّجَجُ وفي حديث يحيى بن عَبَّادٍ ما من ليلة إِلاَّ مَلَكٌ يَحْسِرُ عن دوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ أَي يكشف ويروى يَحُسُّ وسيأْتي ذكره وفي حديث علي رضوان الله عليه ابنوا المساجدَ حُسَّراً فإِن ذلك سيما المسلمين أَي مكشوفة الجُدُرِ لا شُرَفَ لها ومثله حديث أَنس رضي الله عنه ابنوا المساجد جُمّاً وفي حديث جابر فأَخذتُ حَجَراً فكسرته وحَسَرْتُه يريد غصناً من أَغصان الشجرة أَي قشرته بالحجر وقال الأَزهري في ترجمة عرا عند قوله جارية حَسَنَةُ المُعَرَّى والجمع المَعارِي قال والمَحاسِرُ من المرأَة مثل المَعارِي قال وفلاة عارية المحاسر إِذا لم يكن فيها كِنٌَّ من شجر ومَحاسِرُها مُتُونُها التي تَنْحَسِرُ عن النبات وانْحَسَرتِ الطير خرجت من الريش العتيق إِلى الحديث وحَسَّرَها إِبَّانُ ذلك ثَقَّلَها لأَنه فُعِلَ في مُهْلَةٍ قال الأَزهري والبازي يَكْرِزُ للتَّحْسِيرِ وكذلك سائر الجوارح تَتَحَسَّرُ وتَحَسَّر الوَبَرُ عن البعير والشعرُ عن الحمار إِذا سقط ومنه قوله تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فَأَنْسَلَها واجْتابَ أُخْرَى حَدِيداً بعدَما ابْتَقَلا وتَحَسَّرَتِ الناقة والجارية إِذا صار لحمها في مواضعه قال لبيد فإِذا تَغالى لَحْمُها وتَحَسَّرَتْ وتَقَطَّعَتْ بعد الكَلالِ خِدامُها قال الأَزهري وتَحَسُّرُ لحمِ البعير أَن يكون للبعير سِمْنَةٌ حتى كثر شحمه وتَمَكَ سَنامُه فإِذا رُكب أَياماً فذهب رَهَلُ لحمه واشتدّ بعدما تَزَيَّمَ منه في مواضعه فقد تَحَسَّرَ ورجل مُحَسَّر مُؤْذًى محتقر وفي الحديث يخرج في آخر الزمان رجلٌ يسمى أَمِيرَ العُصَبِ وقال بعضهم يسمى أَمير الغَضَبِ أَصحابه مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عن أَبواب السلطان ومجالس الملوك يأْتونه من كل أَوْبٍ كأَنهم قَزَعُ الخريف يُوَرِّثُهُم الله مشارقَ الأَرض ومغاربَها محسرون محقرون أَي مؤْذون محمولون على الحسرة أَو مطرودون متعبون من حَسَرَ الدابة إِذا أَتعبها أَبو زيد فَحْلٌ حاسِرٌ وفادرٌ وجافِرٌ إِذا أَلْقَحَ شَوْلَه فَعَدَل عنها وتركها قال أَبو منصور روي هذا الحرف فحل جاسر بالجيم أَي فادر قال وأَظنه الصواب والمِحْسَرَة المِكْنَسَةُ وحْسَرُوه يَحْسِرُونَه حَسْراً وحُسْراً سأَلوه فأَعطاهم حتى لم يبق عنده شيء والحَسارُ نبات ينبت في القيعان والجَلَد وله سُنْبُل وهو من دِقّ المُرَّيْقِ وقُفُّهُ خير من رَطْبِه وهو يستقل عن الأَرض شيئاً قليلاً يشبه الزُّبَّادَ إِلاَّ أَنه أَضخم منه ورقاً وقال أَبو حنيفة الحَسارُ عشبة خضراء تسطح على الأَرض وتأْكلها الماشية أَكلاً شديداً قال الشاعر يصف حماراً وأُتنه يأْكلنَ من بُهْمَى ومن حَسارِ ونَفَلاً ليس بذي آثارِ يقول هذا المكان قفر ليس به آثار من الناس ولا المواشي قال وأَخبرني بعض أَعراب كلب أَن الحَسَار شبيه بالحُرْفِ في نباته وطعمه ينبت حبالاً على الأَرض قال وزعم بعض الرواة أَنه شبيه بنبات الجَزَرِ الليث الحَسار ضرب من النبات يُسْلِحُ الإِبلَ الأَزهري الحَسَارُ من العشب ينبت في الرياض الواحدة حَسَارَةٌ قال ورجْلُ الغراب نبت آخر والتَّأْوِيلُ عشب آخر وفلان كريم المَحْسَرِ أَي كريم المَخْبَرِ وبطن مُحَسِّر بكسر السين موضع بمنى وقد تكرر في الحديث ذكره وهو بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين وقيل هو واد بين عرفات ومنى
( حسس ) الحِسُّ والحَسِيسُ الصوتُ الخَفِيُّ قال اللَّه تعالى لا يَسْمَعُون حَسِيسَها والحِسُّ بكسر الحاء من أَحْسَسْتُ بالشيء حسَّ بالشيء يَحُسُّ حَسّاً وحِسّاً وحَسِيساً وأَحَسَّ به وأَحَسَّه شعر به وأَما قولهم أَحَسْتُ بالشيء فعلى الحَذْفِ كراهية التقاء المثلين قال سيبويه وكذلك يفعل في كل بناء يُبْنى اللام من الفعل منه على السكون ولا تصل إِليه الحركة شبهوها بأَقَمْتُ الأَزهري ويقال هل أَحَسْتَ بمعنى أَحْسَسْتَ ويقال حَسْتُ بالشيء إِذا علمته وعرفته قال ويقال أَحْسَسْتُ الخبَرَ وأَحَسْتُه وحَسَيتُ وحَسْتُ إِذا عرفت منه طَرَفاً وتقول ما أَحْسَسْتُ بالخبر وما أَحَسْت وما حَسِيتُ ما حِسْتُ أَي لم أَعرف منه شيئا ً
( * عبارة المصباح وأحس الرجل الشيء إحساساً علم به وربما زيدت الباء فقيل أحسّ به على معنى شعر به وحسست به من باب قتل لغة فيه والمصدر الحس بالكسر ومنهم من يخفف الفعلين بالحذف يقول أحسته وحست به ومنهم من يخفف فيهما بإبدال السين ياء فيقول حسيت وأَحسيت وحست بالخبر من باب تعب ويتعدى بنفسه فيقال حست الخبر من باب قتل اه باختصار ) قال ابن سيده وقالوا حَسِسْتُ به وحَسَيْتُه وحَسِيت به وأَحْسَيْتُ وهذا كله من محوَّل التضعيف والاسم من كل ذلك الحِسُّ قال الفراء تقول من أَين حَسَيْتَ هذا الخبر يريدون من أَين تَخَبَرْته وحَسِسْتُ بالخبر وأَحْسَسْتُ به أَي أَيقنت به قال وربما قالوا حَسِيتُ بالخبر وأَحْسَيْتُ به يبدلون من السين ياء قال أَبو زُبَيْدٍ خَلا أَنَّ العِتاقَ من المَطايا حَسِينَ به فهنّ إِليه شُوسُ

الصفحة 870