كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

الثَّرَى وسَنَة حَسُوس إِذا كانت شديدة المَحْل قليلة الخير وسنة حَسُوس تأْكل كل شيء قال إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا تأْكلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسا أَراد تأْكل بعد الأَخضر اليابس إِذ الخُضرة واليُبْسُ لا يؤكلان لأَنهما عَرَضانِ وحَسَّ الرأْسَ يَحُسُّه حَسّاً إِذا جعله في النار فكلما شِيطَ أَخذه بشَفْرَةٍ وتَحَسَّسَتْ أَوبارُ الإِبل تَطَايَرَتْ وتفرّقت وانْحَسَّت أَسنانُه تساقطت وتَحاتَّتْ وتكسرت وأَنشد للعجاج في مَعْدِنِ المُلْك الكَريمِ الكِرْسِ ليس بمَقْلوع ولا مُنْحَسِّ قال ابن بري وصواب إِنشاد هذا الرجز بمعدن الملك وقبله إِن أَبا العباس أَولَى نَفْسِ وأَبو العباس هو الوليد بن عبد الملك أَي هو أَولى الناس بالخلافة وأَولى نفس بها وقوله ليس بمقلوع ولا منحس أَي ليس بمحوّل عنه ولا مُنْقَطِع الأَزهري والحُساسُ مثل الجُذاذ من الشيء وكُسارَةُ الحجارة الصغار حُساسٌ قال الراجز يذكر حجارة المنجنيق شَظِيَّة من رَفْضَّةِ الحُساسِ تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِم التَّرَّاسِ والحَسُّ والاحْتِساسُ في كل شيء أَن لا يترك في المكان شيء والحُساس سمك صِغار بالبحرين يجفف حتى لا يبقى فيه شيء من مائه الواحدة حُساسَة قال الجوهري والحُساس بالضم الهِفُّ وهو سمك صغار يجفف والحُساسُ الشُّؤْمُ والنَّكَدُ والمَحْسوس المشؤوم عن اللحياني ابن الأَعرابي الحاسُوس المشؤوم من الرجال ورجل ذو حُساسٍ ردِيء الخُلُقِ قال رُبَّ شَريبٍ لك ذي حُساسِ شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِي فالحُساسُ هنا يكون الشُّؤْمَ ويكون رَداءة الخُلُق وقال ابن الأَعرابي وحده الحُساسُ هنا القتل والشريب هنا الذي يُوارِدُك على الحوض يقول انتظارك إِياه قتل لك ولإِبلك والحِسُّ الشر تقول العرب أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ الإِسُّ هنا الأَصل تقول أَلحق الشر بأَهله وقال ابن دريد إِنما هو أَلصِقوا الحِسَّ بالإِسِّ أَي أَلصقوا الشر بأُصول من عاديتم قال الجوهري يقال أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ معناه أَلحق الشيء بالشيء أَي إِذا جاءَك شيء من ناحية فافعل مثله والحِسُّ الجَلْدُ وحَسَّ الدابة يَحُسُّها حَسّاً نفض عنها التراب وذلك إِذا فَرْجَنها بالمِحَسَّة أَي حَسَّها والمِحَسَّة بكسر الميم الفِرْجَوْنُ ومنه قول زيد بن صُوحانَ حين ارْتُثَّ يوم الجمل ادفنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تراباً أَي لا تَنْفُضوه من حَسَّ الدابة وهو نَفْضُكَ التراب عنها وفي حديث يحيى بن عَبَّاد ما من ليلة أَو قرية إِلا وفيها مَلَكٌ يَحُسُّ عن ظهور دواب الغزاة الكَلالَ أَي يُذْهب عنها التَّعَب بَحسِّها وإِسقاط التراب عنها قال ابن سيده والمِحَسَّة مكسورة ما يُحَسُّ به لأَنه مما يعتمل به وحَسَسْتُ له أَحِسُّ بالكسر وحَسِسْتُ حَِسّاً فيهما رَقَقْتُ له تقول العرب إِن العامِرِيَّ ليَحِسَّ للسَّعْدِي بالكسر أَي يَرِقُّ له وذلك لما بينهما من الرَّحِم قال يعقوب قال أَبو الجَرَّاحِ العُقَيْلِيُّ ما رأَيت عُقيليّاً إِلا حَسَسْتُ له وحَسِسْتُ أَيضاً بالكسر لغة فيه حكاها يعقوب والاسم الحَِسُّ قال القُطامِيُّ أَخُوكَ الذي تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُه وتَرْفَضُّ عند المُحْفِظاتِ الكتائِفُ ويروى عند المخطفات قال الأَزهري هكذا روى أَبو عبيد بكسر الحاء ومعنى هذا البيت معنى المثل السائر الحَفائِظُ تُحَلِّلُ الأَحْقادَ يقول إِذا رأَيتُ قريبي يُضام وأَنا عليه واجدٌ أَخرجت ما في قلبي من السَّخِيمة له ولم أَدَعْ نُضْرَته ومعونته قال والكتائف الأَحقاد واحدتها كَتِيفَة وقال أَبو زيد حَسَسْتُ له وذلك أَن يكون بينهما رَحِمٌ فَيَرِقَّ له وقال أَبو مالك هو أَن يتشكى له ويتوجع وقال أَطَّتْ له مني حاسَّةُ رَحِم وحَسَِسْتُ له حَِسّاً رَفَقْتُ قال ابن سيده هكذا وجدته في كتاب كراع والصحيح رَقَقْتُ على ما تقدم الأَزهري الحَسُّ العَطْفُ والرِّقَّة بالفتح وأَنشد للكُمَيْت هل مَنْ بكى الدَّارَ راجٍ أَن تَحِسَّ له أَو يُبْكِيَ الدَّارَ ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ ؟ وفي حديث قتادة رضي اللَّه عنه إِن المؤمن ليَحِسُّ للمنافق أَي يأْوي له ويتوجع وحَسِسْتُ له بالفتح والكسر أُحِسُّ أَي رَقَقْتُ له ومَحَسَّةُ المرأَة دُبُرُها وقيل هي لغة في المَحَشَّة والحُساسُ أَن يضع اللحم على الجَمْرِ وقيل هو أَن يُنْضِجَ أَعلاه ويَتْرُكَ داخِله وقيل هو أَن يَقْشِرَ عنه الرماد بعد أَن يخرج من الجمر وقد حَسَّه وحَسْحَسَه إِذا جعله على الجمر وحَسْحَسَتُه صوتُ نَشِيشِه وقد حَسْحَسَتْه النار ابن الأَعرابي يقال حَسْحَسَتْه النارُ وحَشْحَشَتْه بمعنى وحَسَسْتُ النار إِذا رددتها بالعصا على خُبْزَة المَلَّةِ أَو الشِّواءِ من نواحيه ليَنْضَجَ ومن كلامهم قالت الخُبْزَةُ لولا الحَسُّ ما باليت بالدَّسِّ ابن سيده ورجل حَسْحاسٌ خفيف الحركة وبه سمي الرجل قال

الصفحة 873