كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

الأَعرابي حَشّ ولدُ الناقة يَحِشُّ حُشُوشاً وأَحَشَّته أُمّه والحُشاشَة رُوح القلب ورَمَقُ حياة النفْس قال وما المَرْءُ ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه بمُدْرِكِ أَطْرافِ الخُطُوبِ ولا آلِ وكل بقية حُشاشة والحُشاش والحُشَاشة بقية الروح في المريض ومنه حديث زمزم فانْفَلَتَت البقرة من جازِرِها بحُشاشَةِ نفْسِها أَي برمق بقيّة الحياة والروح وحُشاشاكَ أَن تفعل ذلك أَي مَبْلَغُ جُهْدِكَ عن اللحياني كأَنه مشتق من الحشاشة الأَزهري حُشاشاكَ أَن تفعل ذاك وغُناماك وحُماداك بمعنَى واحد الأَزهري الحُشاشة رَمَق بقية من حياة قال الفرزدق إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تنَفَّسَتْ حُشاشَتُها في غيرِ لَحْمٍ ولا دَم وأَحَشّ الشحمُ العظمَ فاستَحَشّ أَدَقّه فاستدقّ عن ابن الأَعرابي وأَنشد سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُها لا النِّيُّ نِيٌّ ولا السَّنامُ سَنام وقيل ليس ذلك لأَن العِظام تَدِقّ بالشحم ولكن إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عند ذلك فيما يُرى الأَزهري والمُسْتَحِشَّة من النوق التي دقَّت أَوظِفَتُها من عِظَمِها وكثرةِ لحمها وحَمِشَت سَفِلَتُها في رأْي العين يقال استحشَّها الشحم وأَحَشَّها الشحم وقام فلان إِلى فلان فاستَحَشَّه أَي صَغُرَ معه وحَشَّ النارَ يَحُشُّها حَشّاً جمع إِليها ما تفرق من الحطب وقيل أَوقدها وقال الأَزهري حَشَشْتُ النارَ بالحطب فزاد بالحطب قال الشاعر تاللَّه لولا أَنْ تَحُشَّ الطُّبَّخُ بِيَ الجَحِيمَ حين لا مُسْتَصْرَخُ يعني بالطُّبّخ الملائكةَ الموكَّلين بالعذاب وحَشَّ الحرب يَحُشُّها حَشّاً كذلك على المَثَل إِذا أَسعرها وهيجها تشبيهاً بإِسْعار النار قال زهير يَحُشُّونَها بالمَشْرَفِيَّة والقنَا وفِتْيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٍ ولا نُكْل والمِحَشُّ ما تُحَرّكُ به النار من حديد وكذلك المِحَشَّة ومنه قيل للرجل الشجاع نِعْم مِحَشُّ الكَتِيبة وفي حديث زينب بنت جحش دخل عليّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فضربني بِمِحَشِّة أَي قضيب جعلَتْه كالعود الذي تُحَشُّ به النار أَي تحرّك به كأَنه حركها به لتَفْهَم ما يقول لها وفلان مِحَشُّ حَرْب مُوقِد نارها ومُؤَرّثُها طَبِنٌ بها وفي حديث الرؤيا وإِذا عنده نار يَحُشُّها أَي يُوقِدُها ومنه حديث أَبي بَصيرٍ ويْلُ أُمِّه مِحَشُّ حَرْب لو كان معه رجال ومنه حديث عائشة تصف أَباها رضي اللَّه عنهما وأَطْفَأَ ما حَشَّتْ يهود أَي ما أَوقَدَت من نيران الفتنة والحرب وفي حديث عليّ رضي اللَّه عنه كما أَزالوكُمْ حَشّاً بالنِّصالِ أَي إِسْعاراً وتهييجاً بالرمْي وحَشَّ النَّابِلُ سهمَه يَحُشُّه حَشّاً إِذا راشَه وأَلْزَقَ به القُذَذَ من نواحيه أَو ركَّبها عليه قال أَو كمِرِّيخٍ على شَرْيانَةٍ حَشَّه الرامِي بِظُهْرانٍ حُشُرْ
( * قوله « حشر » كذا ضبط في الأصل )
وحُشّ الفرسُ بِجِنْبَيْنِ عظيمين إِذا كان مُجْفَراً الأَزهري البعير والفرس إِذا كان مُجْفَرَ الجنبين يقال حُشَّ ظهره بجنبين واسِعَين فهو مَحْشُوش وقال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً منَ الحارِكِ مَحْشُوش بِجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ وحَشَّ الدابة يَحُشُّها حَشّاً حملها في السير قال قد حَشَّها الليل بعُصْلُبِيِّ مُهاجِرٍ ليس بأَعْرابيِّ
( * وفي رواية أخرى لفها الليل ) قال الأَزهري قد حشها أَي قد ضمَّها ويَحُشُّ الرجلُ الحطبَ ويَحُشُّ النار إِذا ضمّ الحطب عليها وأَوقَدَها وكل ما قُوّيَ بشيء أَو أُعِينَ به فقد حُشّ به كالحادي للإِبل والسلاحِ للحرب والحطب للنار قال الراعي هو الطِّرْفُ لم تُحْشَشْ مَطِيٌّ بِمِثْلِه ولا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدارِ خائِفُ أَي لم تُرْمَ مَطِيٌّ بمثله ولا أَعينَ بمثله قوم عند الاحتياج إِلى المعونة ويقال حَشَشْتُ فلاناً أَحُشُّه إِذا أَصْلَحْت من حالِه وحَشَشْت مالَه بمالِ فلان أَي كَثَّرْت به وقال الهذلي في المُزَنيِّ الذي حَشَشْت له مالَ ضَرِيكٍ تِلادُه نُكْد قال ابن الفرج يقال أُلْحِق الحِسَّ بالإِسّ قال وسمعت بعض بني أَسد أَلحِق الحِشَّ بالإِشّ قال كأَنه يقول أَلحق الشيءَ بالشيء إِذا جاءك شيء من ناحية فافعل به جاء به أَبو تراب في باب الشين والسين وتعاقُبِهما الليث ويقال حُشَّ عليّ الصيدَ قال الأَزهري كلام العرب الصحيحُ حُشْ عليَّ الصيدَ بالتخفيف من حاشَ يَحُوش ومن قال حَشَشْت الصيدَ بمعنى حُشْته فإِني لم أَسمعه لغير الليث ولست أَُبْعِده مع ذلك من الجَواز ومعناه ضُمَّ الصيد من جانبيه كما يقال حُشَّ البعيرُ بجَنْبَين واسعين أَي ضُمّ غير أَن المعروف في الصيد الحَوْش وحَشَّ الفرَسُ يَحُشُّ حَشّاً إِذا أَسْرَعَ ومثله أَلْهَبَ كأَنه يتوقد في عَدْوِه قال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً مُلْهِب حَشُّه كحشِّ حَرِيقٍ وَسْكَ غابٍ وذاكَ مِنْه حِضَار والحَشّ والحُشّ جماعة النخل وقال ابن دريد هما النخل المجتمع والحش أَيضاً البستان
( * قوله « والحش البستان » هو مثلث ) وفي حديث عثمان أَنه دُفِنَ في حَشِّ كَوْكَبٍ وهو بُسْتان بظاهر

الصفحة 886