كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

المدينة خارج البَقِيع والحش المُتَوَضَّأُ سمي به لأَنهم كانوا يَذْهبون عند قضاء الحاجة إِلى البَساتين وقيل إِلى النخْل المجتمع يَتَغَوَّطُون فيها على نحو تسميتهم الفناء عَذِرةً والجمع من كل ذلك حِشَّان وحُشَّان وحَشَاشين الأَخيرة جمعُ الجمع كلُّه عن سيبويه وفي الحديث أَنَّ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم اسْتَخْلى في حُشَّان والمِحَشّ والمَحَشّ جميعاً الحَشّ كأَنه مُجْتَمَع العَذِرة والمَحَشَّة بالفتح الدبرُ وذكره ابن الأَثير في ترجمة حَشَن قال في الحديث ذكرُ حُشَّان وهو بضم الحاء وتشديد الشين أُطُمٌ من آطامِ المدينة على طريق قُبور الشُّهَداءِ في الحديث أَنه صلى اللَّه عليه وسلم نَهَى عن إِتْيان النساء في مَحاشِّهِنّ وقد روي بالسين وفي رواية في حُشُوشهن أَي أَدْبارهن وفي حديث ابن مسعود مَحاشُّ النساء عليكم حرام قال الأَزهري كنى عن الأَدبار بالمَحاشّ كما يُكْنى بالحُشُوش عن مواضع الغائطِ والحَشّ والحُشّ المَخْرَج لأَنهم كانوا يقضُون حوائجَهم في البساتين والجمع حشوش وفي حديث طلحة بن عبيد اللَه أَنه قال أَدْخَلوني الحَشّ وقَرَّبوا اللُّجَّ فوضَعُوه على قَفَيّ فبايعْت وأَنا مُكْرَه وفي الحديث إِنَّ هذه الحُشُوش مُحْتَضَرة يعني الكُنُفَ ومواضعَ قضاء الحاجة والحِشاشُ الجُوالِق قال أَعْيَا فنُطْناهُ مَنَاطَ الجَرِّ بَيْنَ حِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ والحَشْحَشة الحَرَكة ودُخُولُ بعضِ القوم في بعض وحَشْحَشَتْه النَّارُ أَحْرَقَتْه وفي حديث علي وفاطمة دخَل عَلينارسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وعلينا قَطِيفة فلما رأَيْناه تَحَشْحَشْنا فقال مَكانَكُما التَحَشْحُش التحرُّك للنهوض وسمعت له حَشْحَشَة وخَشْخَشَة أَي حركَةً
( حشط ) الأَزهري خاصة عن ابن الأَعرابي الحَشْطُ الكَشْطُ
( حشف ) الحَشَفُ من التمر ما لم يُنْوِ فإذا يَبِس صَلُب وفسد لا طعْم له ولا لِحاء ولا حلاوة وتمر حَشِفٌ كثير الحَشَف على النِّسبة وقد أَحْشَفَتِ النخلةُ أَي صار تَمْرُها حَشَفاً الجوهري الحَشَفُ أَردَأُ التمر وفي المثل أَحَشَفاً وسُوءَ كِيلة ؟ وفي الحديث أَنه رأَى رجلاً عَلَّقَ قِنْوَ حَشَفٍ تَصَدَّق به الحَشَفُ اليابِسُ الفاسِدُ من التمر وقيل الضعيف الذي لا نَوَى له كالشِّيصِ والحَشَفُ الضَّرْعُ البالي وقد أَحْشَفَ ضَرْعُ الناقةِ إذا تَقَبَّضَ واسْتَشَنَّ أَي صار كالشَّنّ وحَشَفَ ارْتَفَع منه اللبَنُ والحَشَفَةُ الكَمَرةُ وفي التهذيب ما فَوْقَ الخِتان وفي حديث عليّ في الحَشَفةِ الدِّيةُ هي رأْس الذكَر إذا قطعها إنسان وجبت عليه الديةُ كاملة والحَشِيفُ الثوب البالي الخَلَقُ قال صَخْر الغَيّ أُتِيحَ لها أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ إذا سامَتْ على المَلَقاتِ ساما ورجل مُتَحَشِّفٌ أَي عليه أَطْمارٌ ويقال لأُذُن الإنسان إذا يَبَسَتْ فَتَقَبَّضَتْ قد اسْتَحْشَفَتْ وكذلك ضَرْعُ الأُنثى إذا قَلَصَ وتَقَبّضَ قد اسْتَحْشَفَ ويقال حَشِفٌ وقال طَرفةُ على حَشِفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّد وتَحَشَّفَتْ أَوبارُ الإبلِ طارَتْ عنها وتَفَرَّقَت ويقال رأَيت فلاناً مُتَحَشِّفاً أَي رأَيته سَيِّءَ الحالِ مُتَقَهِّلاً رَثَّ الهيئة وفي حديث عثمان قال له أَبانُ ابن سعيد ما لي أَراكَ مُتَحَشِّفاً ؟ أَسْبِلْ فقال هكذا كانت إزْرَةُ صاحبنا صلى اللّه عليه وسلم المُتَحَشِّفُ اللاَّبِسُ الحشيفِ وهو الخلَقُ وقيل المُتَحَشِّفُ المُبْتَئِسُ المُتَقَبِّضُ والإزْرَة بالكسر حالةُ المُتَأَزِّرِ والحَشَفَةُ صَخْرةٌ رِخْوةٌ في سَهْل من الأَرض الأَزهري ويقال للجزيرة في البحر لا يَعْلُوها الماءُ حَشَفَةٌ وجَمْعها حِشَافٌ إذا كانت صغيرة مُستديرة وجاء في الحديث أَنَّ موضعَ بيتِ اللّه كان حَشَفةً فدحَا اللّهُ الأَرض عنها وقال شمر الحُشافةُ والحُسافةُ بالشين والسين الماء القليل
( حشك ) الحشَك شدة الدِّرَّةِ في الضَّرْع وقيل سرعة تجمُّع اللبن فيه وحَشَكَت الناقةُ في ضرعها لبناً تَحْشكه حَشْكاً وحُشُوكاً وهي حَشُوك جمعته وكذلك قال عمرو ذو الكلب يا ليتَ شِعْرِي عنكَ والأَمرُ أَمَمْ ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ ؟ صُبَّ لها في الريح مِرِّيخٌ أَشَمْ فاجْتالَ منها لَجْبةً ذات هَزَمْ حاشِكَةَ الدِّرَّةِ ورْهاءَ الرَّخَمْ
( * قوله « مريخ » المريخ كسكين السهم لكن المراد به هنا الذئب على التشبيه لقوله فاجتال أي اختار فإن الاختيار للذئب أفاده شارح القاموس في م ر خ )
والحَشْكُ تركك الناقة لا تحلبها حتى يجتمع لبنها وهي مَحْشُوكة وحَشَكَها يَحْشِكها حشكاً إِذا تركها لا يحلبها حتى يجتمع اللبن في ضَرْعها قال غَدَتْ وهي مَحْشُوكة حافِلٌ فَرَاح الذِّئارُ عليها صحيحا

الصفحة 887