وغيره وفي التنزيل إِنَّكم وما تَعْبُدُون مِن دُونِ اللّه حَصَبُ جَهَنَّم قال الفرَّاءُ ذكر أَن الحَصَبَ في لغة أَهل اليمن الحَطَبُ ورُوِي عن علي كرّم اللّه وجهه أَنه قرأَ حَطَبُ جَهَنَّمَ وكلُّ ما أَلْقَيْتَه في النار فقد حَصَبْتَها به ولا يكون الحَصَبُ حَصَباً حتى يُسْجَر به وقيل الحَصَبُ الحَطَبُ عامّةً وحَصَبَ النارَ بالحَصَبِ يَحْصُبها حَصْباً أَضْرَمَها الأَزهري الحَصَبُ الحَطَبُ الذي يُلْقَى في تَنُّور أَو في وَقُودٍ فأَمّا ما دام غير مستعمل للسُّجُورِ فلا يسمى حَصَباً وحَصَبْتُه أَحْصِبُه رمَيْته بالحَصْباءِ والحَجرُ المَرْمِيُّ به حَصَبٌ كما يقال نَفَضْتُ الشيءَ نَفْضاً والمنفوضُ نَفَضٌ فمعنى قوله حَصَبُ جهنم أَي يُلْقَوْن فيها كما يُلْقَى الحَطَبُ في النارِ وقال الفرَّاءُ الحَصَبُ في لغة أَهل نجد ما رَمَيْتَ به في النار وقال عكرمة حَصَبُ جهنم هو [ ص 321 ] حَطَبُ جهنم بالحَبَشية وقال ابن عرفة إِن كان أَراد أَن العرب تكملت به فصار عَرَبيةً وإِلا فليس في القرآن غيرُ العربيةِ وحَصَبَ في الأَرض ذَهَبَ فيها وحَصَبةُ اسم رجل عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَلَسْتَ عَبْدَعامِرِ بنِ حَصَبَهْ ويَحْصَبُ قبيلةٌ وقيل هي يَحْصُبُ نقلت من قولك حَصَبَه بالحصى يَحْصُبُه وليس بقويّ وفي الصحاح ويَحْصِبُ بالكسر حَيٌّ من اليمن وإِذا نسبت إِليه قلت يَحْصَبِيٌّ بالفتح مثل تَغْلِبَ وتَغْلَبِيٍّ
( حصد ) الحَصْدُ جزك البر ونحوه من النبات حَصَدَ الزرع وغيره من النبات يَحْصِدُه ويَحْصُدُه حَصْداً وحَصاداً وحِصاداً عن اللحياني قطعه بالمِنْجَلِ وحَصَده واحتصده بمعنى واحد والزرع محصود وحَصِيدٌ وحَصِيدَةٌ وحَصَدٌ بالتحريك ورجل حاصد من قوم حَصَدةٍ وحُصَّاد والحَصَاد والحِصاد أَوانُ الحَصْد والحَِصَادُ والحَصِيدُ والحَصَد الزرع والبر المحصود بعدما يحصد وأَنشد إِلى مُقْعَدات تَطْرَحُ الريحُ بالضحى عليهنَّ رَفْضاً من حَصَادِ القُلاقل وحَصاد كل شجرة ثمرتها وحَصاد البقول البرية ما تناثر من حبتها عند هَيْجها والقلاقل بقلة برية يشبه حبها حب السمسم ولها أَكمام كأَكمامها وأَراد بحصاد القلاقل ما تناثر منه بعد هيجه وفي حديث ظبيانَ يأْكلون حَصِيدَها الحصيد المحصود فعيل بمعنى مفعول وأَحْصَدَ البر والزرع حان له أَن يُحصد واسْتَحْصَد دعا إِلى ذلك من نفسه وقال ابن الأَعرابي أَحصد الزرع واستحصد سواء والحَصِيد أَسافل الزرع التي تبقى لا يتمكن منها المِنْجل والحَصِيد المَزْرَعَة لأَنها تُحْصَد الأَزهري الحصيدة المزرعة إِذا حصدت كلها والجمع الحصائد والحصيدُ الذي حَصَدَتْه الأَيدي قاله أَبو حنيفة وقيل هو الذي انتزعته الرياح فطارت به والمُحْصدُ الذي قد جف وهو قائم والحَصَدُ ما أَحصَدَ من النبات وجف قال النابغة يَمُدُّهُ كلُّ وادٍ مُتْرَعٍ لَجِبٍ فيه رُكام من اليَنْبوتِ والحَصَدِ
( * في ديوان النابغة والخَضَد )
وقوله عز وجل وآتوا حقه يوم حَصاده يريد والله أَعلم يوم حَصْده وجزازه يقال حِصاد وحَصاد وجِزاز وجَزاز وجِداد وجَداد وقِطاف وقَطاف وهذان من الحِصاد والحَصاد وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم نهى عن حَِصاد الليل وعن جداده الحَِصاد بالفتح والكسر قَطْعُ الزرع قال أَبو عبيد إِنما نهى عن ذلك ليلاً من أَجل المساكين لأَنهم كانوا يحضرونه فيتصدق عليهم ومنه قوله تعالى وآتوا حقه يوم حصاده وإِذا فعل ذلك ليلاً فهو فرار من الصدقة ويقال بل نهى عن ذلك لأَجل الهوام أَن تصيب الناس إِذا حَصَدوا ليلاً قال أَبو عبيد والقول الأَول أَحبُّ إِليّ وقول الله تعالى وحَبَّ الحصيد قال الفراء هذا مما أُضيف إِلى نفسه وهو مثل قوله تعالى إِن هذا لهو حق اليقين ومثله قوله تعالى ونحن أَقرب إِليه من حبل الوريد والحبل هو الوريد فأُضيف إِلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين وقال الزجاج نصب قوله وحبَّ الحصيد أَي وأَنبتنا فيها حب الحصيد فجمع بذلك جميع ما يقتات من حب الحنطة والشعير وكل ما حصد كأَنه قال وحب النبت الحصيد وقال الليث أَراد حب البر المحصود قال الأَزهري وقول الزجاج أَصح لأَنه أَعم والمِحْصَدُ بالكسر المنجل وحَصَدَهم يَحْصَِدُهم حَصْداً قتلهم قال الأَعشى قالوا البَقِيَّةَ والهنْدِيُّ يَحْصُدُهم ولا بَقِيَّةَ إِلاَّ الثَّارُ وانكَشَفوا وقيل للناس حَصَدٌ وقوله تعالى حتى جعلناهم حصيداً خامدين مِن هذا هؤلاء قوم قتلوا نبيّاً بعث إِليهم فعاقبهم الله وقتلهم ملك من ملوك الأَعاجم فقال الله تعالى حتى جعلناهم حصيداً خامدين أَي كالزرع المحصود وفي حديث الفتح فإِذا لقيتموهم غداً أَن تحْصُدوهم حَصْداً أَي تقتلوهم وتبالغوا في قتلهم واستئصالهم مأْخوذ من حَصْدِ الزرع وكذلك قوله