يزرعها اللَّهُ من جَنْبٍ ويَحْصُدُها فلا تقوم لما يأْتي به الصُّرَمُ كأَنه يخلقها ويميتها وحَصَدَ الرجلُ حَصْداً حكاه اللحياني عن أَبي طيبة وقال هي لغتنا قال وإِنما قال هذا لأَن لغة الأَكثر إِنما هو عَصَدَ والحَصَدُ اشتداد الفتل واستحكام الصناعة في الأَوتار والحبال والدروع حبل أَحْصَدُ وحَصِدٌ ومُحْصَدٌ ومُسْتَحْصِدٌ وقال الليث الحَصَدُ مصدرُ الشيء الأَحْصَدِ وهو المحكم فتله وصنعته من الحبال والأَوتار والدروع وحبل مُحْصَدٌ أَي محكم مفتول وحَصِد بكسر الصاد وأَحصدت الحبل فتلته ورجل مُحْصَدُ الرأْي محكمه سديده على التشبيه بذلك ورأْي مُسْتَحْصَدٌ محكم قال لبيد وخَصْمٍ كنادي الجنِّ أَسقطت شَأْوَهم بمُسْتَحْصَدٍ ذي مِرَّة وضُروع أَي برأْي محكم وثيق والصُّروع والضُّروع الضُّروب والقُوَى واستحصد أَمر القوم واستحصف إِذا استحكم واستَحْصَل الحبل أَي استحكم ويقال للخَلْقِ الشديد أَحْصَدُ مُحْصَدٌ حَصِدٌ مُسْتَحْصِد وكذلك وتَرٌ أَحصد شديد الفتل قال الجعدي مِنْ نَزِعٍ أَحْصَدَ مُسْتأْرِب أَي شديد محكم وقال آخر خُلِقْتَ مشروراً مُمَرّاً مُحْصَدا واسْتَحْصَدَ حَبْله اشتدّ غضبه ودرع حَصداء صلبة شديدة محكمة واستحصد القوم أَي اجتمعوا وتضافروا والحَصَادُ نبات ينبت في البَرَّاق على نِبْتَة الخافورِ يُخْبَطُ للغَنَم وقال أَبو حنيفة الحَصادُ يشبه السَّبَطَ قال ذو الرمة في وصف ثور وحشي قاظَ الحَصادَ والنَّصِيَّ الأَغْيَدا والحَصَدُ نبات أَو شجر قال الأَخطل تَظَلُّ فيه بناتُ الماءِ أَنْجِيَةً وفي جَوانبه اليَنْبوتُ والحَصَدُ الأَزهري وحَصاد البَرْوَق حبة سوداء ومنه قول ابن فَسْوَة كأَنَّ حَصادَ البَرْوَق الجَعْدِ حائلٌ بِذِفْرَى عِفِرْناةٍ خلافَ المُعَذَّرِ شبه ما يقطر من ذفراها إِذا عرقت بحب البروَق الذي جعله حصاده لأَن ذلك العرق يتحبب فيقطر أَسود وروي عن الأَصمعي الحصاد نبت له قصب ينبسط في الأَرض وُرَيْقُه على طَرَف قَصَبه وأَنشد بيت ذي الرمة في وصف ثور الوحش وقال شمر الحَصَدُ شجر وأَنشد فيه حُطام من اليَنْبُوت والحَصَد ويروى والخَضَد وهو ما تثنى وتكسر وخُضِدَ الجوهري الحَصادُ والحَصَدُ نبتان فالحصاد كالنَّصِيِّ والحصد شجر واحدته حَصَدَةٌ وحصائد الأَلسنة التي في الحديث هو ما قيل في الناس باللسان وقطع به عليهم قال الأَزهري وفي الحديث وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إِلاَّ حصائد أَلسنتهم ؟ أَي ما قالته الأَلسنة وهو ما يقتطعونه من الكلام الذي لا خير فيه واحدتها حَصيدَةٌ تشبيهاً بما يُحْصَدُ من الزرع إِذا جذ وتشبيهاً للسان وما يقتطعه من القول بحد المنجل الذي يحصد به وحكى ابن جني عن أَحمد بن يحيى حاصود وحواصيد ولم يفسره قال ابن سيده ولا أَدري ما هو
( حصر ) الحَصَرُ ضربٌ من العِيِّ حَصِرَ الرجلُ حَصَراً مثل تَعِبَ تَعَباً فهو حَصِرٌ عَيِيَ في منطقه وقيل حَصِرَ لم يقدر على الكلام وحَصِرَ صدرُه ضاق والحَصَرُ ضيق الصدر وإِذا ضاق المرء عن أَمر قيل حَصِرَ صدر المرء عن أَهله يَحْصَرُ حَصَراً قال الله عز وجل إِلاَّ الذين يَصِلُون إِلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أَو جاؤوكم حَصِرَتْ صُدورُهُم أَن يقاتلوكم معناه ضاقت صدورهم عن قتالكم وقتال قومهم قال ابن سيده وقيل تقديره وقد حَصِرَتْ صدورهم وقيل تقديره أَو جاؤوكم رجالاً أَو قوماً فَحَصِرَتْ صدورهم الآن في موضع نصب لأَنه صفة حلت محل موصوف منصوب على الحال وفيه بعض صَنْعَةٍ لإِقامتك الصفة مقام الموصوف وها مما
( * كذا بياض بالأَصل ) وموضع الإِضطرار أَولى به من النثر
( * قوله النثر هكذا في الأَصل ) وحال الاختيار وكل من بَعِلَ بشيءٍ أَو ضاق صدره بأَمر فقد حَصِرَ ومنه قول لبيد يصف نخلة طالت فحَصِرَ صدرُ صارِمِ ثمرها حين نظر إِلى أَعاليها وضاق صدره أَن رَقِيَ إِليها لطولها أَعْرَضْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْع مُنِيفةٍ جَرْداءَ يَحْصَرُ دونَها صُرَّامُها أَي تضيق صدورهم بطول هذه النخلة وقال الفراء في قوله تعالى أَو جاؤوكم حَصِرَتْ صدورهم العرب تقول أَتاني فلان ذَهَبَ عَقْلُهُ يريدون قد ذهب عقله قال وسمع الكسائي رجلاً يقول فأَصبحتُ نظرتُ إِلى ذات التنانير وقال الزجاج جعل الفراء قوله حَصِرَتْ حالاً ولا يكون حالاً إِلاَّ بقد قال وقال بعضهم حَصِرَتْ صدورهم خبر بعد خبر كأَنه قال أَو جاؤوكم ثم أَخبر بعدُ قال حَصِرَتْ صدورهم أَن يقاتلوكم وقال أَحمد بن يحيى إِذا أَضمرت قد قرّبت من الحال وصارت كالاسم وبها قرأَ من قرأَ حَصِرَةً صُدورُهُمْ قال أَبو زيد ولا يكون جاءني القوم ضاقت صدورهم إِلاَّ أَن تصله بواو أَو بقد كأَنك قلت جاءني