كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

تمام حجه أَو عمرته وكل ما لم يكن مقهوراً كالحبس والسحر وأَشباه ذلك يقال في المرض قد أُحْصِرَ وفي الحبس إِذا حبسه سلطان أَو قاهر مانع حُصِرَ فهذا فرق بينهما ولو نويت بقهر السلطان أَنها علة مانعة ولم تذهب إِلى فعل الفاعل جاز لك أَن تقول قد أُحْصِرَ الرجل ولو قلت في أُحْصِرَ من الوجع والمرض إِن المرض خَصَره أَو الخوف جاز أَن تقول حُصِرَ قوله عز وجل وسيداً وحصوراً يقال إِنه المُحْصَرُ عن النساء لأَنها علة قيس بمحبوس فعلى هذا فابْنِ وقيل سمي حصوراً لأَنه حبس عما يكون من الرجال وحَصَرَني الشيء وأَحْصَرَني حبسني وأَنشد لابن ميادة وما هجرُ لَيْلَى أَن تكونَ تَباعَدَتْ عليكَ ولا أَنْ أَحْصَرَتْكَ شُغُولُ في باب فَعَلَ وأَفْعَلَ وروى الأَزهري عن يونس أَنه قال إِذا رُدَّ الرجل عن وجه يريده فقد أُحْصِرَ وإِذا حبس فقد حُصِرَ أَبو عبيدة حُصِرَ الرجل في الحبس وأُحْصِرَ في السفر من مرض أَو انقطاع به قال ابن السكيت يقال أَحصره المرض إِذا منعه من السفر أَو من حاجة يريدها وأَحصره العدوّ إِذا ضيق عليه فَحصِرَ أَي ضاق صدره الجوهري وحَصَرَهُ العدوّ يَحْصُرُونه إِذا ضيقوا عليه وأَحاطوا به وحاصَرُوه مُحاصَرَةً وحِصاراً وقال أَبو إِسحق النحوي الروية عن أَهل اللغة أَن يقال للذي يمنعه الخوف والمرض أُحْصِرَ قال ويقال للمحبوس حُصِرَ وإِنما كان ذلك كذلك لأَن الرجل إِذا امتنع من التصرف فقد حَصَرَ نَفْسَه فكَأَنَّ المرض أَحبسه أَي جعله يحبس نفسه وقولك حَصَرْتُه حبسته لا أَنه أَحبس نفسه فلا يجوز فيه أَحصر قال الأَزهري وقد صحت الرواية عن ابن عباس أَنه قال لا حَصْرَ إِلاَّ حَصْرُ العدوّ فجعله بغير أَلف جائزاً بمعنى قول الله عز وجل فإِن أُحْصِرْتُمْ فما اسْتَيْسَرَ من الهَدْيِ قال وقال الله عز وجل وجعلنا جهنم للكافرين حَصِيراً أَي مَحْبِساً ومَحْصَِراً ويقا حَصَرْتُ القومَ في مدينة بغير أَلف وقد أَحْصَرَه المرض أَي منعه من السفر وأَصلُ الخَصْرِ والإِحْصارِ المنعُ وأَحْصَرَهُ المرضُ وحُصِرَ في الحبس أَقوى من أُحْصِرَ لأَن القرآن جاء بها والحَصِيرُ الطريق والجمع حُصُرٌ عن ابن الأَعرابي وأَنشد لما رأَيتُ فِجاجَ البِيدِ قد وضَحَتْ ولاحَ من نُجُدٍ عادِيَّةٌ حُصُرُ نُجْدٌ جمع نَجْدٍ كَسَحْلٍ وسُحُلٍ وعادية قديمة وحَصَرَ الشيءَ يَحْصُرُه حَصْراً استوعبه والحَصِيرُ وجه الأَرض والجمع أَحْصِرَةٌ وحُصُر والحَصِيرُ سَقيفَة تُصنع من بَرْديٍّ وأَسَلٍ ثم تفرش سمي بذلك لأَنه يلي وجه الأَرض وقيل الحَصِيرُ المنسوجُ سمي حَصِيراً لأَنه حُصِرَتْ طاقته بعضها مع بعض والحَصِيرُ أَفضلُ الجهاد وأَكملُه حجُّ مَبْرُورٌ ثم لزومُ الحَصِيرِ وفي رواية أَنه قال لأَزواجه هذه ثم قال لزومُ الحُصُرِ أَي أَنكنَّ لا تَعُدْنَ تخرجن من بيوتكنّ وتلزمن الحُصُرَ وهو جمع حَصِير الذي يبسط في البيوت وتضم الصاد وتسكن تخفيفاً وقول أَبي ذؤيب يصف ماء مزج به خمر تَحَدَّرَ عن شاهِقِ كالحَصِي رِ مُسْتَقْبِلَ الريحِ والفَيْءُ قَرّ يقول تَنَزَّلَ الماءُ من جبل شاهق له طرائق كشُطَب الحصير والحَصِيرُ البِساطُ الصغير من النبات والحَصِيرُ الجَنْبُ والحَصِيرانِ الجَنْبانِ الأَزهري الجَنْبُّ يقال له الحَصِيرُ لأَن بعض الأَضلاع مَحْصُورٌ مع بعض وقيل الحَصِيرُ ما بين العِرْقِ الذي يظهر في جنب البعير والفرس معترضاً فما فوقه إِلى مُنْقَطَعِ الجَنْبِ والحَصِيرُ لحمُ ما بين الكتف إِلى الخاصرة وأَما قول الهذلي وقالوا تركنا القومَ قد حَصَرُوا به ولا غَرْوَ أَنْ قد كانَ ثَمَّ لَحيمُ قالوا معنى حصروا به أَي أَحاطوا به وحَصِيرا السيف جانباه وحَصِيرُه فِرِنْدُه الذي تراه كَأَنه مَدَبُّ النملِ قال زهير بِرَجْمٍ كَوَقْعِ الهُنْدُوانِيِّ أَخْلَصَ الصَّ ياقِلُ منه عن حَصِيرٍ ورَوْنَقِ وأَرض مَحْصُورة ومنصورة ومضبوطة أَي ممطورة والحَِصارُ والمِحْصَرَةُ حَقيبَةٌ وقال الجوهري وسادَةٌ تلقى على البعير ويرفع مؤخرها فتجعل كآخِرَةِ الرجل ويحشى مقدّمها فيكون كقادِمَةِ الرحل وقيل هو مَرْكَبٌ به الرَّاضَةُ وقيل هو كساء يطرح على ظهره يُكْتَفَلُ به وأَحْصَرْتُ الجملَ وحَصَرْتُه جعلت له حِصاراً وهو كساء يجعل حول سَنامِهِ وحَصَرَ البعيرَ يَحْصُرُه ويحْصِرُه حَصْراً واحْتَصَرَهُ شَدَّه بالحِصار والمِحْصَرَةُ قَتَبٌ صغير يُحْصَرَ به البعير ويلقى غليه أَداة الراكب وفي حديث أَبي بكر أَن سَعْداً الأَسْلَمِيَّ قال رأَيته بالخَذَواتِ وقد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقَةً في مؤَخَّرَةِ الحِصَارِ هو من ذلك وفي حديث حذيفةَ تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوب عَرْضَ الحصير أَي تحيط بالقلوب يقال حَصَرَ به القومُ أَي أَطافوا وقيل هو عِرْقٌ يمتدّ معترِضاً على جنب الدابة إِلى ناحية بطنها فشبه الفتن بذلك وقيل هو ثوب مزخرف منقوش إِذا نشر أَخذ القلوب بحسن

الصفحة 897