كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 2)

ويقال للمَناهِل المَحاضِر للاجتماع والحضور عليها قال الخطابي ربما جعلوا الحاضِرَ اسماً للمكان المحضور يقال نزلنا حاضِرَ بني فلان فهو فاعل بمعنى مفعول وفي الحديث هِجْرَةُ الحاضِرِ أَي المكان المحضور ورجل حَضِرٌ وحَضَرٌ يَتَحَيَّنُ طعام الناس حتى يَحْضُرَهُ الأَزهري عن الأَصمعي العرب تقول اللَّبَنُ مُحْتَضَرٌ ومَحْضُورٌ فَغَطِّهِ أَي كثير الآفة يعني يَحْتَضِرُه الجنّ والدواب وغيرها من أَهل الأَرض والكُنُفُ مَحْضُورَةٌ وفي الحديث إِن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ أَي يحضُرها الجنّ والشياطين وقوله تعالى وأَعوذ بك رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ أَي أَن تصيبني الشياطين بسوء وحُضِرَ المريض واحْتُضِرَ إِذا نزل به الموتُ وحَضَرَنِي الهَمُّ واحْتَضَرَ بيِ وتَحَضَّرَنِي وفي الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام ذَكَرَ الأَيامَ وما في كل منها من الخير والشر ثم قال والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَن له أَشْطُراً أَي هو أَكثر شرّاً وهو أَفْعَلُ من الحُضُورِ ومنه قولهم حُضِرَ فلان واحْتُضِرَ إِذا دنا موته قال ابن الأَثير وروي بالخاءِ المعجمة وقيل هو تصحيف وقوله إِلا أَن له أَشْطُراً أَي خيراً مع شره ومنه حَلَبَ الدهرَ الأَشْطُرَهُ أَي نال خَيْرَهُ وشَرَّه وفي الحديث قُولُوا ما يَحْضُرُكُمْ
( * قوله « قولوا ما يحضركم » الذي في النهاية قولوا ما بحضرتكم ) أَي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تتكلفوا غيره والحَضِيرَةُ موضع التمر وأَهل الفَلْحِ
( * قوله « وأهل الفلح » بالحاء المهملة والجيم أَي شق الأَرض للزراعة ) يُسَمُّونها الصُّوبَةَ وتسمى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ والحَضِيرَةُ جماعة القوم وقيل الحَضِيرَةُ من الرجال السبعةُ أَو الثمانيةُ قال أَبو ذؤيب أَو شهاب ابنه رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ من الدار لا يأْتي عليها الحضائِرُ وقيل الحَضِيرَةُ الأَربعة والخمسة يَغْزُونَ وقيل هم النَّفَرُ يُغْزَى بهم وقيل هم العشرة فمن دونهم الأَزهري قال أَبو عبيد في قول سَلْمَى الجُهَنِيَّةِ تمدح رجلاً وقيل ترثيه يَرِدُ المِياهَ حَضِيرَةً ونَفِيضَةً وِرْدَ القَطاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ اختلف في اسم الجهنية هذه فقيل هي سلمى بنت مَخْدَعَةَ الجهنية قال ابن بري وهو الصحيح وقال الجاحظ هي سُعْدَى بنت الشَّمَرْدَل الجهنية قال أَبو عبيد الحَضِيرَةُ ما بين سبعة رجال إِلى ثمانية والنَّفِيضَةُ الجماعة وهم الذين يَنْفُضُونَ وروى سلمة عن الفراء قال حَضِيرَةُ الناس ونَفِيضَتُهم الجماعَةُ قال شمر في قوله حضيرةً ونفيضةً قال حضيرة يحضرها الناس يعني المياه ونفيضة ليس عليها أَحد حكي ذلك عن ابن الأَعرابي ونصب حضيرة ونفيضة على الحال أَي خارجة من المياه وروي عن الأَصمعي الحضيرة الذين يحضرون المياه والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع قال الأَزهري وقول ابن الأَعرابي أَحسن قال ابن بري النفيضة جماعة يبعثون ليكشفوا هل ثَمَّ عدوّ أَو خوف والتُّبَّعُ الظل واسْمَأَلَّ قَصُرَ وذلك عند نصف النهار وقبله سَبَّاقُ عادِيةٍ ورأْسُ سَرِيَّةٍ ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وَهادٍ مِسْلَعُ المِسْلَعُ الذي يشق الفلاة شقّاً واسم المَرْثِيِّ أَسْعَدُ وهو أَخو سلمى ولهذا تقول بعد البيت أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ لِلرِّماحِ دَرِيئَةً هَبَلَتْكَ أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ ؟ الدَّرِيئَةُ الحَلْقَةُ التي يتعلم عليها الطعن والجمع الحضائر قال أَبو شهاب الهذلي رِجالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ من الدار لا تَمْضِي عليها الحضائِرُ وقوله رجال بدل من معقل في بيت قبله وهو فلو أَنهمْ لم يُنْكِرُوا الحَقَّ لم يَزَلْ لهم مَعْقِلٌ مِنَّا عَزيزٌ وناصِرُ يقول لو أَنهم عرفوا لنا محافظتنا لهم وذبَّنا عنهم لكان لهم منا مَعْقِلٌ يلجؤُون إِليه وعز ينتهضون به والحَلْقَةُ الجماعة وقوله لا تمضي عليها الحضائر أَي لا تجوز الحضائر على هذه الحلقة لخوفهم منها ابن سيده قال الفارسي حَضيرَة العسكر مقدّمتهم والحَضِيرَةُ ما تلقيه المرأَة من وِلادِها وحَضِيرةُ الناقة ما أَلقته بعد الولادة والحَضِيرَةُ انقطاع دمها والحَضِيرُ دمٌ غليظ يجتمع في السَّلَى والحَضِيرُ ما اجتمع في الجُرْحِ من جاسِئَةِ المادَّةِ وفي السَّلَى من السُّخْدِ ونحو ذلك يقال أَلقت الشاةُ حَضِيرتَها وهي ما تلقيه بعد الوَلَدِ من السُّخْدِ والقَذَى وقال أَبو عبيدة الحَضِيرَةُ الصَّاءَةُ تَتْبَعُ السَّلَى وهي لفافة الولد ويقال للرجل يصيبه اللَّمَمُ والجُنُونُ فلان مُحْتَضَرٌ ومنه قول الراجز وانْهَمْ بِدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ فقد أَتتكَ زُمَراً بعد زُمَرْ والمُحْتَضِرُ الذي يأْتي الحَضَرَ ابن الأَعرابي يقال لأُذُنِ الفيل الحاضِرَةُ ولعينه الحفاصة
( * قوله « الحفاصة » كذا بالأصل بدون نقط وكتب بهامشه بدلها العاصة ) وقال الحَضْرُ التطفيل وهو الشَّوْلَقِيُّ وهو القِرْواشُ والواغِلُ والحَضْرُ الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ والحَضْرَةُ الشِّدَّةُ والمَحْضَرُ السِّجِلُّ

الصفحة 908