كتاب لسان العرب - ط المعارف (اسم الجزء: 1)

محافِرُها كأَسْرِيَةِ الإضِينا وزعم أَبو عبيد أَن أَضاً جمع أَضاةٍ وإضاء جمع أَضاً قال ابن سيده وهذا غير قوي لأَنه إنما يُقْضى على الشيء أَنه جَمْع جمعٍ إذا لم يوجد من ذلك بدٌّ فأَما إذا وجدنا منه بدّاً فلا ونحن نجد الآن مَنْدوحةً من جمع الجمع فإن نظير أَضاة وإضاء ما قَدَّمناه من رَقَبة ورِقاب ورَحَبَة ورِحاب فلا ضرورة بنا إلى جمع الجمع وهذا غير مصنُوع فيه لأَبي عبيد إنما ذلك لسيبويه والأَخفش وقول النابغة في صفة الدروع عُلِينَ بكِدْيَوْن وأُبْطِنَّ كُرَّةً فَهُنَّ إضاءٌ صافِياتُ الغَلائل أَراد مثل إضاء كما قال تعالى وأَزْواجُه أُمَّهاتُهم أَراد مثل أُمهاتهم قال وقد يجوز أَن يريد فهُنَّ وِضاء أَي حِسانٌ نِقاءٌ ثم أَبدل الهمزة من الواو كما قالوا إساد في وساد وإشاح في وِشاح وإعاء في وِعاء قال أَبو الحسن هذا الذي حكته من حَمْل أَضاة على الواو بدليل أَضَوات حكايَةُ جميع أَهل اللغة وقد حمله سيبويه على الياء قال ولا وجه له عندي البَتَّة لقولهم أَضَوات وعدم ما يستدل به على أَنه من الياء قال والذي أُوَجِّه كلامه عليه أَن تكون أَضاة فَلْعة من قولهم آضَ يَئِيضُ على القلب لأَن بعض الغَدير يَرْجِعُ إلى بعض ولا سيما إذا صَفَّقَته الريح وهذا كما سُمِّيَ رَجْعاً لتراجُعه عند اصطفاق الرياح وقول أَبي النجم وَرَدْتُه ببازِلٍ نَهَّاضِ وِرْدَ القَطا مَطائطَ الإياضِ إنما قلب أَضاة قبل الجمع ثم جَمَعَه على فِعال وقالوا أَراد الإضاء وهو الغُدْران فقَلَب التهذيب الأَضاة غَدير صغير وهو مَسِيلُ الماء
( * قوله « وهو مسيل الماء إلخ » عبارة التهذيب وهو مسيل الماء المتصل بالغدير ) إلى الغَدير المتصلُ بالغَدير وثلاث أَضَواتٍ ويقال أَضَيات مثل حَصَيات قال ابن بري لام أَضاة واو وحكى ابن جني في جمعها أَضَوات وفي الحديث أَن جبريل عليه السلام أَتى النبي صلى الله عليه وسلم عند أَضاة بني غِفارٍ الأَضاة بوزن الحَصاة الغَدير وجمعها أَضاً وإضاء كأَكَم وإكام
( أطد ) الأَطَد العَوْسَج عن كراع
( أطر ) الأَطْرُ عَطْفُ الشيءِ تَقْبِضُ على أَحَدِ طَرَفَيْهِ فَتُعَوِّجُه أَطَرَه يأْطِرُهُ ويأْطُرُه أَطراً فَانْأَطَرَ انْئِطاراً وأَطَّرَه فَتَأَطَّر عطَفه فانعطف كالعُود تراه مستديراً إِذا جمعت بين طرفيه قال أَبو النجم يصف فرساً كَبْداءُ قَعْشَاءُ على تَأْطِيرِها وقال المغيرة بن حَبْنَاءَ التميمي وأَنْتُمْ أُناسٌ تَقْمِصُونَ من القَنا إِذا ما رَقَى أَكْتَافَكُمْ وتَأَطَّرا أَي إِذا انْثنى وقال تأَطَّرْنَ بالمِينَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه وقدْ لَحَّ مِنْ أَحْمالِهنَّ شُجُون وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر المظالم التي وقعت فيها بنو إِسرائيل والمعاصي فقال لا والذي نفسي بيده حتى تأْخذوا على يَدَي الظالم وتَأْطِرُوهُ على الحق أَطْراً قال أَبو عمرو وغيره قوله تَأْطِرُوه على الحق يقول تَعْطِفُوه عليه قال ابن الأَثير من غريب ما يحكى في هذا الحديث عن نفطويه أَنه قال بالظاء المعجمة من باب ظأَر ومنه الظِّئْرُ وهي المرضِعَة وجَعَلَ الكلمة مقلوبةً فقدّم الهمزة على الظاء وكل شيء عطفته على شيء فقد أَطَرْته تَأْطِرُهُ أَطْراً قال طرفة يذكر ناقة وضلوعها كأَنَّ كِناسَيْ ضالَةٍ يَكْنُفانِها وأَطْرَ قِسِيٍّ تحتَ صُلْبٍ مُؤَبَّد شبه انحناء الأَضلاع بما حُني مِن طرَفي القَوْس وقال العجاج يصف الإِبل وباكَرَتْ ذَا جُمَّةٍ نَمِيرا لا آجِنَ الماءِ ولا مَأْطُورا وعَايَنَتْ أَعْيُنُها تامُورَا يُطِيرُ عَنْ أَكتافِها القَتِيرا قال المأْطور البئر التي قد ضَغَطَتْها بئر إِلى جنبها قال تَامُورٌ جُبَيْل صَغير والقَتِيرُ ما تطاير من أَوْبارِها يَطِيرُ مِنْ شِدَّة المزاحَمَة وإِذا كان حالُ البِئر سَهْلاً طُوي بالشجر لئلا ينهدم فهو مأْطور وتَأَطَّرَ الرُّمحُ تَثَنَّى ومنه في صفة آدم عليه السلام أَنه كان طُوالاً فَأَطَرَ اللهُ منه أَي ثَنَاه وقَصَّره ونَقَصَ من طُوله يقال أَطَرْتُ الشيء فَانْأَطَرَ وتَأَطَّرَ أَي انْثَنَى وفي حديث ابن مسعود أَتاه زياد بن عَديّ فأَطَرَه إِلى الأَرض أَي عَطَفَه ويروى وَطَدَه وقد تقدّم وأَطْرُ القَوْسِ والسَّحاب مُنحناهُما سمي بالمصدر قال وهاتِفَةٍ لأَطْرَيْها حَفِيفٌ وزُرْقٌ في مُرَكَّبَةٍ دِقاقُ ثنَّاه وإن كان مصدراً لأَنه جعله كالاسم أَبو زيد أَطَرْتُ القَوْسَ آطِرُها أَطْراً إِذا حَنَيْتَها والأَطْرُ كالاعْوِجاج تراه في السحاب وقال الهذلي أَطْرُ السَّحاب بها بياض المِجْدَلِ قال وهو مصدر في معنى مفعول وتَأَطَّرَ بالمكان تَحَبَّسَ وتَأَطَّرَتِ المرأَةُ تَأَطُّراً لزمت بيتها وأَقامت فيه قال عمر بن أَبي ربيعة تَأَطَّرْنَ حَتى قُلْنَ لَسْنَ بَوارِحاً وذُبْنَ كما ذابَ السَّدِيفُ المُسَرْهَدُ والمأْطورة العُلْبَة يُؤْطَرُ لرأْسها عُودٌ ويُدارُ ثم يُلْبَسُ شَفَتَها وربما ثُنِيَ على العود المأْطور أَطرافُ جلد العلبة فَتَجِفُّ عليه قال الشاعر وأَوْرَثَكَ الرَّاعِي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً ومَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِيَّةِ مِنْ جِلدِ قال والسوية مرْكبٌ من مراكب النساء وقال ابن الأَعرابي التأْطير أَن تبقى الجارية زماناً في بيت أَبويها لا تتزوَّج والأُطْرَةُ ما أَحاط بالظُّفُرِ من اللحم والجمعُ أُطَرٌ وإِطارٌ وكُلُّ ما أَحاط بشيء فَهُوَ لَهُ أُطْرَةٌ وإِطارٌ وإِطارُ الشَّفَةِ ما يَفْصِلُ بينها وبين شعرات الشارب وهما إِطارانِ وسئل عمر ابن عبد العزيز عن السُّنَّة في قص الشارب فقال نَقُصُّهُ حتى يَبْدُوَ الإِطارُ قال أَبو عبيد الإِطارُ الحَيْدُ الشاخص ما بين مَقَصِّ الشارب والشفة المختلطُ بالفم قال

الصفحة 91