بأَهلها أَي انقلبت وقيل المُؤْتَفِكاتُ المُدُن التي قلبها الله تعالى على قوم لوط عليه السلام وفي حديث سعيد بن جبير وذكر قصة هلاك قوم لوط قال فمن أَصابته تلك الافكة أَهلكته يريد العذاب الذي أَرسله الله عليهم فقلب بها ديارهم يقال ائْتَفَكَت البلدة بأَهلها أَي انقلبت فهي مُؤتَفِكة وفي حديث بشير بن الخصَّاصية قال له النبي صلى الله عليه وسلم ممن أَنت ؟ قال من ربيعة قال أَنتم تزعمون لولا ربيعةُ لائْتَفَكت الأَرضُ بمن عليها أَي انقلبت والمُؤْتَفِكاتُ الرِّياح تختلف مَهابّهُا والمُؤْتَفِكات الرياح التي تقلب الأَرض تقول العرب إِذا كثرت المؤْتفكات زَكَتِ الأَرضُ أَي زكازرعها وقول رؤبة وجَوْن خَرقٍ بالرياح مُؤتَفك أَي اختلفت عليه الرياح من كل وجه وأَرض مَأْفوكة وهي التي لم يصبها المطر فأَمحلت ابن الأَعرابي ائْتَفَكت تلك الأَرضُ أَي احترَقتْ من الجدب وأَنشد ابن الأَعرابي كأَنها وهي تَهاوَى تَهْتَلِك شَمْسٌ بِظلٍّ ذا بهذا يَأْتَفِك قال يصف قَطاةً باطِن جناحيها أَسود وظاهره أَبيض فشبه السواد بالظلمة وشبه البياض الشمس يَأْتَفِك ينقلب والمَأْفوك المأْفون وهو الضعيف العقل والرأْي وقوله تعالى يُؤْفَكُ عنه مَن أُفِكَ قال مجاهد يُؤْفن عنه من أُفِنَ وأُفِنَ الرجل ضعف رأْيه وأَفَنَهُ الله وأُفِكَ الرجل ضعف عقله ورأْيه قال ولم يستعمل أَفَكه الله بمعنى أَضعف عقله وإِنما أَتى أَفَكه بمعنى صرفه فيكون المعنى في الآية يصرف عن الحق من صرفه الله ورجل أَفِيكٌ ومَأْفوك مخدوع عن رأْيه الليث الأَفِيكُ الذي لا حَزْم له ولا حيلة وأَنشد ما لي أَراكَ عاجزاً أَفِيكا ؟ ورجل مَأْفوك لا يصيب خيراً وأَفكهُ بمعنى خدعة
( أفكل ) النهاية في الحديث فَبَات وله أَفْكَلٌ الأَفْكَل بالفتح الرِّعْدة من بَرْد أَو خوف قال ولا يُبْنى منه فِعْل وهمزته زائدة ووزنه أَفْعَل ولهذا إِذا سَمَّيْتَ به لم تصرفه للتعريف ووزن الفعل وفي حديث عائشة فأَخَذَني أَفْكَلٌ فارتعدت من شدة الغَيْرة
( أفل ) أَفَلَ أَي غاب وأَفَلَت الشمسُ تأْفِل وتأْفُل أَفْلاً وأُفولاً غَرَبت وفي التهذيب إِذا غابت فهي آفلة وآفل وكذلك القمر يأْفِلُ إِذا غاب وكذلك سائر الكواكب قال افيفي تعالى فلما أَفل قال لا أُحب الآفلين والإِفَال والأَفَائِل صِغار الإِبل بَنَاتُ المخَاض ونحوُها ابن سيده والأَفِيل ابن المخَاض فما فوقه والأَفِيل الفَصِيل والجمع إِفَال لأَن حقيقته الوصف هذا هو القياس وأَما سيبويه فقال أَفِيل وأَفائل شبهوه بذَنُوب وذَنائب يعني أَنه ليس بينهما أَلا الياء والواو واختلاف ما قبلهما بهما والياء والواو أُخْتانِ وكذلك الكسرة والضمة أَبو عبيد واحد الإِفالِ بنات المخَاض أَفِيلٌ والأُنثى أَفِيلة ومنه قول زهير فأَصْبَحَ يُجْري فيهمُ من تِلادكم مَغانم شَتَّى من إِفَالٍ مُزَنَّمِ ويروى يُجْدي النوادر أَفِل الرجلُ إِذا نَشِط فهو أَفِلٌ على فَعِلٍ قال أَبو زيد أَبُو شَتِيمَين مِنْ حَصَّاءَ قد أَفِلَت كأَنَّ أَطْباءَها في رُفْغها رُقَعُ وقال أَبو الهيثم فيما روي بخطه في قوله قد أَفِلَتْ ذهب لَبَنُها قال والرُّفْغ ما بين السُّرَّة إِلى العانة والحَصَّاء التي انْحَصَّ وَبَرُها وقيل الرُّفْغ أَصل الفَخِذ والإِبْط ابن سيده أَفَل الحَمْلُ في الرَّحِم استقر وسَبُعَةٌ آفِل وآفلة حامل قال الليث إِذا استقر اللَّقاح في قَرار الرَّحِم قيل قد أَفَلَ ثم يقال للحامل آفِل والمَأْفول إِبدال المَأْفون وهو الناقص العقل
( أفن ) أَفَنَ الناقةَ والشاةَ يأْفِنُها أَفْناً حلَبها في غير حينها وقيل هو استخراجُ جميع ما في ضرعها وأَفَنْتُ الإبلَ إذا حلَبْتَ كلَّ ما في ضرعها وأَفَنَ الحالبُ إذا لم يدَعْ في الضَّرْع شيئاً والأَفْنُ الحَلْب خلاف التَّحْيين وهو أَن تَحْلُبَها أَنَّى شئتَ من غير وقت معلوم قال المُخبَّل إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَك أَفْنُها وإن حُيّنَت أَرْبى على الوَطْبِ حِينُها وقيل هو أَن يحتَلِبها في كل وقت والتَّحْيِينُ أَن تُحْلَب كل يوم وليلة مرة واحدة قال أَبو منصور ومِن هذا قيل للأحمق مأْفونٌ كأَنه نُزِع عنه عقلُه كلُّه وأَفِنَت الناقةُ بالكسر قلَّ لبنُها فهي أَفِنةٌ مقصورة وقيل الأَفْنُ أَن تُحْلَبَ الناقةُ والشاةُ في غير وقت حَلْبِها فيفسدها ذلك والأَفْنُ النقصُ والمُتأَفِّنُ المُتنقِّص وفي حديث عليّ إيّاكَ ومُشاوَرَةَ النساء فإن رأْيَهنّ إلى أَفْنٍ الأَفْنُ النقصُ ورجل أَفينٌ ومأْفونٌ أَي ناقصُ العقلِ وفي حديث عائشة قالت لليهود عليكم اللعنةُ والسامُ والأََفْنُ والأفْنُ نقصُ اللبَنِ وأَفَنَ الفصيلُ ما في ضرع أُمِّه إذا شرِبَه كلَّه والمأْفونُ والمأْفوكُ جميعاً من الرجال الذي لا زَوْرَ له ولا صَيُّورَ أَي لا رأْيَ له يُرْجَعُ إليه والأَفَنُ بالتحريك ضعفُ الرأْي وقد أَفِنَ الرجلُ بالكسر وأُفِنَ فهو مأْفونٌ وأَفينٌ ورجل مأْفونٌ ضعيفُ العقلِ والرأْيِ وقيل هو المُتمدِّحُ بما ليس عنده والأَول أَصح وقد أفِنَ أَفْناً وأَفَناً والأفينُ كالمأْفونِ ومنه قولهم في أَمثال العرب كثرةُ الرِّقين تُعَفِّي على أََفْنِ الأََفِين أَي تُغطِّي حُمْقَ الأَحْمَق وأَفَنَه الله يأْفِنُه أَفْناً فهو مأْفونٌ ويقال ما في فلان آفِنةٌ أَي خصلة تأْفِنُ عقلَه قال الكميت يمدح زياد بن مَعْقِل الأَسديّ