كتاب لا جديد في أحكام الصلاة
بسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
المقَدّمَة
الحمد لله رَبِّ العالمين, وأَشهد أَن لا إله إلا الله الحق المبين, وأَشهد أَن محمداً عبده ورسوله ونبيه الأَمين صلى الله وسَلَّم عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إِلى يوم الدِّين.
أَما بعد: فمن نعم الله علينا وعلى عموم المسلمين انتشار السنة, والعمل بها, مع احترام أَئمة العلم الهداة في القديم والحديث, والتخلص من التعصب الذميم. لكن قد يَجْنَحُ المستدل فَيُغْرِقُ في الاستدلال, وقد يَشْتَطُّ فَيَبْتَعِدُ عن مدارك الأَحكام, وقد يحصل الغلط, والوهم, والاشتباه في الفهم. وَقَدْ غَلِطَ الكبار في فهم بعض السنن. وَلاَ لَوْمَ وَلاَ عِتَاب. ولهذا حرر المحققون: أَن «تراجم المحدِّثين» (¬1) على السنن ليست حجة عليها, بل الحجة في الحديث والسنة.
إِذ المُتَرْجِمُ قد يُصيب وقد يُخطئ, وإن كان خطؤهم
¬_________
(¬1) انظر: «إحكام الأَحكام» لابن دقيق العيد: (1/ 293 - 296) , و «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (4/ 89).
الصفحة 7
77