كتاب لعنة جماعة الأمة القبطية

في كل أرجاء كنائس مصر .. والعدو المشترك للكنيستين القبطية والغربية هو الإسلام والمسلمين .. والَّتِي كان لدخول الإسلام أرض الكنانة مصر عظيم الأثر في تقلص أتباع الكنيستين وزوال نفوذهما من منظور تلك الجماعة المتطرفة المنحرفة فكريا ومنهجيا وعقائديًا .. رغم أن الخلاف والبغض والكراهية بين الكنيستين في جوهره يفوق عدائهما للإسلام مجتمعين لأبعد الحدود .. وبدأ أعضاء جماعة الأمة القبطية دراسة أساليب الإرساليات والاستفادة منها في طعنها بنفس الخنجر .. فالإرساليات الكاثوليكية والإنجيلية بكافة كنائسها تنشر تعاليم أناجيلها المختلفة وتستقطب مسيحي مصر من الأقباط النصارى ببناء المدارس وتدريس اللغات الأجنبية وبناء المستشفيات والجمعيات الخيرية الملحقة بكنائسها التبشيرية ...
وبينما يدعو رجال الكنيسة القبطية أبناءها بأن ينئوا بأنفسهم بعيدا عن تلك الإرساليات بكل إغراءاتها ومدارسها وأفكارها .. اعتبرت جماعة الأمة القبطية منهج كنيستهم غباء ولا بد من الاستفادة بتلك الإمكانيات الَّتِي تنفقها الإرساليات دون التأثر بأفكارهم .. لا مانع من تعلم اللغات بمدارسهم واكتساب مهارات جديدة والاستفادة من الامتيازات والتمويلات الَّتِي تنفقها تلك الإرساليات على مدارس ومستشفيات الإرساليات دون الاستدراج إلى معتقداتهم وترسيخ المفهوم بين الأقباط النصارى ببطلان عقائد كنائس تلك الإرساليات دو ن إظهار ذلك مع التمسك بالكنيسة القبطية ..
وبالوقت بدأت تعاليم جماعة الأمة القبطية تلقى قبولا متزايدا من الشباب الطموح والنفوس الضعيفة الَّتِي رأت في الاستفادة من إمكانيات الإرساليات الَّتِي تنفق ببذخ مع الاحتفاظ بالعقيدة الأرثوذكسية للكنيسة المرقصية القبطية حيلة ذكية ترضى رغباتهم وأطماعهم .. ومرة أخرى اتسعت الفجوة بين تعاليم تلك الجماعة (الأمة القبطية) المتطرفة بأساليبها الماكرة وحيلها الكاذبة والَّتِي ازداد أتباعها بصورة مذهلة .. وبين تعاليم الكنيسة القبطية الفقيرة الَّتِي تكتفي بالصلوات والدعاء وأخذ البركات .. وأمور روحانية بعيدة عن واقع الأمور من منظور قيادات وأتباع جماعة الأمة القبطية المنشقة والمتطرفة.
ازدادت حدة الصراع بين أتباع جماعة الأمة القبطية وبين قيادات الكنيسة القبطية الَّتِي اعتبرت منهجهم خروجا صريحا عن تعاليم الكنيسة ونذير بهلاكها حتَّى وصلت الأمور بينهما إلى ما يشبه حرب سرية غير معلنة .. كل منهما يصر على صحة ما هو عليه وعلى بطلان الآخر .. ولكن الكفة كانت تزداد وتميل لصالح جماعة الأمة القبطية الَّتِي انضم إليها الكثير من الأقباط النصارى حيث وجد أتباعها امتيازات وتسهيلات كثيرة تتناسب مع أطماعهم وطموحاتهم .. فتخرجت من المدارس الأجنبية التابعة للإرساليات طبقة كبيرة من الأقباط النصارى تميزت عن غيرها من فئات الشعب القبطي بل والمصرى في اتقانهم اللغات واكتساب علوم ومهارات وتقنيات تم تمويلها بأموال الإرساليات الغربية التبشيرية وصلت إلى حد إعفاء معظم

الصفحة 5